أصحاب المسكر. وكلوا التمر فإن فيه شفاء من الادواء. اتبعوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله فإنه قال: من فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه باب فقر. أكثروا الاستغفار فإنه يجلب الرزق. قدموا ما استطعتم من عمل الخير تجدوه غدا. إياكم والجدال فإنه يورث الشك. من كانت له إلى الله حاجة فليطلبها في ثلاث ساعات: ساعة من يوم الجمعة – ساعة الزوال حين تهب الريح وتفتح أبواب السماء وتنزل الرحمة وتصوت الطير،
وساعة في آخر الليل عند طلوع الفجر، فإن ملكين يناديان: هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من سائل فيعطى ؟ هل من مستغفر فيغفر له ؟ هل من طالب حاجة ؟، فأجيبوا داعي الله. واطلبو الرزق فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فإنه أسرع لطلب الرزق من الضرب في الارض، وهي الساعة التي يقسم الله عزوجل فيها الارزاق بين عباده. انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله فإن أحب الامور إلى الله انتظار الفرج وما داوم عليه المؤمن (1).
توكلوا على الله عند ركعتي الفجر بعد فراغكم منها ففيها تعطى الرغائب. لا تخرجوا بالسيوف إلى الحرم، ولا يصل أحدكم وبين يديه سيف، فإن القبلة أمن. ألموا (2)
برسول الله صلى الله عليه وآله إذا حججتم، فإن تركه جفاء وبذلك امرتم. ألموا بالقبور التي يلزمكم حق سكانها وزوروها واطلبوا الرزق عندها، فإنهم يفرحون بزيارتكم، ليطلب الرجل الحاجة عند قبر أبيه وامه بعد ما يدعو لهما. لا تستصغروا قليل الاثم لما لم تقدروا على الكبير، فإن الصغير يحصى ويرجع إلى الكبير.
أطيلوا السجود فمن أطاله أطاع ونجا. أكثروا ذكر الموت ويوم خروجكم من القبور، ويوم قيامكم بين يدي الله تهن عليكم المصائب. إذا اشتكى أحدكم عينه فليقرأ آية الكرسي وليضمر في نفسه أنها تبرء فإنه يعافى إن شاء الله. توقوا الذنوب فما من بلية ولا نقص رزق إلا بذنب حتى الخدش والنكبة
________________________________________
(1) انتظار الفرج هو التهيؤ والترقب له بحيث يصدق اطلاق اسم المنتظر عليه وقد مر الكلام فيه. (2) يقال: ألم به أي أتاه فنزل به وزاره زيارة غير طويلة. يعنى إذا ذهبتم إلى مكة لزيارة بيت الله وإذا فرغتم من أعمال الحج فأذهبوا إلى المدينة فزوروا قبر النبي صلى الله عليه وآله. (*)