لقد انطلقت حركة مقاطعة الكيان الاسرائيلي في عام ٢٠٠٥ بشكل رسمي وقيل حينها انها حركة تريد مواجهة السياسات الاسرائيلية وقد ضمت هذه الحركة التي يرأسها “عمر البرغوثي” ١٧١ مؤسسة فلسطينية غير رسمية اي من المجتمع المدني، وقال الموقع الرسمي للحركة انها تريد مواجهة عنصرية الكيان الاسرائيلي على غرار ما حدث في جنوب افريقيا بين عامي ١٩٦٠ و١٩٩٤، لكننا لسنا هنا في صدد ذكر نجاحات هذه الحركة بل نريد تسليط الضوء على خفاياها.
قادة الحركة
ان عائلة البرغوثي هي احدى اكبر العائلات الفلسطينية وان ابنائها لهم مناصب كبيرة لكن هناك بعض القضايا التي تلفت النظر تجاه هذه العائلة فهناك ٣ من ابناء هذه العائلة على الاقل هم من الشيوعيين.
عمر البرغوثي
يرأس حركة مقاطعة الكيان الاسرائيلي وهو من مواليد قطر وترعرع في مصر ومن ثم هاجر الى يافا بالقرب من تل ابيب ويدرس حاليا مادة الفلسفة في قسم الدكتوراه في جامعة تل ابيب الحكومية وقد جمع آلاف الاسرائيليين تواقيع لفصله من الدراسة لكن الجامعة رفضت ذلك، وهناك ٣ قضايا في هذا الشأن يجب ان نشير اليها وهي:
اولا: لا توجد هناك امكانية لدخول معارضي الكيان الاسرائيلي الى مثل هذه الجامعة الاستراتيجية.
ثانيا: أليس تجاهل نحو ١٨٥ الف توقيع للمطالبين بفصل عمر البرغوثي عن الدراسة يعتبر امرا مستغربا في الكيان الاسرائيلي الذي يدعي الديمقراطية؟
ثالثا: اليست الدراسة في هذه الجامعة تتناقض مع الشعارات التي رفعها عمر البرغوثي الذي يدعو الى المقاطعة الثقافية للكيان الاسرائيلي؟
وهنا يجب الاشارة إلى ان عمر البرغوثي قال في مقابلة مع موقع “الديمقراطية الجديدة” الالكتروني ان هذه الحركة هي حركة ليبرالية وغايتها ايجاد دولة واحدة ديمقراطية وعلمانية مكونة من الكيان الاسرائيلي وفلسطين وانه ليس فقط لايصر على تدمير الکيان الاسرائيلي بالكامل بل لايؤيد حل الدولتين ويؤكد على ضرورة تشكيل دولة اسرائيلية واحدة مكونة من المواطنين الفلسطينيين والصهاينة وهو يعتبر الفلسطينيين مواطنين لدولة الکيان الاسرائيلي ويطالب تل ابيب بانهاء حصار مواطنيه!
مصطفى البرغوثي
ان ما يلفت النظر تجاه مصطفى البرغوثي هو طلب وزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير بمنح وسام “الفارس” الى مصطفى البرغوثي والمعروف ان كوشنير هو من اختارته صحيفة جيروزاليم بوست كصاحب المرتبة الـ ١٥ في قائمة اليهود المتنفذين في العالم، فهل هناك امكانية لتمجيد باقي المقاومين الفلسطينيين في بلد مثل فرنسا باقتراح من قبل اشخاص مثل كوشنير؟
معارضة فصائل المقاومة
يصر عمر البرغوثي على ضرورة المواجهة السلمية وهذا يتناقض مع مواقف فصائل المقاومة مثل حماس وقد قالت صحيفة هآرتس ان هذه الحركة تعارض حماس.
اهداف حركة مقاطعة الكيان الاسرائيلي
تقول هذه الحركة ان اهدافها هي انهاء حصار اراضي ١٩٦٧ وازالة الجدار العازل والاعتراف بحقوق “المواطنين العرب للكيان الاسرائيلي” واحترام حق عودة اللاجئين، وهكذا يتوضح لنا ان هذه الحركة تعترف بالکيان الاسرائيلي.
وتقول الكاتبة الفلسطينية “ندا اليا” ان نشطاء حركة مقاطعة الكيان الاسرائيلي يؤكدون دوما ان هذه الحركة تسعى الى ان يتحول الكيان الاسرائيلي الى بلد فيه عدالة اكبر ولذلك يجب على هذه الحركة ان تتحرك وفق مصالح هذا الكيان.
كما تطالب هذه الحركة بالعودة الى الاوضاع التي كانت سائدة قبل عام ١٩٦٧ وهذا يعني ان الحركة تجاهلت “النكبة” وحقوق لاجئي ١٩٤٨.
كيف يستفيد الکيان الاسرائيلي من هذه الحركة؟
رغم ان الکيان الاسرائيلي يقول انه تلقى ضربات من هذه الحركة لكن الحقائق تؤكد ان حركة المقاطعة تحقق الاهداف الاسرائيلية البعيدة المدى من حيث تدري او لاتدري، فتل ابيب كانت تصر دائما على قيام دولة يهودية موحدة وان ما يفهم من مجموعة تصريحات عمر البرغوثي هو انه ليس فقط لايسعى الى اقامة دولة فلسطين الموحدة بل انه لايؤيد حتى حل الدولتين بل يريد قيام “دولة اسرائيل الموحدة”.
وهناك الان ميزانية ضخمة من قبل المجتمع الدولي لهذه الحركة تقدر بمئة مليون دولار وهذه تعتبر ميزانية كبيرة لحركة من هذا النوع في العالم ما يثير التساؤلات العديدة، وفي هذا السياق يقول استاذ جامعة هارفارد استيون لويتسكي والباحث في شركة مايكروسوفت غلن ويل، وهما من عشاق الصهيونية ان حركة مقاطعة الكيان الاسرائيلي تخدم العقائد الصهيونية لانها تلجم التصرفات الاسرائيلية المتهورة وستؤدي في النهاية الى قيام دولة موحدة لليهود.