الرئيسية / تقاريـــر / المبعث النبوي الشريف في القرأن الكريم – سالم الصباغ

المبعث النبوي الشريف في القرأن الكريم – سالم الصباغ

1 ـ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إن ذكري المبعث النبوي الشريف هو يوم التجلي الأعظم بالأسم الأعظم الأعظم الأعظم ، علي قلب صاحب الخلق العظيم ….كما ورد في الدعاء الخاص بليلة المبعث ويومها وهو الذي يبدأ بهذه الجملة العظيمة :
(اللهم إني أسالك بالتجلي الاعظم )
وهو أيضاَ عيد نزول (الرسالة الخاتمة ) وهي القرأن الكريم …
ولابد في اليوم الاول للرسالة ، أن تبدأ بتحديد اهداف رسالة الله وكلمته الأخيرة للإنسان … وهذا ماسنحاول قراءته في الايات القرأنية الخاصة بهذه المناسبة :

الأية الأولي
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
إن أول مانزل من القرأن علي قلب الرسول الاعظم هو الأيات الأولي من سورة ( العلق ) ، ولذلك من الملائم أن تلخص وتوضح هذه الأيات الهدف من الرسالة الألهية الخاتمة ، يقول تعالي :

﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ/ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ/ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ/ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ/ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ 1) العلق

وحيث أن المبعث النبوي الشريف هو بداية حمل رسالة الإسلام وتبليغها إلي الخلق ، بحيث يمكن تسميته (بعيد الرسالة )، نلاحظ الأتي في هذه الأيات الكريمة :

ـــ أن بداية نزول القرأن بدأ بكلمة ( إقرأ ) لتتعلم الأمة كلها أن بداية السير إلي الله في طريق التكامل الإنساني يبدأ بالقراءة .

ـــ وأن هذه القراءة يجب أن تكون باسم الله ، وليست باسم أي شئ اخر .

ـــ ثم أشارت الأية الكريمة إلي أي مدي يمكن أن يصل التطور البشري ، حيث أن هذا الإنسان الكائن إعجوبة الخلق الإلهي قد بدأ الله خلقه من ( علق ) وهى النطفة أو نقطة الدم المتعلقة بجدار رحم المرأة ، ثم لنتسائل كيف تحولت هذه النطفة إلي هذا الإنسان السوي العاقل المفكر المبدع والذي إستطاع بالعقل الذي وهبه الله إليه أن يصنع هذه الحضارة المادية العظيمة .

ـــ فأحري بالإنسان أن يصل إلي أضعاف هذا التطور في جانبه النفسى أو الروحاني ، وهو الجانب الأعظم بل هو حقيقة الإنسان .

ـــ إذن فقد أرادت هذه الأيات أن ترشدنا ان الهدف من هذه الرسالة هو التكامل الإنساني ، فكما بدأ تكامله الجسماني من ( العلقة ) إلي ( الجسد المتكامل ) ، كذلك لابد أن تتكامل ( النفس ) من نقطة الصفر عند الولاده :

(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) ،

أي من نقطة الصفر إلي أعلي درجات التكامل الإيماني ، وادني درجات القرب الألهي .

ـــ ثم تحدثت الأية عن أهمية العلم والتعليم للخلق ، وأنه عطاء إلهي من ( ربك الاكرم ) وليس ( الكريم ) فقط ، دلالة على عظمة منحة العلم والتعلم والقلم لدي الإنسان وأهمية العلم ودوره في الرسالة الخاتمة

ــــ كما نلاحظ إستعمال القرأن لفظ ( ربك ) في خطابه للرسول الأعظم صلوات الله عليه واله ، أي ربك انت يا محمد الذى يربيك ويدبر حياتك علي عينه ، فهو يختصك بأعظم المنن والعطايا . ( عطاياهم علي قدر مطاياهم )

خلاصة الأيات الشريفة :
( أن القراءة والتعلم والتكامل الإنساني هو الهدف الأول من الرسالة الإسلامية ومن القرأن الكريم ، وأن طريق التكامل مفتوح أمام الخلق لينقلهم إلي أعلي المقامات)

شاهد أيضاً

الاثنا عشرية في الصلاة اليومية

الهوي إلى السجود كما في صحيحة زرارة المشهورة (168). والمرأة بالعكس، وتضع كفيها على ثدييها ...