في مراحل كثيرة من الخلافات بين الدول العربية رفع البعض شعارا مبتذلا خبيثا ينادى بأن يكون الحل لهذه المشاكل عربيا صرفا تجنبا لما سمى بالتدخل الأجنبي ، وصفت هذا الشعار بالخبيث و المبتذل لمجرد أن من ينادى به هي السعودية و الأردن و هما أكثر الدول العربية بحثا عن التدخل الأجنبي في الشؤون العربية ، و أكثر الدول العربية غطاء لهذا التدخل ،
و حتى لا نبقى في العموميات نستذكر ” الحل العربي” لمشكلة الغزو العراقي للكويت و ما أدت إليه من خراب و دمار للقطر العراقي ، الذين يعرفون طبيعة الرئيس العراقي كانوا يدركون من البداية أنه لن يقبل “بالحل العربي” على الطريقة السعودية الخبيثة ،
لذلك طلبت إسرائيل و الإدارة الأمريكية من دول ” الحل العربي” ، مصر و السعودية بالذات العزف على هذا الوتر الحساس ليصار إلى الحل العسكري و يتم القضاء على البنية العسكرية العراقية نهائيا بعدما تم إنهاكها لمدة سنوات بفضل الحصار الاقتصادي الموجه و الحظر الجوى العسكري المدعم بالقواعد العسكرية الأمريكية المنتصبة للغرض في قطر و السعودية .
في الحالة الليبية استغل الأمريكان غباء الرئيس الليبي السابق و شطحاته المستفزة للمشاعر الغربية الصهيونية و تم تكليف قطر بدور العراب العربي داخل الجامعة العربية للبحث عن “توافق” عربي يتيح لإسرائيل و تركيا و الغرب إسقاط حكم العقيد ، بالطبع ما تبع تفويض الجامعة العربية بقيادة العميل عمرو موسى كان خارج المنطق الدولي و خارج القانون الدولي و خارج السيطرة العربية ،
و الشعب الليبي يحصد اليوم ما جنته ” الحلول العربية” التي بشرته بيوم و مستقبل جديد فإذا الخراب هو سيد الموقف، وإذا الطامعون في تفتيت المفتت كثر و على الأبواب و إذا الدماء و الدمار هي المستقبل الموعود ، و كما قال طارق ابن زياد أيام الفتوحات الأندلسية ، البحر أمامكم و العدو وراءكم ، في ليبيا ، داعش أمامكم و الناتو وراءكم ، فإلى أنتم هاربون.
هناك مؤامرة صهيونية سعودية خليجية تهدف إلى فرض هزيمة نفسية وجدانية على الشعوب العربية ، طبعا ، ” مرور ” محطة الجزيرة الصهيونية ( القطرية) خلف ضحايا كثيرين و على كل المستويات ، و كتابات عزمي بشارة و خطاب فيصل القاسم و من شابه هذه الطحالب الإعلامية القذرة هي من تنبت بذور العملاء الذين تصلهم بعض الأجهزة الأمنية العربية بين الفينة و الأخرى ،
و من فشلت المؤسسة الدينية التكفيرية الوهابية السعودية في غسل أدمغتهم تكفلت “أجهزة” الإعلام الخليجية بتجنيسهم صهيونيا بدفعهم إلى حافة اليأس و الإحباط ، بعد تشكيكهم في ثقافة المواجهة و الصمود ، خاصة أن النميمة و النفاق تغلب النوايا الحسنة ، و الرئيس بشار الأسد و سماحة السيد لا يمكنهما مهما كانت القدرات أن يواجها ملايين من المنافقين و كتاب الدولار و بغايا الإعلام المبتذل .
من يبحث مبادرة السلام التي طرحها الملك السعودي عبد الله على قمة بيروت يدرك بعض التفاصيل المهمة من بينها أنها ” الحل العربي” للقضية الفلسطينية ، هذا في الظاهر على الأقل و هذا ما طبلت إليه وسائل الإعلام الخليجية المعروفة بنداءاتها المتكررة للتطبيع مع العدو الصهيوني ،
لكن السعودية ما كانت تطرح تلك المبادرة الفاشلة لولا الإيعاز الصهيوني الأمريكي حتى يتم الإيحاء بكون هذه الدولة هي القاطرة التي تجر وراءها بقية الدول العربية ، لكن الجميع بما فيهم مصر هم أول من تحدث بكون أوراق الحل هي بيد اللوبي الصهيوني المتحكم في مفاصل الإدارة الأمريكية بل أن الأمير القطري المعزول و المعروف بأميــر التوســـل هـــو أول من نادي و دعا العرب بالتوسل إلى أمريكا حتى ” تفرج ” عن حل للقضية الفلسطينية ، هذا الطرح القذر هو خارطة الطريق المأسوية التي تبعها السيد محمود عباس بحثا عن سراب حل للقضية ، و رغم كل التحذيرات الصادقة من مغبة مواصلة هذا النهج العبثي مع إسرائيل فلا يزال البحث مستمرا .
لا أدرى لماذا نسمع بعض الأصوات المارقة تنادى بشيطنة و أبلسة المقاومة و روح المواجهة مع العدو ، فهل أن أمة لا تقاوم العدوان و الاحتلال و نهب ثرواتها و محاولة العبث بتاريخها و طمسه هي أمة تستحق الحياة ،
و هل ربحت مصر بإمضائها اتفاقية العار في كامب ديفيد ما قيل على لسان الرئيس أنور السادات من انتقال من عصر الفقر إلى عصر الرفاهية ، و هل جاءت خيارات تفاوض محمود عباس مع العدو بالاستقلال و الحقوق للشعب الفلسطيني ، و هل ربح العقيد القذافى لما ألقى بكل أسلحته لصالح التفاوض مع الإدارة الأمريكية و البريطانية ، و هل أعادت القرارات الدولية ذات العلاقة بالصراع العربي الصهيوني كامل الحقوق العربية لأصحابها ، بل لنتساءل هل خرجت إسرائيل من جنوب لبنان تنفيذا لقرار دولي أم تحت ضغط ضربات المقاومة اللبنانية التي ينعق البعض اليوم مطالبين بأن تتخلى عن سلاحها و أن لا تكون حيث يجب أن تكون ، نسأل هذه الذئاب التي تقيم في وادي الذئاب الصهيوني جسدا و عقلا ، مجرد سؤال .
نقلاً عن موقع بانوراما الشرق الأوسط