المشروع الامريكي الذي صوت عليه مجلس النواب الامريكي وضع شروطا لمنح العراق مبلغ ٧١٥ مليون دينار تصرف منها للبيشمركة والعشائر السنية و (الحرس الوطني السني )بهذا التعبير والشروط هي ايقاف الحكومة العراقية دعمها للمليشيات الشيعية واشراك السنة في الحكم في العراق وجاء رد المرجعية بان هذا المشروع لا يمكن ان يتم لأنه خرق للسيادة ويفتح الباب لتقسيم العراق ولم تكتفي المرجعية الدينية برفض المشروع وانما ذهبت الى الارضية التي هيأت لهذا المشروع وهي الخلافات السياسية الكبيرة وعدم تنسيق بعض الفصائل مع القيادة العامة للقوات المسلحة وهنا لنا ملاحظات :-
الأولى :-المرجعية الدينية لطالما طالبت باشراك العشائر السنية في عمليات التحرير بل وحتى في اوج وذروة الفرحة بالانتصارات في صلاح الدين لم تكن راضية عن مستوى مشاركة العشائر لا لشيء الا لسد الباب امام هكذا مشاريع وتحقيق سلام واستقرار دائمين في تلك المناطق
الثانية :- مشروع الحرس الوطني بصيغته التي صوت عليها مجلس الوزراء كان جيد جدا لو تمت المصادقة عليه فهو ينص على تشكيل قوة تسلحها فوق الداخلية ودون الدفاع تكون مظلة تشمل قوات المتطوعين الشيعة والعشائر السنية ترتبط كلها بالقائد العام للقوات المسلحة والمرجعية الدينية اول ما طرح المشروع في صفقة تشكيل الحكومة لم تعترض عليه من الاساس وانما رفضت ان يشكل على اساس طائفي وهي عين الصيغة المطروحة في مشروع القرار الامريكي .
وهذا لم يأتي من فراغ اذ بعدما سيطرت ( الفصائل المسلحة ) الشيعية على القيادة العليا لهيئة الحشد الشعبي وكانت لها حصة الاسد من الدعم والتسليح حتى على حساب المتطوعين الشيعة الاخرين الذين لم ينخرطوا مع الفصائل المسلحة وبعدما ظهرت الحاجة ملحة الى تسليح العشائر السنية لم تكن للحكومة اي اليات لذلك فلو قبل المعترضون الشيعة على مشروع الحرس الوطني العراقي لما واجهوا اليوم الضغط الامريكي بالحرس الوطني السني ثالثا – المشرع الامريكي يوجه عقبتان لكي يكون نافذا :-
الاولى – بعد ان مر من مجلس النواب بالأغلبية لابد من مصادقة الكونكرس
الثانية :- عدم نقض الرئيس اوباما المشروع بالفيتو فالمطلوب من القوى الشيعية الفاعلة امران :-
الأول :- تنفيذ توجيهات الرجعية الدينية التي صدرت اليوم لسحب الارضية التي قام عليها المشروع الأمريكي الثاني التحرك الجاد على المستويين الاعلامي والدبلوماسي لإزاحة الشبهات عن السلوك الشيعي في هذه المرحلة فنحن ليس لا نملك اعلاما فاعلا فحسب بل لا نملك اعلاما اصلا بما يتناسب والتحديات الكبيرة اين اعلامنا من المساعدات التي تقدمها المرجعية الدينية للمناطق السنية من اول ايام عمليات الانبار ابان الحكومة السابقة وحتى نزوح اهالي الانبار اليوم نحن صامتون وغيرنا يتحرك ويتكلم ولقد اجاد سماحة السيد علاء الموسوي رئيس ديوان الوقف الشيعي حينما بين للسفير الامريكي حقائق الامور من دفاع الشيعة عن المناطق السنية ودعم المرجعية للمناطق السنية المتضررة والنازحين .
ولكن ماذا كان جواب السفير :هذا الذي تقولون غير واضح في واشنطن ويحتاج الى توثيق . فلا بد من التحرك العاجل على المحافل الدولية لبيان حقيقة الاوضاع اليس عيبا علينا ان تقوم امرأة ايزيدية منفردة بإيصال صوت ومظلومية ابناء جلدتها الى العالم وهم اقلية ونحن الاكثرية صامتون .