وقال الموقع موضحاً: حيث سمح أردوغان لرجاله بضرب بضع قنابل، والإستيلاء على الجسور والمباني قبل أن تتم محاصرتها، وأضاف الموقع بأن هناك قائمة بأسماء الذين ينبغي إعتقالهم حتى قبل أن يبدأ الإنقلاب، ففي خضم هذا الإنقلاب الوهمي، توجه أردوغان إلى اسطنبول دون أن يصاب بأذى،حيث تم قصف المنتجع بعد أن غادره حسبما زعمت السلطات التركية حينها.
وتابع الموقع بالقول: يقوم أردوغان الأن بالإستيلاء على وسائل الإعلام، حيث تقوم وسائل الإعلام التركية الأن بإدانة محاولة الإنقلاب وإيقاظ الجماهير المسلمة بغية تكوين مجموعات تطهير شاملة من المجتمع التركي، مع التركيز على الخدمة المدنية والمعلمين والإداريين والجيش والمحاكم والقضاة، وبالفعل تم إغلاق كل مؤسسة قادرة على العمل المستقل من قبل المجموعات التي قام أردوغان بتشكيلها فبعد اسبوع تم تطهير أكثر من 60 الف شخص حسب الموقع.
وأردف الموقع: فبعد ما شهدته تركيا من أحداث يوجد هناك بعض الأسئلة التي فرضت نفسها على الساحة التركية وهي :لماذا لجأ أردوغان إلى الإنقلاب؟ ولماذا يقوم أردوغان بتطهير المجتمع التركي؟ وما هي السياسات التي ستتبع إستيلاء أردوغان على السلطة ؟
وتابع الموقع بالقول: فعلى مدى السنوات الـ 5 الماضية عانت حكومة أردوغان من سلسلة من الإخفاقات السياسية والإقتصادية والدبلوماسية والهزائم، مما يقوض بشكل خطير طموحاته الديكتاتورية والإقليمية، حيث قتلت قواته طيار عسكري روسي يعمل داخل الأراضي السورية، حين قامت المرتزقة الجهادية التركية بقتل الطيار الروسي، وتسبب هذا في قيام الحكومة الروسية بإيقاف مليار دولار كانت تدخل على الخزينة التركية من السياحة الروسية في تركيا وإلغاء الصفقات التجارية المربحة.
وأضاف الموقع: قال أردوغان إنه حطم العلاقات التي تربطه مع إسرائيل، ما أدى إلى تقويض صفقة غاز ونفط مربحة عقدت في الخارج، وأثار دعم أدورغان لتنظيم “داعش” الإرهابي وغيرها من الجماعات المرتزقة السلفية العاملة في العراق وسوريا إلى قطيعة مع سوريا وإيران، وتدهور موقف تركيا الدبلوماسي في مصر عندما سعى أردوغان للحفاظ على علاقاته مع الإخوان المسلمين بعد أن تم الإطاحة بهم في الإنقلاب العسكري المصري التي رعته الولايات المتحدة.
وقال الموقع: أما على الصعيد المحلي، فقد أقصى أردوغان النخبة السياسية والإقتصادية والعسكرية والمدنية العلمانية عبر محاكمات ملفقة وعمليات تطهير منظمة ضد وسائل الإعلام المحلية، فالإعتداء الذي قام به أردوغان على المتظاهرين الليبراليين واليساريين حول القضايا البيئية زاد المخاوف الغربية حول أردوغان، ناهيك عن تعامله الوحشي مع الإحتجاجات العمالية بعد كارثة منجم الفحم عام 2014، عندما قتل اردوغان أكثر من 300 عامل، الأمر الذي عزله دولياً بشكل كبير.
وتابع الموقع: قام أردوغان بشن حملة ضد الحركات الإستقلال الكردية في تركيا والعراق وخاصة في سوريا، التي كانت متحالفة مع أمريكا، وهذا ما زاد الإضطرابات الداخلية والعزلة الدولية لأردوغان، ونتيجة لهذا كله قام عملاء المخابرات التابعين لأردوغان داخل القيادة العسكرية بتشجيع أو حتى إثارة منتقديه في هيئة الأركان العامة، الذين ضاقوا ذرعاً منه جراء تخبطه وسياساته الكارثية، للقيام بالانقلاب، حيث تم إعطاء مساحة عسكرية كافية للتمرد وتوفيرالموارد اللازمة للإنقلاب مع احتفاظ أردوغان بالسيطرة الإستراتيجية على القوات الجوية والقوات البرية الرئيسية، حينها إعتقد المجندين التعساء أنهم استدعيوا خارج أوقات دوامهم لإجراء تدريبات عسكرية، ليجدوا أنفسهم محاصرين وقيد الإعتقال لا بل وحتى الإعدام.
