جميل ظاهري – عمد بنو أمية الى تأسيس الفكر التكفيري الارهابي كسلاح لإعادة سيطرتهم الجاهلية والقبلية والوثنية على العرب والأمة بعد رحيل خاتم المرسلين محمد الأمين صلى الله عليه وآله وسلم،
إنتقاماً منه ومن رسالته السماوية السمحاء رسالة المودة والمحبة والرأفة والتعايش السلمي، ومن أهل بيته المنتجبين الميامين وأصحابهم الخيرة وشيعتهم وأنصارهم ومواليهم على طول التاريخ .
تناسى بنو أمية محبة النبي الأكرم (ص) والتعامل الانساني معهم رغم كل ما حملوه من مصائب وبلايا ومتاعب وأذى حتى قال ” ما أُوذي نبيٌّ مثلَما أوذيتُ”، وأعلن صراحة في يوم فتح مكة أن “من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه داره فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن”؛ لكن عاملوا أبناءه وريحانتيه بمختلف صنوف الإجرام والخيانة والنفاق حتى أمروا بحرق خيام حرائره بنات وحي الرسالة الألهية وهم في داخلها في ظهر عاشوراء الدم والتضحية والأباء والفداء ورفض الذل والهوان والانحراف والتزييف والتزوير والوثنية، معيدين للذاكرة حرق باب بيت الوحي والرسالة وروحه التي بين جنبيه واقفة خلفها وهو ينادي بأعلى صوته “وإن” .
آمنهم الرسول الأعظم (ص) على حياتهم وأموالهم وممتلكاتهم وأعراضهم وقال لهم “أذهبوا أنتم الطلقاء من بعدي”، فقابلوا محبته بقتل وذبح ريحانتيه ومن معهم من أهل بيتهم وانصارهم وقطعوا الرؤوس ومزقوا الأوصال وسحقوا الأجساد بخيول حقدهم الدفين ولم يسلم من إجرامهم في ظهر العاشر من محرم الحرام عام 61 للهجرة حتى الطفل الرضيع الذي لم يبلغ من العمر ستة أشهر، ليؤسسوا لمسيرة الارهاب التكفيري وكيف بهم وبأتباعهم وسلالتهم وأنصارهم وأحفادهم مواصلتها حتى يومنا هذا بحلة الدين الجاهلي المزور والمنحرف والمزور .
لم يعرف عن قريش والعرب تجمعهم ووحدة كلمتهم في أبادة خاتمية الأديان السماوية ومحوها من الذاكرة والعمل على الترويج للاسلاموفوبيا قبل قضية عاشوراء، وتواصلت سياستهم التكفيرية ضد كل من يخرج على الحاكم الفاسق الجائر الظالم حتى يومنا هذا بفتاوى وعاظ سلاطينهم الذين باعوا آخرتهم بدرهم ودينار الحكام والملوك اولئك الذين أعمى الله بصيرتهم وقلوبهم قبل أعينهم، فيدفعوا بالعامة الجاهلة والساذجة والمخدوعة بعلماء الكذب والنفاق والخداع الذين وعدوهم بجنة الخلد والتقرب الى الله سبحانه وتعالى بقتلهم ريحانة رسول الله (ص) ولازال صوته يدوي في الأمة بقوله “حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، الحسين سبط من الأسباط”- رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم، والذهبي والألباني؛ وعشرات بل مئات الروايات التي نقلها العامّة والخاصّة، من أمثال أحمد بن علي بن حجر العسقلانيّ الشافعيّ في (الإصابة في تمييز الصحابة 333:1)، والخطيب البغداديّ في (تاريخ بغداد 141:1) بسند ينتهي عن عبيد بن حنين، أنّ عمر بن الخطّاب قد قال للحسين سلام الله عليه في صِغر سنّه: إنّما أنبتَ ما ترى في رؤوسنا اللهُ ثمّ أنتم (ذكره أيضاً: المتّقي الهنديّ في كنز العمال 105:7 وقال: أخرجه ابن سعد وابن راهويه والخطيب البغداديّ، وذكرَه ابن حجَر في الصواعق المحرقة 107).
