الرئيسية / تقاريـــر / كيف مدت فرنسا يدها للتعاون مع روسيا؟- الوقت

كيف مدت فرنسا يدها للتعاون مع روسيا؟- الوقت

ادت هجمات باريس الارهابية الى تراجع المسؤولين الفرنسيين عن شروطهم المسبقة بشأن سوريا ومد يد التعاون مع روسيا الحليفة مع دمشق والتي تؤكد بدورها ضرورة التعاون مع القوات السورية في الحرب ضد الارهاب.

وقد قدمت فرنسا يوم الجمعة مشروع قرار الى مجلس الامن الدولي يهدف الى تعزيز التنسيق بين الدول المختلفة للقضاء على داعش في العراق وسوريا، واعتبرت وسائل الاعلام الروسية هذه الخطوة سعيا فرنسيا للمشاركة مع روسيا في عملياتها في سوريا وقالت هذه الوسائل الاعلامية ان القرار كان انتصارا لفلاديمير بوتين.

استدارة باريس

يعتقد المحللون ان الهجمات الارهابية في باريس هي التي دفعت فرنسا نحو قتال داعش ومد يد التعاون نحو روسيا لكن البلدين الراغبين في قتال الجماعات الارهابية يختلفان حول قضية مصير الرئيس السوري بشار الاسد فموسكو (وترافقها طهران) تعتقد ان الاسد يمكنه ان يشارك في الانتخابات المقبلة في سوريا وان مصيره يقرره الشعب السوري عبر الاقتراع لكن فرنسا تدعم الرأي السعودي القائل بابعاد الاسد عن الانتخابات، لكن ورغم هذا الخلاف يجب القول ان المواقف الفرنسية اصبحت قريبة من المواقف الروسية اكثر من السابق.

وفي هذا السياق يمكن الاشارة الى مواقف صادرة من مسؤولين فرنسيين سابقين يؤكدون ضرورة التقارب مع روسيا فرئيس الوزراء الفرنسي الاسبق فرنسوا فيون قال في مقابلة اذاعية “ان روسيا وخلافا لفرنسا تتبع سياسة مناسبة ومنسقة في سوريا وان الشخص الذي يجب ان يغير سياساته هو لوران فابيوس في حين نرى ان فابيوس طلب من روسيا مؤخرا تغيير سياساتها”، كما كتبت صحيفة واشنطن بوست الامريكية ايضا ان داعش الذي استهدف المدنيين في باريس قد قام بما عجز الدبلوماسيون عنه وهو ايجاد تقارب بين امريكا وروسيا وفرنسا وجمع هؤلاء في تحالف محتمل ضد هذا التنظيم الارهابي.

التعاون الميداني

يبدو ان التقارب الفرنسي الروسي وصل الى التعاون الميداني في الوقت الحاضر، وقد تحدثت وسائل الاعلام الروسية يوم الخميس الماضي عن اتصالات جرت بين هيئة الاركان الروسية ونظيرتها الفرنسية من اجل التنسيق في العمليات العسكرية الجارية في سوريا.

وقد امر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاربعاء الماضي قادة السفن الحربية الروسية الموجودة في البحر الابيض المتوسط بالتعاون مع القوة البحرية الفرنسية المكونة من حاملة طائرات وعدة سفن حربية والتي تتجه نحو شرق البحر الابيض المتوسط مؤكدا ضرورة تعاون القوات البحرية الروسية مع نظيرتها الفرنسية كقوة حليفة.

وكانت حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول التي تحمل ٢٦ طائرة حربية قد توجهت الخميس الماضي نحو شرقي البحر الابيض المتوسط في وقت اعلنت فرنسا ان رئيسها فرنسوا هولاند سيزور روسيا الاسبوع المقبل بعد زيارة واشنطن لكي يبحث مع المسؤولين الروس قضية محاربة تنظيم داعش.

ويأتي هذا الحديث الفرنسي حول ضرورة التعاون مع روسيا في وقت يعارض الروس وضع شروط مسبقة حول تنحي الرئيس الاسد عن السلطة، وقد رفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اصرار بعض الدول وخاصة امريكا على تنحي الاسد عن السلطة وقالت “ان الحديث عن وجوب وجود شرط لمحاربة الإرهاب والقول لنتوصل إلى رحيل الأسد وبعد ذلك نحارب الإرهاب هو بمثابة منطق إجرامي، لأننا نحكم على المدنيين في أي دولة بتكرار أحداث باريس”.

وهكذا يعتقد المراقبون ان مجرد سعي الفرنسيين للتقارب مع موسكو في وقت يرفض الروس الشروط المسبقة الغربية حول الاسد يعتبر تراجعا غربيا ضمنيا من هذا المطلب.