من المقرر أن تجري الانتخابات البرلمانية في العراق يوم 30 نيسان – أبريل الجاري حيث يشارك الشعب العراقي في الانتخابات لينتخب أعضاء البرلمان الذين يقومون بدورهم بانتخاب رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة.
ويتنافس عدد كبير من المرشحين المستقلين وأعضاء الاحزاب والكتل السياسية للفوز في الانتخابات القادمة التي تكون حامية الوطيس نظراً لتوفر الظروف الجيدة لإجراء الانتخابات، على عكس عهد صدام الذي كان يجري انتخابات برلمانية صورية حتى يظهر للعالم أنه يحكم البلاد بصورة ديمقراطية.
واليوم يشارك الشعب العراقي في الانتخابات التي تجري في أجواء من الحرية والديمقراطية، ولكن هذا الشعب لا يزال يواجه حرباً إرهابية يشنها أنصار صدام والتكفيريين ضده من أجل حرمانه من حقه في انتخاب ممثليه الحقيقيين. وتهدف العمليات الإرهابية التي يقوم بها التكفيريون وأزلام صدام الإيحاء إلى العراقيين بأن العراق في ظل الديكتاتورية أفضل بكثير من العيش في ظل الحرية والديمقراطية.
ومن المتوقع أن يشارك الشعب العراقي في الانتخابات البرلمانية مشاركة فاعلة ليبرهن لأعدائه بأنه غير مكترث بما يقومون به من جهود حثيثة لتوتير الأوضاع في هذا البلد.
ولا ننسى أن صدام حسين قد أرجع العراق عشرات السنين إلى الوراء بسبب أعماله العدائية التي كانت تستهدف بالدرجة الأولى الشعب العراقي وتالياً دول الجوار، وما الحرب الصدامية ضد إيران إلا نموذجاً لطيش صدام، ورغبته في إخضاع دول الجوار لمشيئته، وإعلاء شأن حزب البعث الذي كان يطرح شعار”أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة “.
هذا الشعار الذي رفعه صدام أراد من ورائه قيادة الشعب العربي، وتدمير العالم العربي كما دمر العراق من قبل، ولكن الشعب العراقي رفض بعد سقوط حكم البعث أن يقبل بما يقوم به زبانية صدام من أعمال إرهابية وتفجيرات في أنحاء العراق، وكانت الانتخابات المتتالية في العراق أفضل رد على زبانية البعث ولسان حال العراقيين يقول بأن العراق لن يقبل بالبعثيين حكاماً جدد مهما فعلوا ومهما ارتكبوا من جرائم بحق العراقيين.
وكان صدام حسين قد شن حرباً ضد إيران، دمر خلالها المدن الإيرانية وقتل الآلاف من أبناء الشعبين الإيراني والعراقي، وهو أراد بحربه هذه إسقاط النظام الإسلامي في إيران وذلك بالنيابة عن الأمیركان والحكام العرب الذين لم يكونوا قادرين على تحمل نظام إسلامي يقوم إلى جوارهم.
تحمل الشعب الإيراني عدوان صدام بصبره وجلده ومقاومته البطولية في مواجهة جحافل البعث، ورد كيد المعتدين إلى نحورهم، وهزم صدام وجيشه شر هزيمة، وكانت هزيمته هزيمة لحماته، وكان صدام قد هاجم الكويت جزاء لها في دعمها لحربه ضد إيران، واحتل الأراضي الكويتية وقتل من الكويتيين عدداً كبيراً ودمر مراكزها الحيوية وسرق جيش البعث ما راه في طريقه ولكن صدام طرد من الكويت بعد أن شن الأمیركيون حرباً لطرد جيشه من الكويت وأخيراً سقط صدام وزمرته البعثية وعاد الشعبان العراقي والإيراني إلى عهدهما السابق يعيشان الآن جنباً إلى جنب رغم جهود الأجانب في إيجاد الفرقة بين الشعبين وإثارة الأحقاد الطائفية.
