الرئيسية / أخبار وتقارير / تحالفٌ رباعي في سوريا يقلق واشنطن والحسكة أوّل الغيث

تحالفٌ رباعي في سوريا يقلق واشنطن والحسكة أوّل الغيث

منذ يومين، شنّت مقاتلات سوريّة للمرة الأولى غارات على مواقع بارزة للأكراد في منطقة الحسكة شمالي سوريا، ما استدعى تدخلاً من مقاتلات أميركية لحماية الأكراد.

وتعليقًا على التطورات الجارية، كشفت مصادر عسكريّة لموقع “ديبكا فايلز” الإستخباراتي الإسرائيلي إنّ “شبه الإشتباك” الذي حصل بين طائرات سوريّة وأخرى أميركية فوق منطقة الحسكة الكردية، أتى نتيجة قرار صارم اتخذته الإدارة الأميركية في محاولة منها لوضع حدٍّ لتنامي التعاون الرباعي الروسي– الإيراني-التركي-السوري في المناطق المتداخلة السورية – العراقية.

ماذا حصل؟

حلّقت يوم الجمعة الفائت مقاتلات أميركية فوق مواقع للأكراد في اليوم التالي للغارات التي شنّتها طائرات سورية (وتقول بعض مصادر “ديبكا” إنّها كانت روسية) ضد هذه المواقع. وأفادت وزارة الدفاع الأميركية أنّ “قوات التحالف حاولت التواصل مع الطائرات السورية لكنها لم تتلقَّ استجابة”.

وأفاد “ديبكا” أنّ مسؤولين أميركيين لفتوا إلى أنّ القائد الأميركي العسكري في الأردن حذّر القيادة العسكرية الروسية لكنّه لم يتلقَّ إجابة، ومن المفترض أنّ تلتقط أنظمة التتبع والمراقبة الروسية التي تعمل في سوريا المحادثات الأميركية وبذلك فبالتأكيد وصلها الإرسال الأميركي، كما يمكن للنظام الروسي نقل التحذيرات للرئيس السوري بشار الأسد. وعلى ما يبدو أنّ الروس تجاهلوا التحذيرات الأميركية، بحسب “ديبكا”.

ولفت الموقع إلى أنّ واشنطن ستصدر قرارات أخرى في القريب العاجل، موضحًا أنّه بعد هجوم الحسكة، إنسحب عددٌ من قوات العمليات الخاصة الأميركية من مواقعهم في شمال سوريا، وكانت هذه القوات تضمّ مدربين ومستشارين لوحدات حماية الشعب الكردية وقوات سوريا الديمقراطية، إضافةً إلى عشرات الضباط الأميركيين المرتبطين بهم والذين يشاركونهم التدريبات في المخيمات الكردية.

لعبة ضد واشنطن

وعلى ما يبدو فإنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شرع في لعبة جديدة معادية للولايات المتحدة الأميركية على أساس إتفاق بعيد المدى توصّل إليه مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في سان بطرسبورغ في التاسع من آب الحالي. كذلك فإنّ جزءًا من هذا الإتفاق يتمثل بتعهد موسكو بمساعدة تركيا لمنع أي وسيلة لتحصل الأقلية الكردية على الإستقلال التام في سوريا والعراق وبالتالي تتمتع بالحكم الذاتي وتقيم دولة كرديّة تمتد من إربيل إلى البحر المتوسّط. ووفقًا لـ”ديبكا” فإنّ إيران وسوريا تدعمان الهدف التركي من أجل مصالحهما الخاصّة.

وأضاف الموقع الإسرائيلي إنّ غارة الحسكة هي أوّل الغيث من التحالف الجديد الروسي – التركي – الإيراني في المنطقة والذي يقوم على توزيعات عسكرية إستراتيجية لروسيا في الشرق الأوسط. ولفت إلى أنّ في آخر التطورات، أتاح الحرس الثوري الفرصة لروسيا لاستخدام قاعدة همدان، لتكون موسكو أوّل قوة غربية تسمح لها إيران بهذا الأمر.

من جهته، ضغط أردوغان على الولايات المتحدة من أجل إخلاء قاعدة إنجرليك الجوية في محافظة أضنة الجنوبية، وهي المرة الأولى التي يضطر الناتو إلى التخلي عن قوة مقابل تواجد روسي قريب.

وختم الموقع متوقعًا أنّ السوريين والروس سيمضون قدمًا في حملتهم ضد الأكراد، ويمكن أن يواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما بوتين خارج المستنقع السوري وربما في أوكرانيا، مشيرًا إلى أنّه بسبب تفكير القيصر بهذا السيناريو المحتمل فقد سافر إلى جزر القرم بعد إنطلاق مناورات عسكرية هناك.

شاهد أيضاً

شهداء وجرحى بتفجيرات إرهابية في منطقة السيد زينب (ع) بسوريا

استـشهد 6 أشخاص على الأقل وأصيب 23 آخرون الخميس جراء انفجارات في منطقة السيدة زينب ...