ولم ينف ابن عباس (رضي الله عنه) هذا الاتهام ممّا يدلّ على قبوله وتصديقه به وانظر الكتاب وجواب ابن عباس عليه .
كتاب يزيد إلى ابن عباس
«ولما نزل الحسين (عليه السلام) مكة كتب يزيد إلى ابن عباس :
.. أمّا بعد فإن ابن عمّك حسيناً وعدو الله بن الزبير التويا ببيعتي ولحقا بمكّة مرصدين للفتنة معرّضين انفسهما للهلكة فأمّا ابن الزبير فإنّه صريع الفنا وقتيل السيف غداً وأما الحسين فقد أحببت الاعذار إليكم أهل البيت مما كان منه وقد بلغني أنّ رجالاً من شيعته من أهل العراق يكاتبونه ويكاتبهم ويمنونه الخلافة ويمنّيهم الأمرة وقد تعلمون ما بيني وبينكم من الوصلة وعظيم الحرمة ونتايج الأرحام وقد قطع ذلك الحسين وبتّه وأنت زعيم أهل بيتك ، وسيد أهل بلادك ، فالقه فاردده عن السعي في الفرقة وردّ هذه الأمة الى الفتنة فإن قبل منك ، وأناب إليك ، فله عندي الأمان والكرامة الواسعة وأجرى عليه ما كان أبي يجريه على أخيه وإن طلب الزيادة اضمن له ما أراد الله انفذ ضمانك ، وأقوم له بذلك وله عليّ الايمان المغلظة والمواثيق المؤكّدة بما تطمئن به نفسه ويعتمد في كل الاُمور عليه عجّل بجواب كتابي وبكل حاجة لك إلي وقبلي والسلام .
جواب بن عباس له
فكتب ابن عباس له :
أما بعد فقد ورد كتابك تذكر فيه لحاق الحسين وابن الزبير بمكّة فأمّا ابن الزبير فرجل منقطع عنا برأيه وهواه يكاتمنا مع ذلك اضغاناً يسرّها في صدره يوري علينا وري الزناد لا فكّ الله اسيرها فرَ في أمره ما أنت راء .
وأمّا الحسين فأنّه لما نزل مكة وترك حرم جدّه ومنازل آبائه سئلته عن مقدمه فأخبرني أن عمالك بالمدينة أسائوا إليه وعجلوا بالكلام الفاحش فأقبل إلى حرم الله مستجيراً به .
وسألقاه فيما أشرت إليه ولن ادع النصيحة فيما يجمع الله به الكلمة ويطفى به