الرئيسية / تقاريـــر / تفجيرات السعودية والتحولات في سورية والعراق وايران – سامي كليب

تفجيرات السعودية والتحولات في سورية والعراق وايران – سامي كليب

لن تبقى أوضاع المنطقة بعد التفجيرين الارهابيين في السعودية كما قبلهما. سنشهد تطورات كثيرة من الرياض الى دمشق فبغداد وطهران وجنيف . لماذا ؟
ـ التفجيران الارهابيان في منطقتي القطيف ثم الدمَّام حملا توقيع داعش واستهدفا مسجدين “شيعيين”. التنظيم الموسوم بالارهاب تبنَّى التفجيرين، والسلطات السعودية كشفت سريعا هويات الارهابيين. بغض النظر عن دقة التحقيقات والتبني، فان التفجيرين قد يقدمان لخصوم السعودية مادة دسمة للضغط وهما بالتالي فتحا الباب امام معادلة جديدة في الصراع . فلو استمرت التفجيرات ، وهذا محتمل، ، ما الذي سيمنع ايران ودول اخرى المطالبة بتحقيق دولي وطلب حماية “الشيعة” واتهام السلطات باخفاء معلومات؟ هذا كبير الاحتمال.

ـ اسبوع واحد تقريبا فصل بين التفجيرين . تبنِّي داعش لهما يعني أمرين، اما ان التنظيم قرر فعلا ضرب الشيعة داخل الخليج على أساس انهم ” رافضة ” ( وفق توصيفه) وهذا سيتطلب حماية لهم ، واما هو يعاقب العرش السعودي على تغليب النصرة على داعش في سورية وعلى السماح بضربه دوليا في العراق . في الحالتين ثمة مواجهة جديدة فتحت داخل السعودية .
ـ أعقب التفجيران 4 تحولات جسام: اولها القرار السعودي بالقيام بحرب مباشرة خارج الحدود في اليمن، بعد ان كان الصراع مع ايران يتم عبر وكلاء على مدى السنوات الاربع الماضية، وثانيها ارتفاع لهجة ايران وحلفائها وخصوصا لهجة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ضد قادة السعودية واستخدام عبارات خارجة عن مألوف التعابير المقبولة ( مثلا تنابل ) ، وثالثها التأنيب الاميركي لدول الخليج حين قال اوباما ان مشكلة هذه الدول هي في داخلها وليست في ايران، ورابعها القبول الاميركي بدور أوسع للحشد الشعبي في العراق بالرغم من الضغط الدائم لتوازن مذهبي . كان واضحا ان ايران وحزب الله وليس فقط سورية قررا توجيه المعركة الى راس المملكة وذلك بعد ان نجحت طهران نسبيا في تحييد تركيا .

ماذا يعني كل هذا ؟
لنتأمل واقع السعودية : تفجيرات في الداخل، اختراق للحدود من قبل انصار الله الحوثيين بعد 3 اشهر من تعرضهم للقصف المتواصل من تحالف تقوده الرياض، عجز عن اقناع اوباما في آخر قمة معه ( والتي غاب عنها الملك سلمان) بوقف الاتفاق النووي مع ايران. حرب ضروس في سورية، وعجز عن لجم ايران في العراق.
لا بل تبين لاحقا ان أميركا التي تنسق فعليا مع الجنرال قاسم سليماني على الاراضي العراقية ، أدركت انه بدون الحشد الشعبي المنبوذ سعوديا لا يمكن تحقيق انجازات فعلية على الارض ضد داعش. لعل اجتماع باريس قبل يومين أكد مداورة هذا الأمر حيث لم يقدم جديدا في سياق محاربة التنظيم سوى نصح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتحسين شروط المشاركة …
الأرجح ان أميركا وبضغوط فرنسية واضحة تترك هامشا أوسع لتحرك سعودي-تركي-قطري على الاراضي السورية. يعتقد خصوم ايران وسورية وحزب الله، ان على هذه الساحة فقط ( وليس في اليمن او العراق ) يمكن تحقيق مكاسب. وبالفعل منذ تولي الملك سلمان شؤون الحكم، تم استهداف دمشق بقذائف زهران علوش ثم سقطت ادلب فجسر الشغور وصولا الى تدمر وغيرها ، وحكي عن استعدادات ضد الساحل السوري وربما ضد السويداء .
الواضح ان محور ايران سورية حزب الله ومن خلفهم روسيا ( بالرغم من تحسين علاقاتها مع السعودية مؤخرا) قرر تغيير المعادلة ومنع اي اختراق فعلي خصوصا في الساحل السوري او ضد دمشق، لا بل واتخذ قرار مركزي عبر لقاءات علنية وسرية بين القادة العسكريين في هذا المحور لكسر اندفاعة المحور الآخر . حصلت اتفاقات مغايرة لكل ما كان يحصل في السنوات الاربع الماضية .
قريبا تنتهي معركة جرود عرسال ومع الوقت تنتهي كل مشكلة عرسال ، فهذه في المعادلة العسكرية باتت شبه ساقطة. قد تتبعها الزبداني ومناطق حدودية اخرى ( بالتفاوض او القتال) . لكن هذا لا يكفي، يجب توجيه ضربة اكبر شمالا اوجنوبا او على الجبهتين. كل التقديرات والمعلومات تتوقع حصول شيء كبير قريب . على الارجح قبل نهاية الشهر الحالي موعد توقيع الاتفاق الايراني الغربي.
في المعلومات ان التعزيزات العسكرية لمحور سورية ايران حزب الله ارتفعت على نحو كبير. يحكى عن أسلحة نوعية جديدة، ثمة تسريبات عن وصول قوات نخبة من دول مختلفة لمؤازرة الجيش السوري.
هل هذا يعني حسما عسكريا ؟
الاكيد لا ، لم تعد الساحات قابلة بمعادلة منتصر ومهزوم. هي تقبل فقط كسر توازنات بانتظار مفاوضات تجبر الجميع على التفكير في حل سياسي .
المساعي الروسية الاميركية لجنيف 3 قائمة . هذه تفترض تنازلات من الجميع واشراك اطراف النزاع الاقليمية وليس فقط المحلية في اي اجتماعات مقبلة . سبقتها تنازلات سعودية في الموضوع اليمني حيث تم القبول بجنيف يمني.
لعل تفجيرات السعودية، وفضائح تركيا التي تضرب حاليا حزب رجب طيب اردوغان في الصحف التركية، مقدمات تساعد على اقناع الجميع بان قلب الطاولات مستحيل ، لان الرابح الوحيد سيكون داعش الذي يبدو انه ذهب ابعد بكثير مما خطط له من اطلقه من القمقم وسهل وصول مقاتليه عبر المطارات الغربية والتركية الى سورية والعراق ……
هل سنشهد معارك حامية الوطيس قبل الجلوس الى الطاولات ؟ على الارجح نعم .

شاهد أيضاً

اسلامي يعلن عن انشاء 5 محطات جديدة للطاقة النووية في البلاد

أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد اسلامي عن إنشاء 5 محطات طاقة نووية جديدة ...