الرئيسية / الاسلام والحياة / فلسطين ومواجهة الصهيونية في فكر الإمام الخميني

فلسطين ومواجهة الصهيونية في فكر الإمام الخميني

رابعاً: إن عدم وجود حكومات صالحة في بلاد المسلمين، مضافاً إلى إبعاد الإسلام عن حركة الصراع، كانا سببين أيضاً لإبقاء
واستمرار هذا الكيان في المنطقة، ويرى قدس سره أن إبعاد الإسلام عن حركة الصراع يمثل السبب الرئيسي في استمرار وجود إسرائيل، لقناعته بعدم مؤثِرية المنطلقات الأخرى في إيجاد حركات المقاومة للعدو.

وعندما يتحدث الإمام عن مشروع إسرائيل في المنطقة، فإنه لا يتحدث عن مشروعها القاضي بالسيطرة على فلسطين وحدها، أو عن الأراضي الواقعة بين النيل والفرات، بل نراه يوسع حدود هذه الأرض لتشمل جميع الأراضي العربية ودولها، فإسرائيل الكبرى من منظار الإمام الخميني قدس سره لا حدود لها.

يقول الإمام قدس سره: “منذ سنواتٍ طوال وأنا أذكر وأحذر المسلمين دائماً في الخطب والمقالات من إسرائيل وجرائمها، ومن أن هذه الغدة السرطانية الموجودة في إحدى زوايا الدول الإسلامية لن تكتفي فقط بالقدس”.

ويقول في موضعٍ آخر “يجب أن يعلم الجميع أن هدف الدول الكبرى من إقامة إسرائيل لا يقف عند حد احتلال فلسطين، إنهم يخططون لتواجه الدول العربية كلها نفس المصير الذي واجهته فلسطين”.

من هنا وبرأي الإمام فإنه ليس من خيارٍ أمام العرب والمسلمين لاستعادة فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني في المنطقة سوى خيار المقاومة والانتفاضة، ويتضح ذلك من تحليل جميع خطب الإمام وبياناته عن إسرائيل، فالباحث لا يجد لديه أي محاولة لإدخال خيار آخر في الصراع مع الصهاينة، كالخيار الدبلوماسي التفاوضي أو الصراع السياسي أو توزيع الأدوار بين السياسة
والحرب، إن اللغة السائدة في الخطاب السياسي للإمام هي لغة الجهاد والمقاومة، ولا توجد لغة أخرى في خطاباته وبياناته.

وفي هذا الإطار يؤكد الإمام على أن لا يبقى ولا شبرٌ واحد من أرض فلسطين في أيدي المحتلين، بل يجب إنقاذ واستعادة فلسطين، كل فلسطين، من دنس الصهاينة، أي ما تم احتلاله سنة 1948، وما تم احتلاله سنة 1967، وبناءً عليه فليست للصهاينة أية حقوق في الأراضي الفلسطينية على حسب رأي الإمام.

من هنا لا بد من إدارة الصراع على هذا المستوى والعمل حسب رأي الإمام قدس سره على اجتثاث إسرائيل واستئصالها، بحيث لا يبقى لها وجود، وللإمام تعبيرات متعددة تتناول هدف استئصال هذا الكيان الغاصب، يقول قدس سره: “نحن لا نعترف بأي حقٍ لإسرائيل في الوجود” أو تعبير “يجب أن تزول إسرائيل من الوجود” و”يجب أن تزول جرثومة الفساد من جسد الأمة” أو تعبير “يجب استئصال الغدة السرطانية” فلا خيار غير ذلك.

شاهد أيضاً

مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره

رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...