وفي تحفة الأحوذي للمباركفوري: قوله (حسين مني وأنا من حسين) قال القاضي: كأنه صلى الله عليه وسلم علم بنور الوحي ما سيحدث بينه وبين القوم، فخصه بالذكر، وبين أنهما كالشيء الواحد في وجوب المحبة وحرمة التعرض والمحاربة، وأكد ذلك بقوله (أحب الله من أحب حسينا) فإن محبته محبة الرسول (ص)، ومحبة الرسول (ص) محبة الله (سبحانه وتعالى؛ فكانت فعلتهم الشنيعة والدنيئة والوقيحة بقتله وقطع رأسه الشريف والتجوال به في سائر البلاد من أرض الطف حتى الشام، وهتك ستر أهل بيته الأخيار؛ فسار على نهجهم أحفادهم وأتباعهم بحقدهم على أبناء الحسين عليه السلام وأنصاره وأتباعه وكل من حبه حتى يومنا هذا، فيفتون بحلة قتلهم وقطع رؤوسهم وتدمير بلادهم وتضييق الخناق عليهم وما أفعال آل سعود وآل خليفة وآل حمد أحفاد هند آكلة الأكباد ذات الراية الحمراء في العراق وسوريا واليمن والبحرين ذنبهم الوحيد سوى إلتزامهم بنهجه الحر والمستقل والوحداني، نموذج يعيد صورة التاريخ في عقده السادس للهجرة .
ملأ بنو أمية تاريخنا الاسلامي بالكراهية والإقصاء ورفض الاخر وتزوير وتزييف حقيقة الدين الاسلامي المبين وحرفوا مسيرته الراشدة، واستغل وعاظهم وأبواقهم الدعائية سذاجة المجتمع وبساطته لنشر وترويج أفكارهم التكفيرية الإقصائية المنحرفة بحلة الدين مؤكدين أن كل مايقولونه نص صريح مقدس يحرم معارضته أو مخالفته، فابتدعوا الاسلام التكفير وأفتوا بإطاعة الحاكم وإن كان جائراً وفاسقاً وفاجراً وشارباً للخمر؛ فبدأوه بدعم معاوية في سلطته المسروقة على الشام ووقف عمر بن العاص يطلق الأحاديث المزيفة والكاذبة دعماً لسلطانه وحكمه فبان إنحراف الأمة عن الطريق الصحيح، وإزداد الأمر سوءاً مع حكومة أبنه الفاسق الفاجر شارب الخمر مداعب القردة يزيد، ما دفع بالامام الحسين بن على بن أبي طالب عليهم السلام وإمتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى بالنهوض للأمر بالمعروف والنهي عن والمنكر وإصلاح الأمة حيث لا زال كلامه يدوي ويصدح في سماء المعمورة ” إني لم أخـرج أشراً ولا بطـراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنمـا خرجت لطلب الإصلاح في أمــة جدي رسول الله (ص) أريد أن آمـر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيـرة جدي وأبي علي بن أبي طالب (ع) فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد على هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم وهو خير الحاكمين ..”
حتى قال (ع)” ألا إنّ الدعيّ أبن الدعيّ قد ركز بين اثنتين, بين السلة والذلة , وهيهات منا الذلة …” – بحار الأنوار ج44 ص329 والعوالم ترجمة الامام الحسين(ع) ص179 ومقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص188 والفتوح لابن أعثم ج5 ص21 واللفظ للأول. لكن سرعان ماجاءه الرد وفي آخر حلقة من حلقات ماساة عاشوراء من صراع الحق مع الباطل وانتصار الدم على السيف، دون إستحياء أو خجل كما رواه أبو مخنف: لما قتل أصحابه وأهل بيته ولم يبق أحد عزم على لقاء الله، فدعى 0الامام الحسين) ببردة رسول الله فالتحف بها فأفرغ عليها درعه، وتقلّد سيفه واستوى على متن جواده، ثم توجّه نحو القوم وقال: ويلكم على مَ تقاتلونني؟
على حقٍّ تركته؟ أم على شريعة بدّلتها؟ أم على سنّة غيّرتها؟ فقالوا: بل نقاتلك بغضا منا لأبيك ! وما فعل بأشياخنا يوم بدر وحنين !، راسمين بذلك صورة ناصعة وواضحة عن إسلامهم التكفيري المتشدد الذي رسخ مفاهيم وقيم متواترة عن السلف وكلها تدعو الى الكراهية وتجذرها في بيئتنا الاسلامية، فباتوا يعلمون الناس من أنصار شياطينهم وفسقهم وفجوره كره الآخر المسلم وغير المسلم على أسس جهوية ومناطقية وعشائرية ومذهبية ودينية مبتدعة لا تنم للاسلام بصلة لا من قريب ولا من بعيد، فتحول دينهم المبتدع المليء بالحقد والكراهية الى دين حقيقي وحكم شرعي يلتزم به كثيرون ويلزمون أتباعهم وأنصارهم بجهل بإتباعه ويدفعونهم للتفخيخ والتفجير وقتل النفس البريئة تقرباً لله سبحانه وتعالى، كما كانت النية الشيطانية للذين شاركوا في قتل ريحانة الرسول (ص) في العاشر من محرم لسنة 61 للهجرة .
