الرئيسية / من / طرائف الحكم / دروس في المعاد والآخرة

دروس في المعاد والآخرة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المقدمة

يعتبر الاعتقاد بالمعاد والحياة الآخرة من أهمّ الأصول العقائدية في جميع الأديان السماوية. وقد أكدّ الأنبياء عليهم السلام كثيراً على هذا الأصل وتحمّلوا الكثير من المتاعب والتحدّيات في سبيل ترسيخ هذه العقيدة وتثبيتها في النفوس.

 

كما أنّ للاعتقاد بالمعاد أهمية بالغة على نفس الإنسان، كون الاعتقاد به يوفّر للإنسان الجواب حول سؤال مهمّ في حياته، وهو: ماذا بعد موته؟ هل أنّ الدنيا تنتهي عند الموت؟ هل الموت هو نهاية الحياة البشرية؟ أم أنَّ هناك عالماً آخر يسافر إليه الإنسان بالموت؟

 

في الإسلام، اعتبر القرآن الكريم الاعتقاد بالمعاد عدلاً وقريناً للاعتقاد بالتوحيد ﴿مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾[1]، كما وإنّ القرآن الكريم تحدّث عن شؤون الآخرة وأخبارها في أكثر من ألفي آية في سوره المختلفة.

 

أما الروايات الشريفة فهي أكثر من أن تحصى، وهي تارة تتحدّث عن أصل موضوعات المعاد، أو تقوم بتفسير الآيات الشريفة التي تتحدّث عن الآخرة وما يجري فيها على الإنسان.

 

وانطلاقاً من هذا الموضوع وحساسيته، كان لا بد من تناول موضوع المعاد والحياة الآخرة بالبحث والتحليل من وجهة نظر القرآن الكريم والروايات الشريفة، لما لهذا الاعتقاد من تأثير مباشر على سلوك الإنسان في هذه الحياة، ومصيره النهائي بعد


الانتقال إلى العالم الآخر.

 

لذا كان هذا الكتاب “الحياة الآخرة” محاولة نسعى من خلالها إلى تلبية الحاجة الماسة إلى معرفة نظرة الإسلام إلى المعاد والحياة الآخرة.

[1] سورة المائدة، الآية 69.