الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / الأخوة في الإسلام‏ :أصدقاء السّوء

الأخوة في الإسلام‏ :أصدقاء السّوء

س من هم الذين لا ينبغي معاشرتهم؟
ج إن الذين لا ينبغي أن نعاشرهم كما ورد في أحاديث أهل البيت‏عليهم السلام هم:

1 الأحمق الكذّاب.
فقد جاء في الحديث عنه عليه السلام: »إيّاك وصحبة الأحمق الكذّاب، فإنه يريد نفعك فيضرّك، ويقرّب منك البعيد، ويبعّد منك القريب، إن ائتمنته خانك، وان ائتمنك أهانك، وإن حدّثك كذّبك، وإن حدّثته كذّبك وأنت منه بمنزلة السراب الذي يحسبه الظمان ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً«(1).
إن هذه الأخطار الأخلاقية والعواقب السيئة التي عدّدها الحديث من قبيل الإضرار والخيانة والإهانة والتكذيب هي كافية للردع عن معاشرته ومعرفة أن مصير العلاقة معه هو الفشل لأنها تكون هدّامة لا بنّاءة ومؤدية إلى الانحطاط لا إلى الإرتقاء من خلال الاثار الملموسة لهذا النوع الفتّاك بل القاتل من الناحية المعنوية إضافة إلى المادية.

2 صاحب الغاية الدنيوية:
والمراد به الذي يصحبك ليستفيد منك مالاً أو جاهاً أو غير ذلك من الأطماع التي لا تجعل تلك الصحبة قائمة على أساس التقوى وليس فيها الصدق والإخلاص. وهو الذي سرعان ما يتخلى عن تلك العلاقة حينما يصل إلى هدفه منك.
فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: »إحذر أن تواخي من أرادك لطمعٍ أو خوفٍ أو ميلٍ أو للأكل والشرب، واطلب مواخاة الاتقياء، ولو في ظلمات الأرض، وإن أفنيت عمرك في طلبهم«(1).
وقد صوّر أحد الشعراء ذلك حينما قال:
إذا قلّ‏َ مالي فما خِلّ‏ٌ يصادقني‏
وفي الزيادة كلّ الناس خِلاّني‏
كم من عدوٍّ لأجل المال صادقني‏
وكم صديقٍ لفقد المالِ عاداني‏
وقال اخر:
المرء في زمن الإقبال كالشَّجَره‏
والناس من حولها ما دامت الثَّمَره‏
حتى إذا راح عنها حملها انصرفوا
وخلّفوها تعاني الحرّ والغَبَره‏
3 الضَّال المُضلّ:
يقول تعالى »يا يويلتي ليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً لقد أضلَّني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا«(1).

4 الفاجر:
فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: »لا تصحب الفاجر فيعلّمك من فجوره«.
ثمّ‏َ قال عليه السلام: »أمرني والدي بثلاث ونهاني عن ثلاث، فكان فيما قال لي: يا بنيّ‏َ من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يدخل مداخل السوء يتّهم، ومن لا يملك لسانه يندم«(2).

5 البخيل:
فإنه قد جاء عنهم عليهم السلام التحذير من صحبته وربما كان لأجل أن المرء يأخذ من أخلاق أصحابه ويتأثر بهم كما عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم: »المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل«(3).
وعن الصادق عليه السلام: »وإيّاك ومصاحبة البخيل فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه«(4).

6 الفاسق:
فقد ورد عن الإمام زين العابدين عليه السلام أنه قال لولده الباقر عليه السلام: »يا بنيّ انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق…« إلى أن قال عليه السلام: »وإيّاك ومصاحبة الفاسق فإنه بايعك بأكلة أو أقلّ من ذلك«(1).

7 القاطع لرحمه:
وذلك لما روي عنهم عليهم السلام: »وإيّاك ومصاحبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله عزّ وجل في ثلاثة مواضع: قال الله عزّ وجل: »فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم…« وقال عز وجل:»الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار««(2).. الحديث.

