الرئيسية / تقاريـــر / تصريحات اردوغان طغيان عثماني – عبد الخالق الفلاح

تصريحات اردوغان طغيان عثماني – عبد الخالق الفلاح

 التاريخَ يشهدُ في مختلفِ مراحلِهِ على وحشيةِ الانظمة المتعاقبة في تركيا و بشاعةِ جرائمهم بحقِّ الشعوب و الاقوام و القبائل . بل و بحق البشرية في المنطقة .

 

و مدى حقدهم و بغضهم للانسان . انها جرائم مخزية نكراء يتبرأ منها كل من ينتمي إلى الإنسانية و قيمها الحضارية الى درجة يطأطئ الرأس خجلاً و حياءً من هذه الافعال الشنيعة .

 

و لا احب ان اتحدث عن هذا التاريخ الغير مشرف .ولازالت تصر على الاتيان والاستمراربها. و ما داعش و جرائمه بحقنا الا امتدادا لذلك التاريخ .وصولاَ الى مجازر لايمكن القبول بها من حيث دنائتها وخبثها خلال قوى معروفة بالطائفية والوقوف الى جانب الشخصيات المتطرفة الفاعلة في الساحة السياسية العراقية والسورية .

 

وللعلم ان أية محاولة من تركيا في هذا الصدد لن تنفع وستمنى بالفشل لأن الشعبين السوري والعراقي لن يقبلا! فعلى تركيا أن تستوعب الدروس جيدا من التاريخ .

 

وفي الوقت الحالي كما هو معروف أكثر ما يضايق تركيا هو الضغوط التي يمارسها الغرب عليها من أجل الاعتراف بواقع الجرائم التي ارتكبت بحق الأرمن ومن ثم التعويض عنها وهذا ما سيجعل إمكانية دخولها إلى الاتحاد الأوروبيّ ( الذي رفض اي مساعدة تركية بشأن المهاجرين اخيراً )غيرممكناً لها.

 

خيارات تركيا باتت محدودة وخاصة التدخّل العسكري المباشر في شمال العراق والتي يعتبره العراق عوناً للارهاب الذي يسيطر على اجزاء من نينوى ومع استعدادات القوات العراقية لتحريرها فصارت في حيرة من أمرها وباتت تعاني من ضربات المطرقة الأمريكية ومن تحمّل سندان الغرب اللذين يعملان على تطويع إرادتها في استغلال ضعفها لتمرير مصالحها في المنطقة وخاصة بعد اسقاط الطائرة السيخوي الروسية والحوادث الداخلية التي تلتها حيث اجبرتها في الاعتذار الى الروس بشكل مخجل .

 

ان الاعمال الطفولية التي تقوم بها تركيا والتجاوز عسكرياًعلى الحدود العراقية من الجهة الشمالية للعراق والتعنت من سحب هذه القوات لها مردودات غير متوقة وجعلت المنطقة على نار تحت الصفيح ومن المواضيع الاكثر سخونة منذ مدة ليست بقصيرة سواء على الصعيد المراكز السياسية أو وسائل الإعلام والتي نتجت عنها ردود افعال مختلفة .

 

وقد ازدادت تخبطها هذه الايام بعد ان احست بفشل العناصر التكفيرية في تحقيق مآرب امريكا واسرائيل في العراق وسوريا توحي الى تحركات تنبئ بانفجار الوضع في المنطقة أبتدأ من التقارب على الكيان الصهيوني و الرد على العدوان مما جعل الصهيونية وامريكا تحسب للموضوع الف حساب لا سيما وان الرئيس الروسي بعد الغارة الصهيونية على سوريا اتصل بنتنياهو ونبه على ان سوريا خط احمر في رسالة واضحة “بأننا لن نترك سوريا لقمة سائغة بأيديكم تلعبون بها كيفما تريدون” وكذلك خطاب قائد المقاومة الاسلامية في لبنان سماحة السيد حسن نصر الله الذي تحدث وبكل صراحة عن مشاركة المجاهدين في الجبهة التي فتحتها القيادة السورية في الجولان وكذلك التصريحات الايرانية القوية وزيارة وزير الخارجية الايراني والمسؤولين الى سوريا كل هذه رسائل فحواها اننا هنا جاهزون عليكم ان تعيدوا حساباتكم وبعد هذا وذاك نرى تركيا تلعب بالنار وتكتوي بها لانها اصبحت الحاضن للسلفية والوهابية التكفيرية وهذا ينبئ على ان المنطقة الايام المقبلة ستشهد حماقات تركية من جديد كما عمل الصهاينة ولكن هذه التداعيات ستجعل المنطقة تدخل في اتون حرب شامله بين معسكر المقاومة والممانعة ومعسكر الاستكبار والامبريالية .

