ليس من المتعارف عليه في حزب الله ان ينطق كل قيادي عسكري أو أمني او سياسي بما يشاء، فلكل منهم دائرة تحرك لا يخرج عنها الا بقرار.
هكذا وبهذه الفولاذية التنظيمية يتعاطى الكل مع معركة الحزب والمقاومة ضد إسرائيل، وكذا يتعاطون في معاركهم السياسية مع خصومهم في لبنان، وانسحب الامر نفسه على تعاطيهم مع ما يحصل في سورية.
صاحب الكلمة الإعلامية الأولى والأخيرة في حزب الله هو سماحة أمينه العام السيد حسن نصر الله.
مركزية القرار الإعلامي لا تعني أن الأصدقاء لا ينطقون ببعض مما لا يضر بالتزامهم وتكليفهم (وهو ديني قبل ان يكون حزبيا) في دردشة غير رسمية وغير معدة للنشر وانما لم يمانع الصديق في نشر ما يصلح للمشاركة مع من يستحقون معرفة طريقة تفكير قادة فاعلين حول ما يجري في معارك كسب خاصة وسورية عامة.
مما قاله:
١- إشتغل أعداء سورية الخارجيين على تدمير الجيش العربي السوري بالتفتيت والانشقاقات ثم بالخلايا النائمة والخيانات والاختراقات والفساد، ومع بداية السنة الرابعة للحرب على سورية ننظر الآن الى جيش خسر الافا من خيرة جنوده وضباطه وانشق عنه الاف اخرين، ولكنه في هذه اللحظة بالذات من عمر الازمة عوض كل ما خسره وأعاد تنظيم اجهزته وامنه ووحداته، ونوع اختصاصاتها، وانشأ قوى رديفة تماثله عددا وتأتمر بأوامر قيادته العليا بما يمثل مضاعفة لقوة وقدرة سورية العسكرية عما كانت عليه في العام ٢٠١١ من الناحية العددية، وهي قوة نوعية كيفت وحدات والوية وقرق كاملة مع متطلبات حرب ستدرّس فعالياتها في الكليات الحربية، لأن لا جيش في العالم تعرض لحرب تشبه ما تتعرض له سورية، ومع ذلك استطاعت القيادة السورية تنويع قواها وإعادة تدريب قوى شعبية ونظامية بما يناسب حاجات معارك فريدة من نوعها على مر التاريخ المعروف للحروب، وهي قوة اكبر و اكثر قدرة وتنوعا وتخصصا بمرات عديدة من نوعية القوى التي كان الجيش يتكون منها في بداية الحرب(٢٠١١)، والخلاصة ان الحرب بدلا من تضعف الجيش العربي السوري فهي جعلت منه جيش اكثر حداثة واكثر قوة واكثر تنوعا لناحية تطوع عشرات الاف المدنيين للقتال بجانبه في قوات شبه رسمية خفيفة وسهلة الحركة، ولا مركزية وتملك قدرات تفاعل مع متطلبات أي معركة او حرب مستقبلية، ويمكن في الوقت عينه تحويلها الى قوى بناءة عمرانيا ومدينيا.
٢- لم يؤثر تسليم الأسلحة الكيميائية ولا الحرب الدعائية على رغبة الشعب في دعم مجهود الحرب لا بل ان القوى الشعبية تضخ اعدادا لا يحتاج الجيش لمثلها وفي حين راهن الأعداء على اضمحلال القوى البشرية في الجيش العربي السوري فإن انكشاف هدف الأعداء في تفتيت وتخريب سورية، جعل المتطوعين اكثر بكثير من اعداد المجندين قانونا، وهذا الفرق ينعكس على نوعية المعنويات التي يتمتع بها الجندي، فمن يقاتل برغبته ليس نفس المقاتل الذي ينتظر انقضاء فترة تجنيده الاجباري، وبعض المعارك يحسمها نوعية المقاتل لا نوع الأسلحة.
٣- خطة التفتيت والانشقاق والخيانة واستغلال الفساد انتهت وفشلت، ووصلت عمليات نجاح الأعداء في استغلال ضعاف النفس الى مستوى متدني جدا، ولا يسمح للأعداء بالحصول على إنجازات سهلة وغير مكلفة لهم.
٤- القوى العسكرية لم تعد تقاتل وحدها بل في كل منطقة يستهدف الجيش العربي السوري الإرهابيين، هناك جيش من الخلايا المتعاونة معه من خلف خطوط العدو، سواء من المدنيين او حتى من المسلحين التائبين الذين لعبوا أدوارا قاتلة للأعداء في أكثر من معركة حاسمة.
٥- ما اقلق الجيش العربي السوري وحدّ من قدراته القتالية في مرحلة أولى من الحرب، هو القلق على الحاضنة الشعبية وغيابها في مناطق كثيرة بسبب التحريض الطائفي والدعم الإعلامي الكبير والمخادع، الذي جعل جزءا من الشعب في مناطق كثيرة مساندا للمسلحين، والوضع الان مختلف مئة وثمانين درجة لناحية ان معظم البيئات الحاضنة للإرهاب أصبحت تطالب بالجيش لتتخلص من فوضى المسلحين ومن جرائمهم.
٦- اغلبية كبيرة من المسلحين غير المتطرفين تكفيريا يسعون للانقلاب على الأعداء ويريدون الوصول الى تسوية وهذا ما جعل القوى المقاتلة ضد الجيش العربي السوري تذوب وتخف اعدادها حتى اضطر التركي والإسرائيلي والاردني للدخول على الخط مباشرة بالقيادة والقوات الخاصة والمدد اللوجستي واحيانا الناري، لا بل ان هجوما مثل الهجوم على كسب لم يكن فيه عديد من المسلحين السوريين بنسبة المسلحين الشيشان والليبيين والعراقيين والأتراك من مخضرمي ميليشيا التكفيريين الذين شهدوا حرب العراق وأفغانستان وطالبان وقيادتهم ليست محلية ولا ميليشاوية بل إقليمية عسكرية رسمية منظمة وهذا امر واضح.
