أنهى رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، أمس السبت، زيارة مفاجئة إلى محافظة النجف التقى فيها أبرز المراجع الدينية لبحث مجمل الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية، لكن مصادر مطلعة أفادت بأن السيد علي السيستاني لم يستقبله.
فيما أكد متحدّث حكومي ان هذه الاجتماعات كانت مثمرة استمع فيها العبادي إلى وجهة نظر المرجعية الدينية في معالجة المشكلات العالقة على شتى الاصعدة.
وتأتي هذه الزيارة بعد يوم واحد من انتقادات هي الاولى من نوعها التي توجّهها المرجعية الدينية إلى مجلس النوّاب، ودعته إلى عدم الالتفاف على الدستور في مواجهة الاصلاحات الحكومية.
وقال المتحدّث باسم الحكومة سعد الحديثي في تصريح إلى “الصباح الجديد”، إن “العبادي أجرى زيارة يوم أمس إلى محافظة النجف والتقى عدد من المراجع الدينية والزعامات السياسية”.
وتابع الحديثي أن “الحوارات أنصبت على جهود الحكومة في تلبية مطالب المتظاهرين، ومحاربة الفساد، وإنجاز عملية الإصلاح وفقاً للأطر الدستورية، إضافة إلى سبل معالجة الأزمة المالية التي تعاني منها البلاد”.
كما أكد “تم التطرق إلى التطورات الميدانية على صعيد الحرب مع تنظيم داعش الإرهابي والتقدم المستمر الذي تحرزه القوات الأمنية على جبهتي صلاح الدين والأنبار”.
ويشير الحديثي إلى أن “الحكومة حريصة على الاستماع إلى اراء المرجعية الدينية لما لها من تأثير ايجابي على المجتمع العراقي في تحديد الأخطاء وتقديم المقترحات لمعالجة أي خرق قد يحصل”.
وفي مقابل ذلك، يوضّح أن “العبادي نقل وجهة نظر مجلس الوزراء وجهوده في عملية الإصلاح ومحاربة هدر المال العام، وكيفية ادارة المعركة ضدّ الارهابيين”.
وأكمل بالقول إن “أبرز من التقى بهم العبادي هم: السيّد محمد سعيد الحكيم، والشيخ بشير النجفي، والشيخ محمد اسحاق الفياض، إضافة إلى السيّد مقتدى الصدر”.
إلى ذلك، ذكرت مصادر مطلعة على أن “السيّد علي السيستاني لم يستقبل العبادي ورئيس مجلس النوّاب سليم الجبوري الذي أجرى هو الاخر زيارة إلى النجف أمس”، دون ذكر المزيد من التفصيلات.
وكان العبادي عدّ لقاءه بالصدر في دار الأخير بمنطقة الحنّانة “مهماً لدفع العراق إلى الأمام”.
وأضاف أن “العراق يواجه تحديا خطيرا يتمثل بوجود تنظيم (داعش)”، مؤكدا أن “العراق يحتاج إلى تعاون كافة قيادات البلد من أجل طرد التنظيم”.
ودعا العبادي، الجميع إلى “توحيد الجهود من اجل مواجهة (داعش) والتحديات الأخرى المتمثلة بالأزمة المالية والاقتصادية”.
من جانبه قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إن “لقاء اليوم (أمس) كان لقاء مثمرا ولمست منه إصلاحا كبيرا في كافة النواحي الأمنية والسياسية”.
يذكر ان العبادي كان قد أطلق حزمتي اصلاح بالتزامن مع خروج عدد من المحافظات في تظاهرات تندد بالفساد، لكن هذه الاصلاحات لم ترق لبعض الأوساط السياسية، ما اضطر مجلس النواب إلى اصدار قرار أكدت فيه على ضرورة أن تكون متفقة مع الدستور وحذرت بقية السلطات من سلب اختصاصه.