الرئيسية / اخبار العلماء / ولاية الفقيه تعني ان يكون الحاكم فقيها عادلا

ولاية الفقيه تعني ان يكون الحاكم فقيها عادلا

ألقى الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، محاضرة في ندوة مختصة عقدت تحت عنوان ” النظام الاسلامي و الفقه الحكومي “، حضرها جمع من طلبة جامعة الامام الصادق (ع) بطهران، تطرق فيها الى معنى ومفهوم الولاية (نظام الحكم في الاسلام)؛ موضحاً : الولاية تعني نظام الحكم والادارة السياسية للمجتمع. وعندما يرد ذكر الولاية في الفقه والمصادر الدينية الاسلامية فان المقصود بها هو نظام الحكم الذي يستلزم التصرف بالاموال والأنفس. 

ومضى سماحته يقول : الولي يعني الشخص الذي يتعهد مصالح الفرد، والولاية تعني ادارة الافراد بما يؤمن لها مصالحها. ومما يؤسف له أننا نجد ثمة تصورات كثيرة خاطئة في مجال تعريف الولاية لا تمت للواقع بصلة.

ولفت آية الله الاراكي الى أن “التصرف بالاموال و الانفس موجود لدى جميع الانظمة والحكومات، وعليه فان التصرف بالاموال والانفس الذي يتحدثون عنه في الولاية لا يختلف عما هو موجود لدى بقية أنظمة الحكم؛ على سبيل المثال، إن الحكومات كلها تتمتع بحق استيفاء الضرائب من المواطنين، او محاولة تعبئة الناس للحرب و الدفاع عن الوطن.

وأضاف : نظام الحكم يعني تنظيم شؤون المجتمع بما يخدم مصالحه على اساس القوة. وبناء على ذلك فأينما وجد المجتمع فأن ثمة حاجة لنظام الحكم، والولاية تعني نظام الحكم، وهي لا تخص نظام الحكم الديني فحسب، وانما نظام الحكم والولاية موجودة لدى كافة المجتمعات.

وفي جانب آخر من محاضرته، أشار آية الله الأراكي الى مصطلح ولاية الفقيه المطلقة قائلاً : الولاية المطلقة تعني كافة شؤون المجتمع، بيد أن ذلك لا يعني الاستبداد والديكتاتورية، وإنما أن تكون ثمة قوة وسلطة في المجتمع بحيث تتمتع بكافة الصلاحيات اللازمة للحكم. ولهذا فإن الولاية المطلقة تعني وجود قوة واحدة في المجتمع لا تعدد مراكز القوى، لانه اذا ما وجدت أكثر من قوة في المجتمع فسوف تعم الفوضى ويسود الهرج و المرج ذلك المجتمع.

واستطرد سماحته بالقول : الولاية المطلقة تعني تمركز كافة صلاحيات الحكم بيد الحاكم، لأنه إن لم تكن جميع الصلاحيات بيد الحاكم، فأنها سوف تنتقل الى شخص آخر، وهذا يعني شيوع الفوضى في المجتمع.

وفي معرض شرحه لـ معنى ومفهوم الفقيه، اوضح الشيخ الاراكي قائلا ان “الفقيه أولاً، هو الشخص الذي على اطلاع كامل بأساليب الحكم و الفقه الحكومي ويعتبر مجتهداً في الفقه اللازم لنظام الحكم. وثانياً ، أن يكون عادلاً ، أي أن تكون ملكة العدالة قد ترسخت لديه على الصعيد العملي بنحو لن يصدر عنه ما يخالف ذلك . وبناء على ذلك فالذي يكون على احاطة بالعدل ومتمسكاً به، يعتبر فقيهاً عادلاً. وأن مثل هذه النظرية حتى و إن طرحتها مدرسة أخرى غير الاسلام ، تعتبر نظرية قيمة .

و خلص آية الله الأراكي للقول : إن الحكم لله، ويجب ان يكون الحاكم معيناً من قبل الله تعالى، ولا يحق لأحد الحكم بغير شرع الله. وفي ضوء الرؤية الاسلامية يحتكم الجميع الى القانون، ولا يوجد هناك شخص فوق القانون، حتى الرسول الاكرم (ص) يعتبر منفذاً للقانون الالهي ومسؤولاً عن ادارة شؤون الناس.

 

شاهد أيضاً

مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره

رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...