الإجابة بإختصار شديد : لأن قضية الحسين عليه السلام هى قضية الخروج على الحاكم الظالم ولو كان خليفة للمسلمين .. فهى ستفتح المجال أمام الناس للتفكر في قضية الخلافة العظمى ..
فعندما رفض على عليه السلام بيعة الخليفة الأول أو حتى تباطأ في البيعة كما يقول البعض ،
ثم عندما تموت فاطمة عليها السلام وهى واجدة عليه كما ورد في صحيح البخارى ،
كان يجب أن ينتبه العقلاء من الأمة أن نظام الحكم الذى إستقر بعد وفاة الرسول صلوات الله عليه وأله غير مقبول من أئمة أهل البيت عليهم السلام ـ على / فاطمة / الحسن / الحسين / عليهم السلام ، لذلك فكان يجب أن يثبت ذلك الإمام الحسين عليه السلام بخروجه على الخليفة المزعوم (يزيد ) الفاسق شارب الخمور والمعلن بالفسق والفجور …بازلاَ ـ الحسين عليه السلام ـ دمه ومهجته ومضحياَ بأولاده وأهل بيته عليهم السلام لإنقاذ الإسلام ، وإنقاذ الأمة وإرشادها أن الإمام الذى لا يعذر أحد بجهلة ، ومن مات ولا يعرفه فسوف يموت ميتة جاهلية ، هذا الإمام لا بد أن يكون منصوصاَ عليه من الله ، وبتبليغ من رسوله صلوات الله عليه وأله …
فإذا لم تفلح عدم بيعة أمير المؤمنين للخليفة الأول ..
ولا موت فاطمة عليها السلام وهى واجده ( غاضبة ) عليه
ولا خروج الحسين عليه السلام وقتله وشهادته …
إذا لم يفلح كل ذلك ، فلينتظر العالم المهدي عليه السلام فهو أيضاَ مُنتظِر وهو قادم لا محالة ، ولكن وقتها لا ينفع نفس إيمانها لم تكن أمنت من قبل …
يقول الله عز وجل :
هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (158) الأنعام …
هذه الكلمة ليست دعوة مذهبية ، فالصراع والتنافس على الخلافة العظمى لم يعد موجوداَ على أرض الواقع ، ولكن هذه التنظيمات التكفيرية داعش والنصرة وأخواتها ، تتبنى المفاهييم السلفية للخلافة ومفاهيم السمع والطاعة للأمير ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك ، وتحت هذا العنوان يأتى الذبح والقتل والسبى ،، فرحمة بالأسلام وسمعته والمسلمين ودمائهم نقول : لماذا نحارب معارك عصر غير عصرنا …؟
أنظروا فيوجد طريق أخر هو طريق أهل البيت عليهم السلام ، وهو طريق إلهى يتوافق مع القرأن ، لم يأخذ فرصته في التطبيق ،وأهل البيت عليهم السلام هم إمتداد لمنهاج النبوة ، ولا تختلف على محبتهم الأمة ، فهم بحق مع القرأن حبل الله الذى يجب أن تعتصم به الأمة …
ففي الحديث الشريف :
لماذا لا يحتفل الأخرون بذكرى عاشوراء ؟ – سالم الصباغ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ , ثنا يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصٍ الْعَطَّارُ , عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنِّي تَارِكٌ فِيْكُمُ الثَّقَلَيْنِ ، كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ , وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي ، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ ” .مسند أحمد بن حنبل