الرئيسية / تقاريـــر / أسباب إنجذاب الشباب السعودي نحو وسائل التواصل الإجتماعي

أسباب إنجذاب الشباب السعودي نحو وسائل التواصل الإجتماعي

الوقت – تشير الإحصائيات السكانية لعام 2012 في السعودية ان أكثر من 60 بالمئة من مجموع سكان هذا البلد هم من الفئة العمرية بين 15-60 عاما وهذا يدل ان الفئة العاملة في هذا البلد لديها طاقات عالية،

ورغم ان فئة الشباب تعتبر عنصرا إيجابيا ومؤثرا في أي بلد لكن الجيل الجديد في السعودية يواجه هواجس إقتصادية وثقافية جدية ولذلك يبحث هذا الجيل عن أسباب التضييق الثقافي الممارس ضده ونجده يعتبر الشبكات الإجتماعية مثل الفيسبوك وتويتر أبرز الادوات لمتابعة مطالبه السياسية والإجتماعية وهذه القضية أدت الى ان يكون الشباب السعودي أكبر متصفحي هذه الشبكات في منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا حيث تشير الإحصائيات ان نحو 15 مليون سعودي يتواصلون عبر هذه الشبكات.

ان الشباب السعودي هو جيل عاش في فترة الإقتصاد النفطي الثري وتربى على مبادئ الإسلام الوهابي لكن مساعي الحكومة السعودية للوقوف في وجه التغييرات الإجتماعية لم تجدي نفعا وهناك الآن معتقدات وأفكار جديدة ولدت وشاعت في أماكن الدراسة والمحيط العائلي بفعل التكنولوجيات الجديدة وكثرة الزيارات والسفر الى الخارج والسياحة والأهم من هذا كله وسائل التواصل الإجتماعي والقنوات الفضائية.

ان هذا التغيير يدل على ظهور طبقة وسطى جديدة وناضجة في السعودية التي كانت بيئتها تقليدية وهؤلاء يجتازون بسرعة الافكار الوهابية المتطرفة وأفكار ساسة آل سعود وهم فئة يختلفون ثقافيا ودينيا ويفكرون بطريقة مختلفة ويميلون من الناحية السياسية نحو ما يسمى القيم الديمقراطية الغربية وهم يتسلحون ايضا بأداة وسائل التواصل الإجتماعي وسيتركون أثرا بالغا في المستقبل القريب على المجتمع السعودي الذي معظمه من الشباب.

ومن جهة أخرى هناك التيارات والحركات التنويرية التي تحولت الى أحد أهم التيارات الوهابية غير الرسمية وهذا التيار يقف بين الإخوان والسلفية وهو ينشط بقوة في الشبكات الإجتماعية ولديه شعبية كبيرة، ان هذا التيار الذي يعرف باسم التيار التنويري أو الإصلاحيين القانونيين يسعى الى نشر خطابه في داخل المجتمع بالإستفادة من الشبكات الإجتماعية.

اما في أوساط الأمراء السعوديين ووأنصارهم هناك ايضا جيل ثالث ينمو شيئا فشيئا وهذا الجيل لديه اتجاهات إصلاحية وليبرالية ويطالب بحريات اجتماعية أكبر خاصة فيما يخص الأقليات والمرأة. ان هذه الفئة قد نمت في المجتمع بشكل عام وخاصة بين الشباب السعوديين الذين يدرسون في الجامعات غير الدينية ويواكبون وسائل الإعلام والثقافة العالمية وهم يفهمون اللغة اللإنكليزية تماما كفهمهم للغة العربية ويستخدمون الشبكات الإجتماعية لإعلان حضورهم ووجودهم.

وعلى سبيل المثال تشير نتائج تحقيق جرى بين الدول العربية ان الشباب السعوديين هم أكثر من يطالب بحرية التعبير عبر الفضاء الإفتراضي ورغم الرقابة الشديدة للحكومة السعودية على هذه الشبكات لكن الإقبال والإنجذاب نحو هذه الشبكات الإجتماعية الإفتراضية يعتبر كبيرا جدا.

ولذلك هناك بوادر وإشارات تظهر تغييرا في أساليب التواصل والعلاقات الإجتماعية للشباب وان إنتشار هذا التغيير في الطبقات الإجتماعية سيترك تأثيرا بالغا، ولذلك نجد ان السعودية شهدت منذ عام 2011 تغييرات كثيرة في زيادة نسبة الوعي وايجاد تحالف شعبي في اطار المطالبة بالإصلاحات والتغيير حيث وصلت هذه التحركات الآن الى مناطق كانت من الصعب ان تشهد اية حركات احتجاجية لكن هذه القدرة منحتها وسائل التواصل الإجتماعي للشباب السعوديين.

وقد أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الى حدوث ثورة في صفحات التويتر ضد سياسات النظام السعودي ولجوء الملايين من المواطنين السعوديين الى الشبكات الإجتماعية لإعلان معارضتهم لنظام آل سعود حيث باتت تلك حقيقة إجتماعية في ظل المضايقات من قبل النظام لمنع حرية التعبير.

ولم تسلم أية منطقة من السعودية من هذا الامر ولذلك هناك احتمال بأن تتحول التحركات الشعبية الى حركات شعبية واسعة.

من الواضح ان الشعب السعودي يحتاج الى الحريات السياسية والاصلاحات الجدية ويمكن للشبكات الإجتماعية الإفتراضية ان تساهم بقوة في نشر التوعية السياسية وحقوق المواطنة والحقوق الإجتماعية وتساعد كثيرا الشعب السعودي، ان هذه الشبكات يمكن ان تصبح مكانا لتنظيم الشباب السعودي وتحركاته الواسعة، ويمكن للمناضلين السعوديين ان يتواصلوا مع بعضهم البعض في هذه الشبكات ويتبادلوا مصادر المعلومات ويضعوا تجاربهم في متناول يد الآخرين ويشكلوا حركة موحدة ومنسقة، ولذلك فإن تزايد الحركات الإجتماعية سينمو بشكل متواصل مع انتشار هذه الشبكات وهذا يتطلب تخطيطا وتنفيذا قويا في هذا المجا

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...