الرئيسية / الاسلام والحياة / رؤية الإمام الخامنئي في مواجهة الحرب الناعم

رؤية الإمام الخامنئي في مواجهة الحرب الناعم

المحور السادس: معرفة أهداف الحرب الناعمة وإحباطها

إن معرفة أهداف الحرب الناعمة وتحديدها وكشفها من العوامل المهمة لإحباطها، لأن معرفة أصل وسبب المشكلة والتعرف على جذورها الحقيقية والحديث عنها بأمانة ومصداقية تعد مدخلا أساسيا للعلاج والشفاء، بل ان مجرد المعرفة لوحدها تنتج مفاعيلها حتى قبل تناول الدواء وأخذ الإجراء، وهذا شبيه الى حد كبير بطريقة العلاج المعتمدة في علم النفس العيادي، وقد حدد سماحة القائد هذه الأهداف وكشف عنها في عشرات المناسبات، وهي وفق ما أجمله خلال لقائه مع أعضاء مجلس خبراء القيادة:

أ ـ بث الفرقة وخرق الانسجام وإثارة وتحريك الخلافات والسياسية والطائفية.
ب ـ بث الشك والتشاؤم والإحباط واليأس في نفوس الشعب والمسؤولين.
ت ـ قلب حقائق البلاد وتحويلها من إنجازات ونقاط قوة إلى أزمات ونقاط ضعف.
ث ـ وقف عجلة تقدم البلاد علميا وتقنيا واقتصاديا وعسكريا وسياسيا.
ج ـ إدخال العناصر المخربة والخائنة إلى الساحة لافتعال المشاكل والتخريب.

ح ـ إستبدال قادة النظام وشعاراته وسياساته بما يناسب شروط العدو.

وقد سبق لسماحة السيد القائد أن حدد أهداف الحرب النفسية والدعائية ضد النظام الإسلامي في إيران في خطبة له تعود للعام1 2007 وهي تنسجم بالإجمال مع نفس أهداف الحرب الناعمة مع فروقات سنذكرها لاحقا:

أهداف الحرب النفسية والدعاية كما حددها القائد:

أ ـ إرعاب واستنزاف وإتعاب المسؤولين والنخبة.
ب ـ إضعاف الإرادة الوطنية وإثارة مشاعر القلق والشك حول المستقبل.
ت ـ تلقين الناس المتواصل أمورا غير واقعية من أجل تغيير إدراكهم للوقائع.
ث ـ إضعاف الثقة بالنفس لدى الجمهور.
ج ـ إضعاف التلاحم بين الشعب والمسؤولين.
ح ـ إثارة الخلافات القومية والطائفية والسياسية والحزبية.
خ ـ قلب حقائق البلاد.

وقد حدد سماحة السيد القائد الوظيفة الشرعية في هذا المحور بثلاثة قضايا:

1ـ ينبغي توعية وتثقيف الناس وكشف هذه الأهداف أمامهم: لأن الحرب الناعمة أكثر ما تستهدف سواد الناس من الشباب والطلاب والنساء

________________________________________
1- خطاب لسماحة القائد أمام عشرات الآلاف في الحرم الرضوي المطهر بتاريخ 21/3/2007

والفئات القليلة التجربة والحنكة، المعبر عنهم بلغة الإعلام بالجمهور والرأي العام، بهدف حرف أذهانهم وبلبلة نفوسهم، وكلما إرتفع مقدار الوعي والثقافة والإيمان والمناعة الأخلاقية لدى هؤلاء الناس كلما فشلت مخططات الاعداء، وهذا منظر الحرب الناعمة جوزيف ناي يعترف بوقوف “المصافي الثقافية” لدى الجمهور الآخر عائقا أمام تمدد القوة الناعمة الأمريكية ويوصي “الإدارة الأميركية بوجوب تأسيس جهاز يتكفل بتقديم التقارير الإسبوعية عن ردود فعل العالم الاسلامي على الرسائل الأميركية لتفادي الاخطاء وتجنب ايصال الرسائل الى الأماكن غير المجدية، والى الفهم العميق للطريقة التي تبدوا فيها السياسات الامريكية من الجانب الآخر ودراسة الكيفية المناسية لتجنب المرور بالمصافي والموانع الثقافية التي يمتلكها الجمهور الآخر”2.

وهذا لا يعني ان الحرب الناعمة لا تستهدف النخب ولكنها تصبح أصعب وأعقد بكثير كلما كان الجمهور واعيا ومثقفا ومحصنا…ولكن الأحداث كشفت أن الناس البسطاء نتيجة صفاء ذهنهم وارتفاع وعيهم وبعدهم عن المصالح الذاتية هم أكثر التفاتا والتقاطا لمؤشرات ومخططات العدو من بعض النخب والخواص، وهذا ما أشار اليه سماحة القائد أعزه المولى في أكثر من مناسبة.

________________________________________
2- القوة الناعمة. مصدر سابق.. ص. 208

2ـ يجب العمل بصورة عكسية لأهداف العدو: أي أخذ البرامج والإجراءات والتدابير بصورة معاكسة. فإذا كان هدف العدو بث التشاؤم فينبغي بث الأمل والتفاؤل بالمستقبل، وإذا كان هدف العدو تمزيق اللحمة الوطنية فيجب أخذ الإجراءات الكفيلة بتعزيز هذه الوحدة، وإذا كان العدو يستهدف إثبات فشل النظام الإسلامي إقتصاديا وتقنيا وعلميا وسياسيا فينبغي مواصلة التقدم مع عرض وتأكيد هذه الإنجازات ونقاط القوة وترويجها عبر وسائل الإعلام.

3ـ يجب مراعاة المصالح العليا في أخذ المواقف والتحركات والتدابير: على المسؤولين التحرك وأخذ التدبير المقتضي بعد دراسة المصالح العليا، فقد تقتضي المصلحة كتم بعض الأمور لفترة، وقد تقتضي المصلحة إجراء المصالحة مع هذا الطرف أو غض النظر عن هفوة تلك الشخصية العامة، وكل هذا ليس لحسابات داخل منظومة الموازين الشرعية، بل لأن العدو يتربض الدوائر وينتظر تفجر الصراعات ويرسم خططه على ضوئها.

يبقى أن نشير إلى أننا لاحظنا تقاربا كبيرا بين أهداف الحرب النفسية والحرب الناعمة كما صاغها السيد القائد أعزه المولى، حتى انه قرن الحرب النفسية بالحرب الناعمة عندما قال “إن العدو يشن حربا نفسية بإسم الحرب الناعمة” أي أنه شخص هذا الفارق في اللباس والشكل والأسلوب الذي تكتسيه الحرب الناعمة وهو لباس وأسلوب ناعم ومخادع جدا كما بينا.

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...