كشفت إيران عن رفات 175 غواصاً من شهداء قواتها إبان الحرب العراقية التي شنها نظام صدام ضدها.. وأكد مسؤول لجنة البحث عن رفات شهداء الحرب اللواء محمد باقر زاده أن الشهداء أعدمهم نظام صدام بعد الأسر أو دفنهم أحياء في مكان قرب مدينة العمارة جنوبي العراق.
وبعد نحو 29 عاماً تم العثور على رفات 175 غواصاً من شهداء القوات الإيرانية التي شاركت في عمليات “كربلاء 4” إبان الحرب التي خاضتها إيران ثمانية أعوام إثر شن نظام صدام عدوانه عليها عام 1980.
وعرضت أمام الصحفيين رفات أحد شهداء السرايا التي أسر أفرادها قبل إنجاز مهمتهم في كسر الخطوط الأمامية للقوات العراقية في محافظة البصرة جنوبي العراق.
وأكد قائد لجنة البحث عن رفات الشهداء الإيرانيين اللواء محمد باقر زاده أن الحالة التي وجدت عليها رفات الشهداء تثبت أن أيديهم وثقت، وأن بعضهم قتلوا بعد الأسر، والبعض الآخر دفن حياً في مقبرة جماعية بالقرب من مدينة العمارة مركز محافظة ميسان جنوب بغداد
وفي حديثه للصحافيين أوضح اللواء باقر زاده قائلاً: عثرنا بالقرب من العمارة على ثلاثة مجموعات من الرفات إحداها متعلقة بشهداء إيرانيين، والمجموعة الثانية لشهداء الانتفاضة العراقية في بداية التسعينيات من القرن الماضي بينهم نساء وأطفال، ومجموعة ثالثة لجنود عراقيين سلمت إيران رفاتهم بعد سريان وقف إطلاق النار.. إلا أن النظام العراقي قام بدفن رفاتهم هناك ولم يسلمها لذويهم.
ونقل باقر زاده عن شهود في المنطقة التي تم العثور على المقبرة الجماعية فيها أن البعض من الشهداء كانوا جرحى فوضعوا في الحفر وأطلقت عليهم كلاب وحشية لتنهش بهم وهم أحياء واستشهدوا دون أن يمنحوهم شربة من الماء.
ولفت باقر زاده أن هذه الرفات تمثل وثائق دامغة للجرائم التي ارتكبها البعثيون في العراق، وأضاف: واليوم نجد ضباطاً كباراً من نظام الرئيس العراقي المعدوم صدام وممن شاركوا في الحرب ضد إيران يساندون جماعة “داعش” في العراق وسوريا.
وأعاد الكشف عن الرفات الجدل حول دور القوى العالمية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة في دعم نظام صدام ضد إيران.. حيث تشير وثيقة متلفزة إلى لقاء وزير الدفاع العراقي آنذاك عدنان خيرالله طلفاح وتأكيده أن القوات العراقية لم تباغت في هجوم الغواصين الإيرانيين لأنها كانت مستعدة من قبل بناء على معلومات حصلت عليها.
وعندما سئل طلفاح عن دور واشنطن والأقمار الاصطناعية وطائرات الأباجي التجسسية بتزويد العراق معلومات عن التحرك العسكري الإيراني رد طلفاح بأن العراق يشكر هذه الأطراف عن تلك المعلومات.
هذا ولم يختلف سلوك واشنطن بعد هذه السنين ومتغيرات الظروف، حيث تقدم مساعدات ودعماً للجماعات الإرهابية في سوريا والعراق ضد من تراه في موقع العداء ويتصدى لمخططاتها في المنطقة.