٧- لدينا معرفة وعلم بأن من يستطيع معرفة المعلومات المفصلة عن طول رتل المشاة في كمين الغوطة (بطول ميل تقريبا) ليضع عبوة بنفس الحجم والطول، بالتأكيد يعرف ما يجري الاعداد له فعلا وحقا في تركيا والأردن وإسرائيل ضد سورية والأراضي السورية، وبالتالي ليس صحيحا ان هجوم كسب فاجئ القوى القتالية، لذا علينا ان نصبر قليلا على الضخ الإعلامي الذي تقوم به القوى المعادية، والاهم ان نعرف ان التكتيكات الدفاعية التي يقوم بها الجيش العربي السوري لا تهتم لأقوالكم أنتم الصحفيين ولا لآراء كتاب المواقع والفايسبوك، فلكل قائد خطة وخطط بديلة ولكل عملية دفاع شروط ومواصفات وحاجات قد تستغرق أحيانا أشهر او أسابيع او أياما لتكتمل.
وبالتالي، ما أقوله كشهادة امام الله سبحانه هو أني أشفق كمسلم وكإنسان على هؤلاء الشباب والكهول القادمين للموت في سورية، ظنا منهم انهم يحققون مرضاة لله او في سبيل لقمة عيش او تعصبا، أشفق عليهم لأنه من المفترض ان يقاتلوا عدونا الإسرائيلي المتجبر، لا ان يقاتلوا من قاتل ويقاتل بكل ما يملك ويستطيع من اجل فلسطين.
وأردف المتحدث فقال: “من يشاركون في الهجوم لا يعرفون ان من ارسلهم يعرف انهم لن ينتصروا في كسب ابدا، وان فخا استراتيجيا وقعوا فيه هم ومن خلفهم الا ان كان من ارسلهم يريد التخلص منهم وهذا عمل شيطاني فلو كان من يزعم انه مسلم مسلما حقا لوفر دماء هؤلاء، ولأرسلهم ليقاتلوا دفاعا عن القدس والاقصى لا ان يقاتلوا ويعتدوا على السوريين”.
وتعليقا على ما قيل ان كسب سقطت قال:
حتى الليلة (أمس) كانت نصف احياء كسب تقريبا خالية من الإرهابيين ويتحكم بها الدفاع الوطني والجيش.
وعن دور محتمل للمقاومة اللبنانية في معركة اللاذقية قال: “حزب الله حزب وليس دولة وقواتنا في سورية لها دور واختصاص يخدم التكامل في مواجهة عدو متنوع لناحية العدد الكبير للدول التي ترسل مرتزقة وتكفيريين تديرهم أجهزة استخبارات دولية وإقليمية متعاونة في عملية التدمير المقصودة في سورية”.
وأضاف: “دورنا تكاملي تضامني لكننا لسنا بحجم يغطي كل الأراضي والمناطق السورية، وليس هناك معركة شاركنا فيها الا تحت قيادة الجيش العربي السوري ولمعاونة قواته لا وحدنا”.
دورنا في سورية تخصصي وبالتأكيد لن نكشفه في الاعلام، ولكن لا معركة خيضت الا وكانت قوات الجيش العربي السوري ضعفي عددنا على اقل تقدير وليس هناك معركة صغيرة او كبيرة لم يشارك فيها معنا الجيش العربي السوري والدفاع الوطني، لكن هناك معارك كثيرة جدا ومناطق واسعة جدا ليس لنا دور وجرى تحقيق انتصارات هامة وحاسمة دون أي مشاركة لنا فيها، وان كان قرارنا هو أنه كما قال سماحة الأمين العام لحزب الله ” حيث يجب ان نكون سنكون”
كما أضاف: “هذا ما قمنا ونقوم به، (العمل التخصصي المعين الذي اكتسبنا خبرة كبيرة فيه من قتالنا ومواجهاتنا في حرب العقول، وفي المعارك مع العدو الصهيوني لثلاثة عقود متواصلة).
وعما يقصده بالـ ” الفخ الاستراتيجي” الذي وقعت فيه العصابات المسلحة من يدعمهم في ريف اللاذقية قال: في اللاذقية نثق ثقة كلية وعمياء بخطط وقدرات ومستوى التنسيق والسيطرة التي يملكها الجيش العربي السوري وقواته الرديفة ومن دفع بالموتى الى كسب وريف اللاذقية، إما شيطان او جاهل بالعسكر والقتال لان ما يملكه الجيش العربي وقوات الدفاع في تلك المناطق من قدرات يكفي لمواجهة تركيا والاطلسي وليس عصابات مسلحة ولو كان عدد انتحارييها بالآلاف، فثقافة الموت عند الانتحاريين تقابلها وبحماسة وعقل وتركيز ثقافة الاستشهاد عند رجال هم حقا رجال وعدوا وصدقوا ويتسابقون الى الشهادة دفاعا عن وحدة سورية وعن سلامة شعبها”.
قلت إذا؟ حزب الله ليس في كسب ولا يقاتل في ريف اللاذقية؟
قال باسما: شعب سورية بشرفائهم كلهم، بمسيحييه ومسلميه هم ” حزب الله ورجالهم رجال الله الصادقون “
وأضاف: ” الإرهابيون سيهُزمون “
وختم “ان النصر صبر ساعة …فإن حزب الله هم الغالبون دوما “.