الرئيسية / بحوث اسلامية / منزلة المجاهد

منزلة المجاهد

الجهاد هو كرامة من الله تعالى اختص بها عباده الصالحين، وميزهم بها عن غيرهم من بني البشر، وقد صرّحت الايات والروايات بفضل المجاهد ومنزلته عند الله، نذكر منها التالي:

المجاهد مفضّل عند الله

مدح اللّه تعالى عباده المجاهدين في أكثر من موضع من كتابه العزيز جاعلاً الأفضلية لهم على غيرهم من القاعدين فقال عز وجل: “لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي
________________________________________
10- الكافي ج‏5 ص‏3.
11- الوسائل ج‏15 ص‏94.

سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا * دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا”12.

وأشارت الاية إلى أنه لا ينبغي للمجاهدين أن يقنعوا بالوعد الحسن الذي يتضمنه قوله: “وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى” فيتكاسلوا عن الجهاد في سبيل اللّه فإن فضل المجاهدين على القاعدين بما لا يستهان به من درجات الكمال إضافة إلى المغفرة والرحمة.

الأقرب إلى درجة النبوة

في الخبر: “أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم والجهاد”13.

يباهي الله به ملائكته

في الخبر “إن الله عز وجل يباهي بالمتقلد سيفه في سبيل الله ملائكته”14.

حبيب الله

عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: “ما من خطوة أحب إلى الله من خطوتين: خطوة يسد بها المؤمن صفا في سبيل الله، وخطوة إلى ذي رحم قاطع”15.

ثواب المجاهد

للمجاهد عند الله تعالى أجر عظيم وثواب مضاعف تعرضت لذكره
________________________________________
12- النساء:96-95.
13- ميزان الحكمة ج‏3 ص‏2067.
14- ميزان الحكمة ج‏1 ص‏448.
15- الوسائل ج‏7 ص‏75.

وبيانه الكثير من الايات الكريمة والروايات الشريفة، وفي بعضها ورد أنه لا يوجد عمل كعمل المجاهد: فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال “ما أعمال العباد كلهم عند المجاهدين في سبيل الله إلا كمثل خطّاف أخذ بمنقاره من ماء البحر”16.

وقد تعرضت النصوص الشريفة لبعض عناوين الثواب نذكر منها:

تغفر جميع ذنوبه

قال تعالى: “..وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا * دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا”17.

وقال الإمام الباقرعليه السلام: “ومن ذلك ما ضيع الجهاد الذي فضله اللّّه على الأعمال وفضل عامله على العمال تفضيلا في الدرجات والمغفرة والرحمة..”18.

وهذا التفصيل في الدرجات يفوق كثيرا الأعمال العبادية التي يقوم بها الإنسان، فقد روي أن رجلاً أتى جبلاً ليعبد الله فيه، فجاء به أهله إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فنهاه عن ذلك، وقال: “إن صبر المسلم في بعض مواطن الجهاد يوماً واحداً خير له من عبادة أربعين سنة”19.