الرئيسية / تقاريـــر / رسائل من جنازة رافسنجاني المليونية – سالم الصباغ

رسائل من جنازة رافسنجاني المليونية – سالم الصباغ

تأبي الثورة الإيرانية الإسلامية على مدار تاريخها إلا أن تقدم للعالم ـ المحبين منهم والكارهين ـ رسائل قوية تدل على أن الثورة الإسلامية ليست ثورة عادية بل إنها ثورة مدعومة إلهياَ في رأيي المتواضع ..

فلقد كان الحضور الشعبي المليوني من جيل قد يكون معظمه لم يعاصر مولد الثورة وتضحياتها وإنجازاتها ، وحجم المؤامرات الشيطانية التي تعرضت لها ، من الحرب الصدامية إلى الحصار الإقتصادي العالمي ، إلى الحرب الإعلامية وتلفيق الأكاذيب لاغتيالها معنوياَ ، ولحجب أنوار الهداية والخير والعدل المنبعثة منها عن أشقائها في الدول العربية والإسلامية ، وكيف نجاها الله وحفظها من شر أعدائها .

لقد كان المرحوم أية الله الشيخ رافسنجاني من الجيل المؤسس للثورة الإسلامية في بداياتها المبكرة في أوائل الستينات مع المؤسس الأكبر للثورة الإمام الخميني رضوان الله عليه ، ومع سماحة الإمام الخامينئي ، ثم هو من المؤسسين للدولة ، ومن الأوائل في إعادة إعمارها ، وتعرض ككل مؤسسي الحركات الثورية المنحازة للشعوب المستضعفة للإعتقالات من نظام الشاه الذين كان نظاماَ عميلا تماماَ للشيطان الأمريكي والعدو الصهيوني ..فهو شخصية لا يمكن فصلها عن الثورة والدولة والشعب …

ولقد وجهت الجماهير المليونية التي حضرت تشييع الجنازة رسائل عديدة نحاول نشير لبعض هذه الرسائل :
1 ـ تجديد البيعة للثورة وللنظام الإسلامي في إيران في ظل التحديات المعاصرة التي تواجهها إيران .

2 ـ إدخال اليأس في قلوب أعداء الثورة وكارهي النظام الإسلامي ، حيث أن خروج مئات الألوف من الشباب لتشييع الجنازة يدل على أن المستقبل واعد وأن الثورة مستمرة لأجيال قادمة .

3 ـ أن أكبر أسباب أنتصار الثورة واستمرارها هي الوحدة والتلاحم بين الشعب الأيراني وحكومته وقيادته ، ولعل هذا هو السبب الرئيسي في فشل الإرهاب التكفيري والمؤامرات الصهيونية الأمريكية من النفاذ إلى داخل النسيج الإيراني الواحد ، وان مايحدث من إرهاب في الدول العرابية ناتج عن وجود بيئة حاضنة للإرهاب فيها ، وعدم وجود تلاحم وثقة بين الشعوب وقيادتها .

4 ـ أن المحاولات الغربية الإعلامية لإحداث فتنة كبري في الشعب الإيراني عن طريق استغلال بعض الإختلافات في الأراء السياسية بين المرحوم رافسنجاني وبين الحكومة أو البرلمان الإيراني قد باءت بالفشل الذريع ، وأنها كالخلافات بين أبناء الإسرة الواحدة ، وما الحضور الشعبي لجميع الأطياف للجنازة ، وإمامة سماحة الإمام الخامينائي للجنازة ومشاركة كل مسئولي الدولة في الصلاة خلفه ومعهم مئات الألوف ، يدل على فشل المؤامرة الغربية التي أوهمت العالم أن المرحوم رافسنجاني في حالة صراع مع النظام .وأن الإختلافات تكاد تعصف بالنظام ..

5 ـ إن رسائل التعزية التي وردت من معظم رؤساء دول العالم الكبرى والصغرى ومسئوليها ، حتى من الدول الخليجية التي تناصب إيران العداء ( البحرين ، وقطر ، والإمارات ، والكويت ) أرسلت رسائل تعزية ، دليل على مدي مايحظى به النظام الإسلامي في إيران من مصداقية في العالم رغم الحرب الإعلامية العالمية لتشويهه وشيطنته ..
66 ـ أما الرسالة الأهم في نظري فهي موجهة إلى العالم العربي وحكامه وإعلامه ، كفاكم شيطنة للنظام الإسلامي الإيراني من بعد ماستجيب له ، وأشرقت الحقائق بعد مغربها ، وبعد مانطلق القطار الثورى الإسلامي في طريقة لا يستطيع أحد إيقافه حتى يصل إلى تحقيق أهدافه المقدسة في الحرية والعدالة والإستقلال والإنعتاق الكامل من الدوران في فلك الإستكبار العالمي ..
حاولوا بدلا من ذلك أن تقرأوا الثورة الإيرانية جيدا ، نشأتها ، ونظامها ، وهيكلية النظام والدولة ، ودستورها الإسلامي ، وتاريخ علاقتها مع دول الجوار على مدار العقود الأربعة ، وهل أساءت لشعوبنا ، أو تأمرت ضدها …!
رحم الله العالم والزعيم السياسي الكبير أية الله هاشمي رافسنجاني وأسكنه فسيح جناته

شاهد أيضاً

كيان العدوّ يشهد هجرة عكسية كبيرة بعد عملية طوفان الأقصى

عين على العدو  23/04/2024 كيان العدوّ يشهد هجرة عكسية كبيرة بعد عملية طوفان الأقصى ذكر ...