وعقب الموقع بالقول: فأردوغان قضى على الفور على معارضيه تحت إسم التطهير والوطن، ففي الواقع يكمن الإنقلاب الحقيقي بإستيلاء اردوغان على السلطة، حيث قام أردوغان بتجريد النظام السياسي والعسكري والقضائي والشرطة من كامل الموظفين في غضون ساعات ناهيك عن الدعوات لإعادة فرض عقوبة الإعدام، ففي خضم إستيلاء اردوغان على السلطة تم القضاء على المسؤولين المستقلين في المحكمة العليا والمسؤولين الجمهوريين العلمانيين، وكان الرئيس اردوغان يمتلك الحرية المطلقة في إعادة بناء جهاز مدني وحكومي وعسكري كامل من الموالين له، وكانت له السيطرة على وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية الإجمالية، فقام أردوغان بإتباع سياسة الإنقلاب الوقائي، القائم على التطهير وقوة إنتزاع السلطة وهذا سيؤدي في جميع الأحوال لنظام إسلامي كان يحلم به أردوغان، حيث أعلن النظام الجديد الأن “حالة الطوارئ”، وهذا يضع كل الأتراك أمام خيار وحيد وهو الإمتثال الصارم لسياسات أردوغان.
واستفاض الموقع بالقول: و”النظام الجديد” التابع لأردوغان يشن عمليات واسعة النطاق ضد الأكراد، مع عدم احترام الحدود الوطنية السورية أو العراقية وهذا كله لكي ينجح بعد فرض نظام ديكتاتوري رئاسي لا بل وبرلماني إذا لزم الأمر وبهذا يتم ضمان ولايته الإنتخابية الجديدة، وقد تناسى أردوغان بأن إطلاق القوة والعنف ضد أعدائه المحليين، قد يؤدي إلى خلافات داخلية بين الحيوانات المفترسة الجديدة على غنائم النصر، فالنخبة الاقتصادية قد تقبل النظام الجديد، ولكن فقط إذا خفض أردوغان من نغماته العدائية ضد امريكا والإتحاد الأوروبي ضماناً لمصالحهم.
و تابع الموقع قائلاً: ينشأ الطلب الجديد لأردوغان من إنهيار المجتمع المدني والتحالفات التي كانت تصف بأنها طويلة الأمد، فهذا كله سيجوز له البقاء في السلطة في أنقرة لكنه سينظر إليه على أنه “بلطجي سياسي” أكثر من شريك محلي من بين القوى الإقليمية الكبرى، فحلفاء أردوغان الخارجيين استغلوا عزلته لإقامة تحالفات مربحة، فإسرائيل تدفع بصفقاتها في الغاز والنفط أمام اردوغان، وروسيا تصر على أن يتخلى أردوغان عن تنظيم “داعش، وبات حتمياً بأن الولايات المتحدة ستطالب بأن يوقف الرئيس التركي الهجمات على الأكراد.
وقال الموقع: إن حلم أردوغان هو الإمامة العمرية لكي يترأس دولة الخلافة الإسلامية العثمانية الجديدة، التي تدعمها الغوغاء في الشوارع وحرس الإمبراطور والرأسماليين المحسوبين على الدولة وهذا كله يجعل تركيا مستقرة وجامحة، بينما الموالين العسكرين لأردوغان لديهم منافساتهم وطموحاتهم الخاصة، والأن وبعد أن أنشأ أردوغان الطريق العسكري إلى السلطة، فإنه وخلال المدى القصير يحتاج إلى إعادة تشغيل الإقتصاد واستقرار النظام السياسي وإقامة ما يشبه النظام الدولي.
وختتم الموقع بالقول: لربما لن تطيل التوترات مع الولايات المتحدة حول قضية غولن، فسيبقى غولن في ولاية بنسلفانيا، تابعاً لوكالة الإستخبارات المركزية حيث يأتي هذا في خضم السؤال الذي يطرح نفسه وهو هل سيتحرك اردوغان الأن بإتجاه العودة إلى دوره القيم كشريك أصغر لحلف شمال الاطلسي، أم إنه سيشن حرب مكثفة ضد الحليف الإستراتيجي الكردي للولايات المتحدة ؟
أما علاقة أردوغان مع روسيا فهي محفوفة بالمخاطر، فليس هناك من سبب للروس لكي يثقوا بأردوغان حيث وقع الأن اردوعان في مكان ما بين الحاجة للمصالحة مع روسيا والرغبة في مواصلة الحرب ضد الحكومة السورية، ففي النهايةفإن التطهير المحلي الواسع النطاق ضد أعداء أردوغان قد ضمن له السلطة المطلقة، لكنه قد خسر الحرب الإقليمية أثناء تحمله لعدة عواقب مثل ملايين الاجئيين الفارين من الحرب التي يدعمها في بلادهم.