في بيت قيم ودين وهمّ رسالي صادق، نشأ وترعرع بجوار الحسين وأخيه أبيالفضل العباس عليهماالسلام، كبر وكبرت عزيمته، وسمت روحه، ونقت نفسه، واشتد ساقه، ونما عوده، وعلى المكرمات فتح عينيه.
ولد عام 1965م في مدينة كربلاء المقدسة، وفيها واصل دراسته الابتدائية والمتوسطة، وفي شهر تموز من عام 1980م اقتحم جلاوزة البعث الصليبي منزلهم واعتقلوه مع أخويه الأكبر منه([1])، ثم ألقي بميثم وباقي أعضاء أسرته خارج
الحدود بطريقة من أبشع الطرق التي عرفها التاريخ البشري.
سكن العاصمة طهران، وذهب إلى قم المقدسة، لينهل من علوم آل البيت عليهمالسلام من خلال انخراطه في الحوزة المباركة.
عاش أيامه في المهجر، وهو في أشد ما يكون من الشوق للثأر لدماء أخويه، ودماء الشهداء الذين أعدموا على مذبح الحرية والكرامة في ظل حكومة البغي والنفاق التي عاثت في الأرض الفساد.
التحق بقوات بدر بتاريخ 20/03/1984م ضمن الدورة الثامنة — دورة الشهيد أبيوفاء العراقي— عسى أن يشفي شيئًا من غليله في مجاهدة أزلام صدام البغاة الذين تلطخت أياديهم بدماء الأبرياء من أبناء العراق الشرفاء.
بعد انقضاء فترة التدريب، نسّب إلى الفوج الثاني من أفواج المجاهدين، لينفذ مع أخوته المجاهدين المهام الصعبة والعمليات القتالية.
استشهد بتاريخ 24/07/1984م في هور الحويزة، على أثر سقوط صاروخ طائرة معادية أصابت شظاياه جسمه([2])، ليلتحق بأخويه الشهيدين وبقوافل الشهداء السعداء.
شيع جثمانه الطاهر في مدينة طهران ودفن هناك في مقبرة الشهداء.
من وصيته رحمهالله: «أرجو من الله تبارك وتعالى قبول شهادتي…
الحياة لحظات، فما أحلى أن تكون نهاية عمر الإنسان في طاعة الله وهو في ساحات الجهاد، حيث يلقى الله مضرجًا بدمائه الزكية.
أوصيكم بالابتعاد عن كل المحرمات لاسيما الغيبة، وأوصيكم بالالتزام الكامل بالدين والأخلاق الإسلامية.
سلام على الشاكري يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًّا
([1]) بقي أخواه تحت التعذيب في السجن ، وتبين بعد سقوط النظام أنهما قد أعدما مع الآلاف من ابناء الأسر المبعدة قسرا من العراق.
([2]) استشهد معه مهدي گطوف كله الشوهاني من أهالي الكوت—النعمانية.