حذرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية، اليوم الاثنين، من خطر القنابل العنقودية التي ألقتها مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية، على المدنيين في شمال اليمن، معتبرة أنها حولتها إلى “حقول ألغام”.
وقالت المنظمة في بيان إن “الأطفال وعائلاتهم العائدين إلى منازلهم في شمال اليمن بعد أكثر من عام على النزاع، هم في خطر شديد من التعرض لإصابات خطرة أو الموت جراء آلاف الذخائر العنقودية غير المنفجرة”.
وأضاف البيان، أن الأطفال والمدنيين “يقتلون ويشوهون” جراء القنابل العنقودية غير المنفجرة، مطالبة التحالف بوقف استخدام هذه الذخائر، والمجتمع الدولي بالمساعدة في تنظيف المناطق.
وأشارت المنظمة إلى أن تقريرها يستند إلى مهمة استمرت عشرة أيام في محافظات صعدة وحجة وصنعاء التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس السابق علي عبدالله صالح، منذ العام 2014.
وقد تعرضت هذه المناطق بشكل دوري لغارات جوية من التحالف العربي بقيادة السعودية، والذي بدأ التدخل في اليمن دعما لقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي، منذ نهاية آذار/مارس 2015.
طائرات التحالف العربي تشن 5 غارات على شمال اليمن
وتقود السعودية تحالفاً عربياً يقوم، منذ فجر الخميس 26 آذار/مارس 2015، بقصف أهداف عسكرية تابعة لجماعة “أنصار الله” وللقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في كافة أنحاء اليمن بهدف “إعادة الشرعية وعودة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي”.
وأدى النزاع في اليمن، منذ بدء عمليات التحالف وحتى الآن، وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة، إلى مقتل 6200 شخص وجرح 28 ألفاً، علاوة على نزوح نحو 2.5 مليون شخص.
وأشارت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية في هذا الصدد إلى أن القنبلة العنقودية “BL-755” المطورة للاستخدام من قبل طائرات “تورنادو” البريطانية، استخدمت من قبل التحالف في اليمن.
وتجدر الإشارة إلى أن القنابل العنقودية واحدة من أكثر الأسلحة فتكا في تاريخ الحروب، وحظر استخدامها في أكثر من 100 دولة، من بينها بريطانيا، وتتكون هذه القنبلة من عبوة ينطلق منها عدد كبير من القنابل الصغيرة في الهواء، وتستخدم للهجوم على أهداف مختلفة مثل العربات المدرعة أو الأشخاص، أو لإضرام الحرائق.
وتشير “الإندبندنت” إلى أن القنابل التي عثر عليها في اليمن، صنعتها مؤسسة “بيدفرشاير” البريطانية، وتذهب أغلب تخمينات الخبراء إلى أن بريطانيا باعت أعدادا كبيرة من هذه الأسلحة والذخائر إلى السعودية والإمارات ما بين عامي 1980 و1990.