ولا زال هذا البغض والكره موجود عند اتباع بنو أمية وأحفادهم في السعودية والبحرين وقطر وغيرها من بلاد المسلمين ولا نتفاجأ لاننا نعرف طينتهم ومنشأهم وحقدهم على أهل بيت الوحي والرسالة واتباعهم وأنصارهم ويغيضهم كل الغيض أسم علي أمير المؤمنين عليه السلام الذي يذكركم بسيفه ذوالفقار وماذا فعل بشيبة وعتبة وعمر بن ود العامري ومرحب وصناديد العرب الجاهلة والحاقدة والكافرة والضالة والمنافقة من اسلافهم، لكننا عقدنا العزم بأن نقتلهم بحبنا للرسول وآله وتمسكنا بمدرستهم ونهجهم ومدرستهم وولائهم للحق والحقيقة والدعوة الربانية وسيرتهم المضيئة المشرقة الايمانية العلمية السمحة والتعايش السلمي،
والرافضة للحقد والكراهية والبغض والعداء والجهل والظلمة ورفض الآخر والتعدي عليه وعلى عرضه وماله وممتلكاته سائرين على نهج أصحاب الرسول (ص) المنتجبين الأخيار في يوم فتح مكة وصوت علي بن أبي طالب يصدح في سماء مكة والبيت العتيق “اليوم يوم المرحمة”، ولن نحيد أبداً عن حبنا للامام الحسين عليه السلام ومدرسة العزة والتضحية والإباء التي أسسها ورسخت في المعتقد الاسلامي المحمدي الأصيل وأضحت مناراً يحتذى به كل حر وغيور في العالم مسلم كان أم غير مسلم؛ فنهجه قويم وصراطه مستقيم على شاكلة والده الامام علي بن أبي طالب (ع) الذي هو نفس النبي (ص) في آية المباهلة وخير المؤمنين والأوصياء والصديقين في عشرات الايات الكريمة .
لقد حول بنو أمية أحفادهم أتباعهم الكارهون للنبي المصطفى وما جاء به من رسالة السماء السمحاء، الدين الاسلامي الى ملكية خاصة بهم فهم المؤمنون وغيرهم الكفار الفجار الانجاس، ودفعوا نحو كراهية الآخر وتكفيره فحصدت سياستهم الحاقدة هذه ولا زالت ملايين النفوس الخيرة وتريق الدماء البريئة وتزهق الأرواح بسلاح التكفير والإقصاء ورفض الآخر وهو النار والسلاح والذخيرة التي فتك بها الكثيرون وسارت بسببها أنهار الدم في بلاد المسلمين ولا تزال .
حذاري يا بني أمية حذاري.. فأن لصبرنا هذا حدود وإذا ما بلغ اشده وقررنا رفع سيف الحق بوجههم بقضبة واحدة فسوف لم ولن تبقى لهم ذاكرة حتى بين أوراق التاريخ وسطوره، وسيزال سلطانهم وتسقط حكوماتهم وتحترق قصورهم وتدمر منابرهم ووسائل اعلامهم كما يدمرون البلاد ويقتلون العباد ويحرقون كتاب الله ويهدمون المساجد ودور العبادة في العراق وسوريا واليمن والبحرين تحت يافطة أنهم من المسلمين الشيعة فيما استهدفوا حتى السنة السائرين على نهج أبي الأحرار في الدعوة للاصلاح والوحدانية ورفض التبعية والوثنية والركون والركوع لغير الله جل وعلا