إطلالة على عهد الأشتر
أهداف الدرس
1- أنْ يتعرَّف الطالب إلى شخصيّة مالك الأشتر.
2- أنْ يتعرَّف إلى عهد الإمام عليّ عليه السلام إلى مالك الأشتر حين ولّاه مصر.
من هو مالك الأشتر؟
هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث الكوفيّ، المعروف بالأشتر, الوجه المشرق، والبطل الّذي لا يُقَهر، واللّيث الباسل في الحروب، وأصلب صحابة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وأثبتهم.
أدرك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وهو من ثقاة التابعين. وكان رئيس قومه.
وكان الإمام عليّ عليه السلام يثق به ويعتمد عليه، وطالما كان يُثني على وعيه، وخبرته، وبطولته، وبصيرته، وعظمته، ويفتخر بذلك.
أوّل حضور فاعل له كان في فتح دمشق وحرب اليرموك1 ، وفيها أُصيبت عينه فاشتُهر بالأشتر2.
عاش مالك في الكوفة. وكان طويل القامة، عريض الصدر، عديم المثيل في الفروسيّة. وكان لمزاياه الأخلاقيّة ومروءته ومَنعته وهيبته وأُبّهته وحياته، تأثير عجيب في نفوس الكوفيّين3.
نُفي مع عدد من أصحابه إلى حمص في أيّام عثمان بسبب اصطدامه بسعيد
________________________________________
1- تاريخ دمشق، ج 56، ص 379.
2- تاريخ الإسلام، الذهبي، ج 3، ص 594.
3- تاريخ الطبري، ج 4، ص 332.
بن العاص والي عثمان. ولمّا اشتدّت نبرة المعارضة لعثمان عاد إلى الكوفة، ومنع والي عثمان ـ الّذي كان قد ذهب إلى المدينة آنذاك ـ من دخولها4.
واشترك في ثورة المسلمين على عثمان، وتولّى قيادة الكوفيّين الّذين كانوا قد توجّهوا إلى المدينة، وكان له دور حاسم في القضاء على حكومة عثمان5.
وكان يُصرّ على خلافة الإمام عليّ عليه السلام بفضل ما كان يتمتّع به من وعي عميق، ومعرفةٍ دقيقة برجال زمانه6. من هنا كان نصير الإمام عليه السلام وعضده المقتدر عند خلافته. وقد امتزجت طاعته وإخلاصه له عليه السلام بروحه ودمه، وكان الإمام عليه السلام أيضاً يحترمه احتراماً خاصّاً، ويُقيم وزناً لآرائه في الأمور.
وعندما كان أبو موسى الأشعريّ يُثبّط الناس عن المسير مع الإمام عليه السلام في حرب الجمل، ذهب مالك إلى الكوفة، وأخرج أبا موسى – الّذي كان قد عزله الإمام عليه السلام – منها، وعبّأ الناس من أجل دعم الإمام عليه السلام والمسير معه في الحرب ضدّ أصحاب الجمل. وكان له دور حاسم في الحرب.