8 الكافر:
عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم: »من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يواخينّ‏َ كافراً«(3).

9 الشرّير:
قال الجواد عليه السلام: »إيّاك ومصاحبة الشرّير فإنه كالسيف المسلول يحسن منظره ويقبح أثره«(4).

10 صاحب اللهو:
عن الإمام علي عليه السلام: »إيّاك وصحبة من ألهاك وأغراك فإنه يخذلك ويوبقك«(1).

11 الجبان:
عن الباقر عليه السلام: »لا تصادق ولا تواخِ أربعة: الأحمق والبخيل والجبان والكذاب…« إلى أن يقول‏عليه السلام: »وأما الجبان فإنه يهرب عنك وعن والديه..«(2).

12 ناشر المثالب(3).
في الحديث عن علي عليه السلام: »لا تواخِ من يستر مناقبك وينشر مثالبك«(4).

13 رهين المداراة:
وهو الذي لا يمكن استمرار الصداقة معه على قواعدها السليمة دون الخضوع إلى كثير من التكلّف والتجمّل وذلك ما يكون مع الأشخاص الذين هم سريعو الغضب والانفعال وإذا ما غضبوا هم لا يغفرون.
قال أمير المؤمنين عليه السلام: »ليس لك بأخٍ من احتجت إلى مداراته«(5).

14 مجهول الموارد والمصادر:
يقول الحسن‏عليه السلام: »لا تواخ أحداً حتى تعرف موارده ومصادره، فإذا استنبطت الخبرة ورضيت العشرة فاخه على إقالة العثرة والمواساة في العُسرة«(1).

15 الزاهد بأخيه:
ورد عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم: »لا ترغبَّن فيمن زهد فيك ولا تزهدنّ فيمن رغب فيك«(2).

16 صاحب البدعة:
جاء عن الإمام الصادق عليه السلام: »لا تصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم، فتصيروا عند الناس كواحدٍ منهم قال رسول الله‏صلى الله عليه و آله و سلم: المرء على دين خليله وقرينه«(3).

17 النمّام 18 الخائن 19 الظلوم.
قال الإمام الصادق عليه السلام: »إحذر من الناس ثلاثة: الخائن والظلوم والنمّام لأن من خان لك خانك، ومن ظلم لك سيظلمك، ومن نمّ‏َ إليك سينمّ‏ُ عليك«(4).

20 متتبع العيوب:
عن أمير المؤمنين عليه السلام: »إيّاك ومعاشرة متتّبعي عيوب الناس، فإنه لم يسلم مصاحبهم منهم«(5).

الهوامش:
(1) ميزان الحكمة، ح‏10280.
(1) ميزان الحكمة، ح‏230.
(1) الفرقان، اية 29 28.
(2) الخصال، ج‏1 ص‏80.
(3) البحار، ج‏71، ص‏192، ح‏12.
(4) م. ن. ج‏71، ص‏196، ح‏29.
(1) بحار الأنور، ج‏71، ص‏196، ح‏29.
(2) سورة الرعد، اية24.
(3) بحار الأنوار، ج‏71، ص‏197، ح‏31.
(4) م. ن. ح‏34.
(1) ميزان الحكمة، ح‏10276.
(2) مصادقة الأخوان، ص‏80، ح‏3.
(3) المثالب: العيوب.
(4) ميزان الحكمة، ح‏235.
(5) م. ن. ح‏231.
(1) ميزان الحكمة، ح‏229.
(2) م. ن. ح‏227.
(3) الكافي، ج‏2، ص‏375.
(4) ميزان الحكمة، ح‏10262.
(5) ميزان الحكمة، ح‏10265.

شاهد أيضاً

محاولات هدم قبور الصالحين في التاريخ

‏‪ *محاولة نبش قبر امنة بنت وهب (رضوان الله تعالى عليها)*  *قال الحافظ ابن عقيل ...