عشت في الخالدين سِفراً جميلا
وصنعت التاريخ جيلا فجيلا
وكشفت الآفاق للعلم تبغي
مشعلا للهدى يُنير السبيلا
فهديت العقولَ شرقاً وغرباً
تبتغي للورى طريقاً ذلولا
قد ترسّمتَ في خطاك طريقاً
مستقيماً وفي هداك الرسولا
كعبةٌ أنت للوفود ومسعىً
ومزارٌ وقد أجَرت النزيلا
وملاكُ السما لقبرك تهفو
تارة ترتقي وطوراً نزولا
وبيوم الغدير ذلك سِفرٌ
خلّدته الأجيالُ لحناً جميلا
يومَ نادى الرسولُ هذا عليٌ
هو مولاكمُ فأبدَوا قبولا
وحباه الله الولاية حتماً
فارتقى سلّم الوجود سبيلا
أكمـلَ الحقّ دينَـه بعـلـيٍ
وارتضاها فروعَه والاصولا
وبـه آيـة الولايـة لاحـت
في كتاب الاله صارت دليلا
وأنارت للمسـلمين طريقاً
وأشادت للكون صرحاً جليلا
وتروم العقول وصفك حتى
قد غدت فيك تطلب المستحيلا
أنت للعلم والمدينـة بـابٌ
يبتغيها الذي يريد الدخولا
كنت للمصطفى أخاً ووزيراً
وولياً وناصراً وخليلا
فاقتحمت الحروب ليثاً هزبراً
وأذقت الأبطال حتفاً وبيلا
قمم أنت في المواهب حتى
وقف الدهر خاشعاً مذهولا
يا أبا المكرمات زادي قليلٌ
فبِكم أرتجي عطاءً جزيلا
أنتمُ قادةُ الأنام جميعاً
وولاكم يُرضي الإله الجليلا
السيد ابو جعفر الحيدري
الولاية الاخبارية