كشف رئيس الوفد الوطني اليمني (وفد انصارالله) في مفاوضات الكويت محمد عبدالسلام في حوار مع وكالة تسنيم، كواليس المفاوضات وما توصلت إليه حتى الآن، مسلطا الضوء على الدور السلبي الذي يلعبه وفد الرياض والدول التي تقف ورائه.
وقال عبد السلام عن نتائج المفاوضات: “نستطيع ان نقول ان لا نتائج للمفاوضات حتى الآن مع الأسف، ولا يوجد أي إنجازات تذكر إلا أفكار تتم مناقشتها مع الأمم المتحدة وسفراء الدول المتابعة والمتواجدة حاليا في الكويت، ربما يكون هناك تقدم في ملف الأسرى والمعتقلين ولكنه تقدم ليس عمليا وانما تقدم من خلال النقاش والمشاورات وبعض الأفكار”
الطرف الآخر عاجز
وأضاف: “الطرف الآخر حتى الآن لا يستطيع أن يقدم كشوفات بعدد الأسرى المعتقلين لديه ولا حتى بخطوات عملية ولكن على الأقل ربما تتقدم المفاوضات في هذا الشأن بشكل اكبر نوعا ما، اما في بقية القضايا لا يوجد أي تقدم وللأسف الطرف الآخر لا يزال يصر على تقديم شروط واملاءات ويعطل تارة بالخروج من الجلسات وتارة بتعليقها لثلاث مرات حتى الآن وتارة بتصعيد ميداني كما حصل اليوم في مأرب والجوف وشبوة في محاولة لإفشال مشاورات الكويت.
محاولات افشال المفاوضات واضحة
وتابع قائلا: “أصبحت محاولات افشال المفاوضات واضحة، سواء من خلال المشاورات او من خلال الميدان أو من خلال انتهاك الاتفاقيات التي وقعت بوقف العمليات العسكرية وغير ذلك، يبدو ان قوى العدوان ما تزال تراهن على العدوان وعلى الحرب وعلى استرار الاعتداء على الشعب اليمني، كلما يحصل اتفاق على مبدأ من المبادئ الأساسية يأتي اليوم الآخر لينقض هذا المبدأ، وكلما نتفق على محور او قضية يأتي في اليوم الذي يليه ما ينقض هذا المبدأ، لم نتفق على شيء من الأساسيات حتى الآن وهذا مؤسف رغم مرور شهر على المفاوضات في الكويت.
العائق الرئيس امام المفاوضات
عبدالسلام كشف أن: “المشكلة الأساسية التي تعرقل المشاورات هي ان الطرف الآخر لا يملك القرار ولا يملك الرؤية ولا يملك الصلاحيات ليستطيع الدخول في اتفاقيات واضحة، هذا من جانب، الجانب الآخر ان قوى العدوان لا تريد أن تنجح المفاوضات، فلم نلمس اهتمام منهم بأن تنجح المفاوضات وانما محاولة لتضييع الوقت واختلاق الذرائع تارة في الميدان وتارة في الحوار السياسي وتارة ان يضعوا بعض النقاط التي لا يجوز مناقشتها كما يقولون، هم لا يريدون الا اتفاقا لتنفيذ مطالبهم هم وحدهم وليسوا معنيين بمصالح الشعب اليمني وليسوا معنيين بفك الحصار والقيود الاقتصادية ومواجهة التطرف المتمثل بالقاعدة و داعش وليسوا معنيين بمواجهة الجنود الغزاة الأجانب والقوات الخارجية المتواجدة في الأرض اليمنية، انهم ليسوا معنيين بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، ليسوا معنيين بشيء، ويطرحون مطالب اشبه ما تكون بأهداف الحرب، وهذا لا يسمى حوارا، الحوار هو أن يكون هناك اخذ وعطاء لاتفاق سياسي شامل يؤسس للمرحلة الانتقالية القادمة.