 

الغريب في الامر التصريحات التي ادلى بها المسؤولين الاتراك من تغييرفي السياسية الخارجية تدل على الكذب لغرض كسب الوقت ومنهم :” كان نائب رئيس الوزراء التركي والناطق باسم الحكومة “نعمان كورتولموش” قال إنه “بات من الضروري جدا إجراء تغييرات في بعض التطبيقات التي كنا نقوم بها في السابق، إن العالم بأسره دخل في مرحلة صراع كبيرة، نحن وإن أردنا لا نملك القوة الكافية لحل المشاكل جميعها، ما علينا القيام به هو تخفيف الصراع في مناطق النزاع المحيطة بتركيا، على تركيا أن تخفف على الأقل الجانب الخاص بها، والمتعلق فيها من النزاعات التي تشكل فيها طرفا”.

 

في حقيقة الأمر لا شيء جديد في هذه التصريحات حتى الآن،ويتطلب من الحكومة العراقية تقديم طلب الى مجلس الامن الدولي بالتدخل لإصدار قرار يدين الوجود التركي على الاراضي العراقية خصوصا وان العراق يعد من الدول الدائمة العضوية في الامم المتحدة وبموجب ميثاقها يقع على مجلس الامن حفظ السلم والامن الدوليين”.

 

وكل ما قيل عن تفاصيلها لاحقا إنما يتّصل بحكومة رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو، إذ من المعروف أنه كان يحاول إيجاد بعض التوازنات إزاء المواقف الأخرى الأكثر تشدداً لاسيما في العلاقة مع أوروبا ومصر وإسرائيل” ان التطبيق على الواقع يؤكد الكذب المحض لان الطلب الذي قدمه رئيس الوزراء التركي بن علي للبرلمان في تمديد تواجد القوات التركية في العراق وسورية وموافقة البرلمان على ذلك لايبشر بخير ابداً وكان البرلمان التركي قد اعطى تفويض جديد لجيشه بالتواجد على الاراضي العراقية ويعتبر هذا التفويض تدخل سافر في الشأن العراقي ويدل على عدم احترم للسيادة الوطنية من قبل تركيا.

 

ويؤكد على الاستمرار في خلق الازمات والتوترات خدمة لمصالح الغرب والامبريالية العالمية . أعتقد بأن نطاق العمليات العسكرية التركية سيتوسع داخل سورية. وفي الوقت عينه، أتوقع أيضاً تنفيذ عملية عسكرية أخرى داخل الاراضي العراقية. وفي هذا الصدد، أعتقد أن حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة وتركيا وقطر والمملكة العربية السعودية، ستلعب دوراً نشطاً في هذا المجال في دعم الجماعات المسلحة . وحول قضية مكافحة الإرهاب، فإني لا ارى اي تغيير في التعامل معها وهي التي فتحت المجال أمام المنظمات الإرهابية للتمدد في سورية والعراق .

 

وقد أدانت كل القوى السياسية العراقية والرئاسات العراقية الثلاثة هذا الانتهاك التركي ورفضت وزارة الخارجية العراقية التصريحات الاوردوغانية بشأن الموصل واعتبرته تدخلاً غير مقبول من الجانب التركي .

 

وطلبت بسحب هذه القوات من اراضي البلدين حتى عن طريق المنظمات الدولية في الوقت الذي بدأت قوات الشر والعصابات المجرمة المسلحة تتهاوى امام ضربات القوات المسلحة العراقية والسورية مع حليفاتها.

 

الشعب العراقي بشكل عام كان لديهم موقف قوي ضد الانتهاك التركي وبحسب معلوماتي الشخصية فان الأمريكان غاضبون في الباطن بالموقف العراقي اتجاه تركيا وابلغوا العراقيين أن تركيا حليفتهم وإنهم قاموا بإدخال قواتهم بعلمهم وإنهم يعرفون الهدف من هذه العملية وان وسائل الإعلام التركية لم تخفي ذلك وأعلنت انه بالإضافة إلى هدف ضرب داعش فإنها ستقوم بضرب حزب العمال الكردستاني والقضاء عليه وان تركيا بحثت الامر مع اقليم كوردستان كيفية مواجهة داعش وحزب العمال الكردستاني في الوقت الذي يقوم فيه الحزب بالمشاركة بفعالية في الحرب ضد داعش وان هذه الحقائق واجهت بها لجنة الأمن والدفاع في البرلمان السفير التركي وكانت سببا في حصول توتر كبير لان هدف تركيا الأول المحافظة على داعش ومن ثم حزب العمال الكردستاني وسبق وان تحدثت وسائل الإعلام عن اتفاق تركي مع الاقليم بخصوص تصدير الغاز الطبيعي عبر تركيا وإذا كان الأمر صحيحا فان أزمة جديدة في الطريق . بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان

شاهد أيضاً

الجهاد – طريقة العمل

طريقة العمل                                  * العمل  طبق التكليف والأحكام الشرعية                                * كسب محبة الشعب ...