أعلن في السعودية يوم الاثنين الماضي، عن تشكيل تنظيم جديد باسم «الكتيبة الزرقاوية في بلاد الحرمين» تستهدف الاقلية الشيعية في المملكة، بالتزامن مع إعلان وزارة الداخلية السعودية عن تفكيك تنظيم إرهابي واعتقال العشرات من أعضائه.
ويهدف التنظيم الجديد بحسب بيانه التأسيسي الذي نُشر على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إلى إخراج من أسماهم «المشركين» من جزيرة العرب، وهو يقصد بهم «الرافضة المجوس» حصراً، ما يطرح تساؤلات مشروعة عن حقيقة هذا التنظيم ومن يقف وراءه ومن له مصلحة في التهويل بإشعال حرب طائفية؟
وأكد البيان أن قيادة التنظيم أصدرت «الأمر لجنودنا ببدء العمليات الجهادية ضد الرافضة المجوس على أرض الحرمين، وذلك لتطهيرها من شركهم وخزعبلاتهم وكفرهم بالله»، مشيراً إلى أن العمليات سوف تستهدف «كل من يدافع عنهم ويحميهم، والفنادق التي يقيمون فيها، والسيارات التي تقلّهم»، ومؤكداً أن كل هذه الأماكن ستكون أهدافاً مشروعة «لمفخخاتنا والانغماسيين الاستشهاديين». ونبه البيان إلى ضرورة الابتعاد عن جميع الأماكن التي تقام فيها هذه «المظاهر الشركية»، وعدم الاقتراب منها.
ويقود هذا التنظيم عزام القحطاني، ويعرف أيضاً باسم خطّاب القحطاني، وهو اسم غير معروف في الساحات «الجهادية». وفي حسابه على «تويتر»، أكد القحطاني أن «استهداف الحسينيات هو المرحلة الأولى من مراحل عمل الكتيبة الزرقاوية» من دون أن يذكر ما هي المراحل التالية.
وبرغم عدم الإعلان رسمياً عن أي علاقة بين «الكتيبة الزرقاوية» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» «داعش»، إلا أن رصداً سريعاً لحساب الكتيبة أو حساب قائدها يظهر قربها من منهج «داعش» وتبنيها مواقف الأخير حتى في حربه مع الفصائل الجهادية الأخرى. كما أن الاسم الذي اختارته الكتيبة لنفسها مشتق من اسم أبو مصعب الزرقاوي الذي يعتبر المؤسس الحقيقي ل «داعش».
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الداخلية السعودية أمس الأول، اعتقال 62 شخصاً يُشتبه بأنهم من متشددي تنظيم «القاعدة» وأن لهم صلات بمتشددين في سوريا واليمن، وكانوا يخططون لشن هجمات على أهداف حكومية وأجنبية في المملكة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، في مؤتمر صحافي في العاصمة الرياض، نبأ الاعتقالات قائلاً إن «نتيجة التحقيقات والمتابعة الأمنية تظهر انتشاراً واسعاً لهذه الشبكة ووجود صلات لها مع عناصر متشددة في سوريا واليمن. وتم القبض على 62 مشتبهاً بوجود صلات لهم مع الخلية الارهابية المكتشفة بينهم فلسطيني ويمني وباكستاني والباقون كلهم سعوديون».