حلل خبراء علم النفس خطاب المشير عبد الفتاح السيسى للأمة المصرية، الذى أعلن خلاله ترشحه لرئاسة الجمهورية ووصفوه بالهادئ والموجه والهادف وأشاروا إلى أن تعبيرات وجه المشير تدل على قلقه وخوفه على البلاد خلال المرحلة المقبلة، وأوضحوا أن ظهور المشير ببدلة عسكرية يمثل رسالة تؤكد أنه سيظل جنديا رغم ترشحه للرئاسة.
وقال الدكتور يسرى عبد المحسن أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، إن المشير السيسى يتمتع بقدر واسع من التواضع والهدوء النفسى والثقة العالية بذاته، كما أنه متأنى فى قراراته، ويبدو عليه الكثير من الحكمة ويحتكم إلى المنطق فى استرساله وإيقاع فكره، وترتيب المقاطع التى يتحدث بها بنوع من الأولويات ثم الأقل فى الأولوية.
وأضاف عبد المحسن، أن السيسى إنسان عسكرى منضبط تماماً فلا يفتقر إلى الانضباط حتى فى التعبير، لافتاً إلى أن لديه اتزانا عاطفيا ولا يندفع بعواطفه ولا ينجر إلى انفعالات ليس لها معنى.
وأوضح أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، أن ظهور السيسى بشىء من الأسى بأنه يصعب عليه كثيراً بأن يخلع الزى العسكرى.
من جانبها قالت رغداء السعيد خبيرة لغة الجسد، إن بداية خطاب المشير عبد الفتاح السيسى وظهوره بالبدلة العسكرية وتمسكه لآخر لحظة بظهوره بها، رسالة ضمنية بأنه سيظل جندياً رغم ترشحه للرئاسة، مضيفة أن السيسى ظهر عليه الإرهاق وبما أنه شخصية حسية فنبرة صوته منخفضة، ونظرة العين مغلقة.
وأضافت خبيرة الجسد خلال مداخلة هاتفية لبرنامج “ممكن”، على فضائية “سى بى سى”، مع الإعلامى “خيرى رمضان”، أن ضم السيسى لأصابعه رسالة للمتلقى أن يهدأ ويسمعه، مشيرة إلى أنه عندما تكلم عن برنامجه الانتخابى والفقر تشجيع للمواطنين بأنه يواجه الإرهاب وهو توجيه للعاطفة والتعاون.
وأوضحت أن كلام السيسى مرتب لأن يكون مقروءًا، لافتة إلى أن ثبات يده الشمال لأنه شخصية غير انفعالية ويستطيع التحكم فى انفعاله.
وفى نفس السياق، قال أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، سعيد صادق، إن المشير عبد الفتاح السيسى، سيكون مختلفا “تماماً” فى إدارة الدولة، عن كل الرؤساء السابقين الذين حكموا مصر، منذ أن نشأت الدولة الحديثة، وتحديداً منذ حكم، محمد على، مضيفاً أن الرئيسين السابقين، عبد الناصر، والسادات، كانا ملتحقين بالجيش للوصول إلى منصب سياسى، بعكس السيسى اتجاهه كله كان عسكرياً من أجل خدمة الوطن.
وأضاف صادق فى حوار له ببرنامج “مصر فى ساعة”، الذى يذاع على قناة الغد العربى، مع الإعلامى، محمد المغربى، أن خطاب السيسى الأخير بشأن إعلان ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية، يعتمد على المكاشفة والمصارحة، وليس بالوعود الانتخابية، موضحاً أن المشير كان رافضاً فكرة الترشح للانتخابات، إلا أنه ترشح من خلال الضغوط الشعبية.
وتابع صادق أن ترشح المشير كان متوقعاً، لأن الأوضاع التى تمر بها البلاد تحتاج لرجل يتمتع بشخصية قوية، وكذلك بدعم من الشعب، فضلاً عن دعم مؤسسات الدولة، قائلاً: “كل هذه الصفات تجتمع على المرشح عبد الفتاح السيسى”.
ومضى يقول: “تجربة جماعة الإخوان المسلمين كانت (مريرة)، ولا نريد تجربتها مرة أخرى”، لافتاً إلى أنه “إذا اجتمع الشخص على ترشيح شخص ما فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، فأهلا به، لأن المصريين يريدون استعادة هيبة الدولة، وتحقيق الأمن فى الشارع، والتصدى لكل محاولات الإرهاب”.
وأشار صادق إلى أن ليس كل شباب الجامعات يشارك فى التظاهرات التى تحدث فى الجامعة، بل هم فئة قليلة تحسب على تيار بعينه، مضيفاً أن موضوع الجامعات به مبالغة من حيث تصوير هذه المظاهرات على أنها كثيرة، وذلك لتصوير هذا إلى الغرب بأنه يوجد تظاهرات كثيرة تتم فى الجامعات، قائلاً: “ما يتم فى هذه الجامعات ليس حراكاً ثورياً، بل هو حراك حزبى”، لافتاً إلى أن الحكومة مازالت تتعامل مع هذه التظاهرات بشكل (متحضر).