متابعة الحوار
واضاف عبدالسلام : عودة المشاورات في الامس كانت بروتوكولية لا أقل ولا أكثر في جلسة عامة القى رؤساء الوفود كلمات والقى الطرف الآخر كلمة تحدث عن عودته الى الجلسات واكدنا على أهمية المرحلة وسلبية المواقف التي صدرت من الطرف الآخر وكذلك تحدثنا عن عيد الوحدة والتفجيرات الإجرامية في عدن، وان المرحلة القادمة يجب أن يتم الحسم فيها بعيدا عن التطويل والتعليق والانسحابات وما شابه.
الاجتماعات مستمرة
وقال عبدالسلام أن الاجتماعات مستمرة حتى في ظل الانسحابات واضاف: “دخلنا الى جلسات انفرادية مع ولد الشيخ وما زال النقاش خارج الاطار الحقيقي الذي يحدد ملامح المرحلة المقبلة، وتواصلنا مع السفراء مستمر ونحن بصدد إيضاح الحلول السياسية ووجهة نظرنا حول ذلك، كذلك تواصلنا مع ولد الشيخ مستمر ونعقد الكثير من الجلسات حتى في ظل انسحاب الطرف الآخر”.
واسترسل قائلا: “التواصل مستمر ولكن لم نلمس ضغطا حقيقيا على الطرف الآخر للدخول الى مفاوضات حقيقية، هناك بعض المواقف الايجابية التي تؤكد ضرورة الحل وانهاء معاناة الشعب اليمني وفك الحصار وكذلك على ضرورة ان تكون هناك ضمانات حقيقية بعيدا عن الانتقام ودون ان تكون هناك صلاحيات تؤدي الى الاستبداد وهذا النقاش ما زال مستمرا ولقاءاتنا يومية مع السفراء وممثلي المجتمع الدولي”.
النجاح بعيد
وتابع: “نحن نامل ان تنجح هذه المشاورات ولكن مسارها العام والتصعيد الميداني الموجود الآن على الأرض يؤكد ان نجاح هذه المفاوضات ما يزال بعيدا اذا لم يكن الطرف الآخر بمستوى المسؤولية ويتحلى بالجدية، وكذلك الدول التي تقف خلف هذه الأطراف”.
المستقبل واضح
وأضاف: “نحن نعتقد ان المسار الواضح والخيار الوحيد أمام الشعب الوطني هو الصمود والاستمرار في مواجهة هذا التحدي، لأننا لا يمكن ان نقبل تحت ضغط الحرب والحصار والجرائم التي تمارس بحق الشعب اليمني أن يكون هناك تنازل عن شيء يمس السيادة الوطنية وكرامة المواطن اليمني او يمس السيادة اليمنية، لهذا سيواجه الشعب اليمني العدوان وغطرسة المعتدي مهما بلغت التحديات فقد قدم الشعب قافلة من الشهداء في مواجهة عدوان لا مبرر له”.
مطالب الطرف الآخر
وعما يريده الطراف الآخر ودول العدوان من الشعب اليمني، قال: “ليتركوا الحوار السياسي يستمر دون املاءات تشبه شروط حرب او الشروط التي أعلنت في الحرب، لذلك نحن نعتقد انهم يتحملون المسؤولية الكاملة لعدوانهم على المين وما خلف من جرائم وتضحيات ومآسي إنسانية واقتصادية وتدمير البنى التحتية ومؤسسات الدولة والممتلكات الخاصة والعامة ولم يتركوا للشعب اليمني أي خيار آخر غير ان يدافع عن كرامته ووجوده وسيادته مهما كانت التحديات ومهما تكالب الأعداء، وهذا خيار اختاره الشعب الوطني وقيادته السياسية وكافة المكونات منذ اليوم الأول للعدوان السافر والغاشم على اليمن، مهما كانت التضحيات ومهما طال الزمن، فكرامة اليمن ووحدته واستقلاله لا يمكن أن تساوم بأي ثمن او يقبل بانتهاكها تحت أي ضغط”.