المبعث النبوي الشريف في القرأن الكريم – سالم الصباغ
2 أبريل,2019
تقاريـــر
3,893 زيارة
1 ـ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن ذكري المبعث النبوي الشريف هو يوم التجلي الأعظم بالأسم الأعظم الأعظم الأعظم ، علي قلب صاحب الخلق العظيم ….كما ورد في الدعاء الخاص بليلة المبعث ويومها وهو الذي يبدأ بهذه الجملة العظيمة :
(اللهم إني أسالك بالتجلي الاعظم )
وهو أيضاَ عيد نزول (الرسالة الخاتمة ) وهي القرأن الكريم …
ولابد في اليوم الاول للرسالة ، أن تبدأ بتحديد اهداف رسالة الله وكلمته الأخيرة للإنسان … وهذا ماسنحاول قراءته في الايات القرأنية الخاصة بهذه المناسبة :
الأية الأولي
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
إن أول مانزل من القرأن علي قلب الرسول الاعظم هو الأيات الأولي من سورة ( العلق ) ، ولذلك من الملائم أن تلخص وتوضح هذه الأيات الهدف من الرسالة الألهية الخاتمة ، يقول تعالي :
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ/ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ/ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ/ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ/ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ 1) العلق
وحيث أن المبعث النبوي الشريف هو بداية حمل رسالة الإسلام وتبليغها إلي الخلق ، بحيث يمكن تسميته (بعيد الرسالة )، نلاحظ الأتي في هذه الأيات الكريمة :
ـــ أن بداية نزول القرأن بدأ بكلمة ( إقرأ ) لتتعلم الأمة كلها أن بداية السير إلي الله في طريق التكامل الإنساني يبدأ بالقراءة .
ـــ وأن هذه القراءة يجب أن تكون باسم الله ، وليست باسم أي شئ اخر .
ـــ ثم أشارت الأية الكريمة إلي أي مدي يمكن أن يصل التطور البشري ، حيث أن هذا الإنسان الكائن إعجوبة الخلق الإلهي قد بدأ الله خلقه من ( علق ) وهى النطفة أو نقطة الدم المتعلقة بجدار رحم المرأة ، ثم لنتسائل كيف تحولت هذه النطفة إلي هذا الإنسان السوي العاقل المفكر المبدع والذي إستطاع بالعقل الذي وهبه الله إليه أن يصنع هذه الحضارة المادية العظيمة .
ـــ فأحري بالإنسان أن يصل إلي أضعاف هذا التطور في جانبه النفسى أو الروحاني ، وهو الجانب الأعظم بل هو حقيقة الإنسان .
ـــ إذن فقد أرادت هذه الأيات أن ترشدنا ان الهدف من هذه الرسالة هو التكامل الإنساني ، فكما بدأ تكامله الجسماني من ( العلقة ) إلي ( الجسد المتكامل ) ، كذلك لابد أن تتكامل ( النفس ) من نقطة الصفر عند الولاده :
(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) ،
أي من نقطة الصفر إلي أعلي درجات التكامل الإيماني ، وادني درجات القرب الألهي .
ـــ ثم تحدثت الأية عن أهمية العلم والتعليم للخلق ، وأنه عطاء إلهي من ( ربك الاكرم ) وليس ( الكريم ) فقط ، دلالة على عظمة منحة العلم والتعلم والقلم لدي الإنسان وأهمية العلم ودوره في الرسالة الخاتمة
ــــ كما نلاحظ إستعمال القرأن لفظ ( ربك ) في خطابه للرسول الأعظم صلوات الله عليه واله ، أي ربك انت يا محمد الذى يربيك ويدبر حياتك علي عينه ، فهو يختصك بأعظم المنن والعطايا . ( عطاياهم علي قدر مطاياهم )
خلاصة الأيات الشريفة :
( أن القراءة والتعلم والتكامل الإنساني هو الهدف الأول من الرسالة الإسلامية ومن القرأن الكريم ، وأن طريق التكامل مفتوح أمام الخلق لينقلهم إلي أعلي المقامات)
2019-04-02