رغم إعلان الرئيس “فلاديمير بوتين” سحب قسم من قوات بلاده من سوريا قبل أكثر من أسبوعين، إعتبر ضابط رفیع المستوى في جیش الکيان الإسرائيلي أنّ ما قامت به موسكو ليس سوى تغيير في طبيعة القوة الجوية بما يتلاءم مع طبيعة القتال الدائر في سوريا.
وقال هذا الضابط الذي رفض الكشف عن هويته لموقع “دیفنس نیوز” الأمريكي المتخصص بالشؤون العسکریة والأمنیة إنّ القوات الروسية لم تنسحب من سوريا، وما قامت به مؤخراً کان مجرد إستبدال لقاذفات “السوخوي” بمروحیات هجومیة.
وأضاف: “إنّ بوتین ما زال یحتفظ بقوة جویّة هامة وکبیرة في سوریا، من شأنها أن تسمح له بتحقیق کل ما یریده عسکریاً في هذا البلد”، وبحسب التقدیرات الإستخباریة الإسرائيلية، فإن الوجود العسکري الروسي في سوریا ما زال قائماً من دون قید زمني، وإذا کان الروس قد سحبوا قاذفات “السوخوي” وعادوا بها الی القواعد العسکریة في بلادهم، فإنهم إستقدموا في المقابل مروحیات عسکریة هجومیة، حلّت محل القاذفات لتأدیة المهمات القتالیة، كما أنّ الأسلحة الروسية الأکثر تطوراً، مثل منظومات الدفاع الجوي “اس 400″ ما زالت في سوریا”.
وأحجم هذا الضابط الإسرائيلي عن الإشارة إلى عدد الطائرات الروسية المتواجدة في سوريا، مكتفياً بالقول إنّ الجهد القتالي الروسي یترکز حالیاً علی تأمین الدعم والمساندة الجویّة بواسطة المروحیات تحدیداً، وإمتنع كذلك عن ذکر تفاصیل فيما یتعلق بنوعیة المروحیات القتالیة الروسية الجدیدة وعددها.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت بعد تحرير القوات السورية لمدينة “تدمر” التاريخية قبل عدّة أيام أن قواتها الجوية إستهدفت 117 موقعاً ومقراً لتنظيم “داعش” الإرهابي، ما يعني أنّ الحضور الروسي العسكري ما زال قوياً في سوريا.
ورداً على سؤال حول إمكانية أن يطلب حزب الله وإيران من روسيا توجيه منظومات الدفاع الجوي ضد الكيان الإسرائيلي، وصف هذا الضابط السؤال بأنه “غير منطقي”، وقال: “لا يبدو أن بوتين سيستجيب، وأضاف: صحيح أنه قادر على تحقيق ذلك بسرعة، لكن ذلك سيكون تغييراً كبيراً في حال حصوله، إلّا أنه يری في الوقت نفسه أن بوتین لا ینوي التصرف علی هذا النحو، معرباً كذلك عن إعتقاده بأنّ مهمة هذه المنظومات محددة، وجری إستقدامها لردع ومنع هجمات محتملة من جانب ترکیا.
وكانت تركيا قد أسقطت طائرة حربية روسية من طراز “سوخوي-24” قبل بضعة أشهر، وفي مقابل ذلك قررت موسكو نشر منظومة صواريخ “اس-400” في الأراضي السورية لمنع تكرار مثل هذه الهجمات.
وفي جانب آخر من كلامه أشار الضابط الإسرائيلي في حديثه لموقع “دیفنس نیوز” إلى أن “تل أبيب” تستعد لمواجهة کل السیناریوهات المحتملة، المتعلقة بالوجود الإیراني في سوریا، کاشفاً عن مخاوف لدی الکیان الإسرائيلي من القوة الجویة الإیرانیة، زاعماً في الوقت ذاته بأن طهران سحبت الكثير من قواتها من سوريا، إلّا أنها عادت وإستبدلتها بقوات أخرى أقل عدداً، وإذا ما قرر الروس سحب قواتهم، فنخشى من أن تعزز إيران قوتها الجوية هناك. وهو أمر يصعب على “إسرائيل” كثيراً أن تتقبله.
وقال هذا الضابط الإسرائيلي إنّ محور روسيا وإيران وسوريا وحزب الله لم يكن له وجود قبل الإتفاق النووي بين طهران ومجموعة “5+1” في تموز/ يوليو 2015، زاعماً أن الإتفاق هو الذي هيّأ الأرضية لإنبثاق هذا المحور الذي يحظى بدعم القيادة الروسية خصوصاً الرئيس فلاديمير بوتين.