وبعد سقوط حزب البعث عادت العلاقات الإيرانية العراقية إلى عهدها السابق ويقوم العراقيون بزيارة إيران وكذلك يقوم الإيرانيون بزيارة العراق وأماكنها المقدسة، ويتعاون البلدان في مختلف المجالات.
ويقوم المسؤولون العراقيون والإيرانيون بزيارة البلدين. وقام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بزيارة إلى إيران بعد فوز الرئيس الإيراني حسن روحاني في الانتخابات، حيث التقی مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله خامنئي والرئيس حسن روحاني والمسؤولين الآخرين.
وكان الموقف الإيراني من العراق مبدئياً حيث أكد المرشد الأعلى على ضرورة تمتين العلاقات بين بغداد وطهران في كافة المجالات. وقال آية الله خامنئي خلال استقباله لرئيس الوزراء العراقي “إن أبواب إيران مفتوحة لبناء أقوى العلاقات مع العراق الذي تمكن في السنوات الأخيرة من اجتياز خطوات كبيرة في طريق تأمين حاجات الشعب”، مضيفاً أن العراق “لعب دوراً هاماً في المنطقة”.
وإلتقى نوري المالكي الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني. حيث عبر المالكي عن إرتياحه للدور الذي تلعبه إيران في حل أزمات المنطقة معرباً عن أمله أن تتمكن إيران بمساعدة دول المنطقة من حل كافة الأزمات خاصة بعد الأجواء الإيجابية التي وجدت بفعل التوافق النووي بين إيران والدول الست الكبرى”.
وتتخذ إيران مواقف إيجابية من العراق وشعبه وحكومته ولا تتدخل في شؤونه الداخلية كما يروج ذلك أعداء العراق وتتمنى أن يتمكن العراق شعباً وحكومة من اجتياز المرحلة الصعبة التي يمر بها خاصة وأن الجماعات الإرهابية تحاول منع الحكومة من القيام بمهامها لتظهر للشعب العراقي عجز الحكومة عن أداء واجبها. كما أن هذه الجماعات تعمل بأمر من الخارج على إسقاط الحكومة الحالية والإتيان بحكومة تأتمر بأمر الأجانب ولا تخدم الشعب العراقي.
ويقوم الموقف الإيراني من الانتخابات العراقية على عدم التدخل فيها، والترحيب بما يختاره الشعب ليمثله في البرلمان كما أن إيران تتمنى أن يشارك عدد كبير من الناخبين في الانتخابات لأن المشاركة الكثيفة ستكون رداً حاسماً على من يريد أن يتصيد في الماء العكر.
فإذا ما أجريت الانتخابات في أجواء من الهدوء والاستقرار فسيكون اختيار رئيس الحكومة وأعضائها سهلاً ويسيراً ويمكن للحكومة القادمة أن تقدم خدماتها للشعب وأن تقوم بمكافحة الإرهاب المستشري في عدد من المدن العراقية، وإقرار الأمن ومحاربة الجماعات الإرهابية في غرب البلاد الذين يتلقون الدعم من الخارج لإفشال العملية الانتخابية وضرب الأمن والاستقرار في العراق.
الحكومة العراقية الحالية لم تجد الفرصة اللازمة لبناء ما دمره صدام خلال سنوات حكمه وأثار الدمار الذي خلفه الإرهابيون في المدن العراقية، كما أنها تواجه منذ توليها الحكم عمليات إرهابية منظمة تقف وراءها دول وتنظيمات إرهابية لا تريد الخير للعراق.
ويأمل العراقيون أن توفر الانتخابات البرلمانية القادمة الفرصة أمام ممثلي الشعب والحكومة القادمة لتقديم أفضل الخدمات للشعب وأن لا تنشغل الحكومة القادمة بمواجهة الإرهابيين كما فعلت في الماضي ولا تزال تقف في وجه الإرهابيين الذين يرسلون إلى العراق لتدميره كما قاموا بتدمير سوريا وتشتيت شعبها.
شاهد أيضاً
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان
قال المولى جل وعلا في الآية (١٨٥)من سورة البقرة ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان ...