إذا مانظرنا الى المتغيرات الجارية حالياً على المستويين الإقليمي والدولي بخصوص مواجهة الخطر الإرهابي الناجم عن تنظيم داعش الارهابية “الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام ” وتحديدا في سورية والعراق، نرى أنه وبالتوازي مع الاندفاع الإيراني والروسي باتجاه الحل السياسي للأزمة في سورية والتي تستمر للعام الخامس على التوالي، نرى بالفعل أن الأوضاع باتت تتجه نحو الانفراج بشكلها العام وبمضمونها غير الواضح تماما بما تحمله المرحلة القادمة من تغيرات أو اتفاقات ولصالح من سترجح كفة الاتفاقات التي يجري التشاور حولها حالياً.
بالمقابل تطرح الجمهورية الإيرانية الإسلامية مبادرة جديدة تتضمن إجراء انتخابات برلمانية برعاية وإشراف أممي، وكذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية، وعلى الطرف الآخر من المحور المقاوم نرى أن روسيا بعد التحذيرات التي وجهتها إلى الأطراف المعتدية على سورية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بعدم الاعتداء على سورية عسكرياً.
نراها تتحرك نحو الأمام بثقة عالية وتدعو إلى إجراء جولة ثالثة من الحوار السوري السوري بين ممثلي الحكومة السورية الشرعية وممثلي المعارضة، مايعني أن كل الخيوط باتت جاهزة لحياكة اللوحة القادمة للخارطة السياسية للمنطقة انطلاقا من الاتفاق، المعقود الأمل عليه، بين هذه الأطراف الدولية التي تعبت بالفعل من طول أمد الأزمة في سورية دون الوصول إلى أي حل يرضي جميع الأطراف المتداخلة في هذه الأزمة على مر السنوات الخمس الماضية.
لابل تعقدت الأوضاع أكثر مما كانت عليه سواء على ساحات المعارك الجارية على الأرض السورية، أو على الساحة الدولية، ما تسبب في الكثير من النزاعات البينية وخاصة بين الولايات المتحدة وروسيا وتبادل العقوبات والتراشق بالاتهامات السياسية، حتى وصل الوضع بالفعل إلى طريق مسدود، كما يقول بعض الخبراء، فإما التقدم نحو الأسوأ وهو سيناريو الحرب الكبرى التي هي ليست في مصلحة أحد أبداً، أو التقدم نحو الأمام باتجاه تقديم التنازلات من قبل جميع الأطراف.
وهنا مربط الفرس، حيث تظهر الكثير من التساؤلات وأهمها: هل هذه الأطراف بالفعل جاهزة لتقديم التنازلات المطلوبة منها للوصول إلى تسوية شاملة في المنطقة لن تكون القضية الفلسطينية بمنأى عنها؟ هل بالفعل سيحدث التقدم المرجو على جميع المحاور بتجاه السلم وحفظ المصالح، أم أنه سيبقى الجميع راوح مكانك حتى أشعار آخر، أو افتعال أزمة جديدة أشد وطأة من التي مرت؟ وماهي عناوينها المحتملة ؟