– زلل ممنوع:
إنّ النفس الأمّارة تدفع الإنسان لارتكاب الأخطاء والمعاصي، والشيطان يزيّنها للإنسان؛ لكي يجعلها في صورة محبَّبة له. ولذا، كان الإنسان مُعرّضاً في حياته للوقوع في المعاصي. ومتى نظر الإنسان إلى ما يمكن أن يصدر منه من ذنوب أدرك رحمة الله به؛ الذي يصونه ويحفظه عن الوقوع بها:
عن الإمام علي عليه السلام: “كيف يصبر عن الشهوة من لم تعنه العصمة؟!”14.
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “قال الله سبحانه: إذا عَلِمْتُ أنّ الغالب على عبدي الاشتغال بي؛ نقلت شهوته في مسألتي ومناجاتي، فإذا كان عبدي كذلك؛ فأراد أن يسهو؛ حلت بينه وبين أن يسهو، أولئك أوليائي حقّاً”15.
4-مكاره مأمونة:
إنّ الإنسان يكره كلّ ما يخالف الراحة والدعة ويشقّ عليه، وما من إنسان في هذه الدنيا إلا وهو معرَّض للمكاره، ولكنّ الله يدفع عن الإنسان الكثير منها، فيحول بينها وبين الإنسان؛ أي يصرف عنه الابتلاء بها.
والإنسان يُدرِك ذلك متى رأى تلك المكاره تصيب مَنْ حوله من الناس. ولذا، كان عليه إذا رأى ذلك أن يحمد الله على أن وقاه منها:
روي عن الإمام الباقر عليه السلام: “تقول ثلاث مرّات إذا نظرت إلى المُبتلى من غير أن تُسمِعُه: الحمد لله الذي عافاني ممّا ابتلاك به، ولو شاء فعل. قال: من قال
________________________________________
13- الكليني، الكافي، م.س، ج2، كتاب الإيمان والكفر، باب الذنوب، ح3، ص269.
14- الليثي الواسطي، علي بن محمد: عيون الحكم والمواعظ، تحقيق حسين الحسيني البيرجندي، ط1، لام، دار الحديث، لات، ص384.
15- المجلسي، محمد باقر: بحار الأنوار، تحقيق إبراهيم الميانجي؛ محمد باقر البهبودي، ط2، بيروت، مؤسّسة الوفاء، 1403هـ.ق/ 1983م، ج90، ص162.
ذلك لم يصبه ذلك البلاء أبداً”16.
وعن الإمام الصادق عليه السلام: “إذا رأيت الرجل قد ابتُلي وأنعم الله عليك، فقل: اللهمّ إنّي لا أسخر، ولا أفخر، ولكن أحمدك على عظيم نعمائك علي”17.