الرئيسية / من / الشعر والادب / قواعد التعبير العربي.. قواعد الكتابة – أساليب الكتابة

قواعد التعبير العربي.. قواعد الكتابة – أساليب الكتابة

الدرس الرابع: كيف نكتب؟ (3) أساليب الكتابة

 

أهداف الدرس

على المتعلّم مع نهاية هذا الدرس أن:

1- يعرف أسلوب الكتابة العلميّة والأدبيّة وخصائصهما.

2- يتمرّس على مهارة الكتابة وفق أسلوب علميّ أو أدبيّ.

3- يستفيد من هذه المهارة في مجال الكتابات العلميّة والأدبيّة.

تعريف الأسلوب

هو طريقة التفكير والتصوير والتعبير، واختيار الوسائل المؤدّية إلى تحقيق الغرض والمقصد.

وينظر هذا التعريف العامّ إلى الأسلوب بوصفه أفكاراً أو معاني مرتّبةً في العقل، قبل أن يكون ألفاظاً، أو رسوماً، أو ألحاناً موسيقيّة، فالأسلوب، وفق هذا، يتمثّل في جانبين اثنين: الجانب المعنويّ، والجانب الحسّيّ المادّيّ للفكرة والصورة، أي التعبير بالكلمة أو باللوحة، أو بالمنحوتة، أو بالقطعة الموسيقيّة.

ثمّ كثُر قَصْرُ الأسلوب على الجانب الحسّيّ المادّيّ، وشاع استخدامه في الكتب التعليميّة، بما يتمثّل في الألفاظ وطرائق تنسيقها في التعبيرين الشفهيّ والكتبيّ، فغدا الأسلوب وفق هذا التحديد الضيّق دراسة العنصر اللفظيّ في النصّ، أي دراسة الكلمات والجمل، وما يرتبط بهما -أحياناً- من صور بلاغيّة، منها: التشبيه، والاستعارة… وفي السياق التعليميّ نفسه، ذهب بعض النقّاد إلى جعل النصّ معنًى ومبنًى، فقارنوا بين المضمون والشكل، أو بين المعاني والأسلوب. وكان لديهم في هذه القسمة الثنائيّة مصطلحاتهم الخاصّة التي انعكست على الدارسين في الكتب التعليمية، فقالوا إنّ لكلّ نمط من الأفكار والمعاني لِباساً يوافقه، وإنّ لكلّ موضوع أسلوباً يُلائمه. وارتبط، بالتالي، تعدّد أنماط التعبير وتنوّع الأساليب بتعدّد أغراض التفكير.

وذهب بعض علماء الأسلوب إلى التمييز بين الأسلوب العلميّ والأسلوب الأدبيّ. ورأَوا أنّ الأوّل يتّسم بالمنطق والوضوح، والابتعاده عن التصوير البلاغيّ، وعدم اكتراثه بالمجازات والمحسّنات، أمّا الثاني(الأدبيّ)، فيمتاز بالخيال الرائع والتصوير الفنّي، وتلمّس أوجه

الشبه البديعة والبعيدة، بين الأشياء، وإلباس المعنويّ ثوب المحسوس، وإظهار المحسوس في صورة المعنويّ.

وذهب آخرون إلى التمييز بين أسلوب النثر وأسلوب الشعر، فالأوّل يتميّز بمطابقة الكلام فيه لمقتضى الحال، والمقصود بالحال هنا، إمّا الوصف أو السرد أو الشرح لفكرة مجرّدة، وأمّا الثاني فأهمّ ما يميّزه هو الاهتمام بالتصوير وموسيقى الإيقاع.

لكنّ هذه التقسيمات، على كثرتها، لا تؤدّي إلى بيان الفروق الدقيقة في الأساليب بين فنّ وآخر، أو بين غرض وآخر، أو بين موضوع وآخر، فالمقالة، مثلاً، فنّ نثريّ يستغرق عدداً كبيراً من الأشكال، فهناك المقالة العلميّة والأدبيّة والسياسيّة والاجتماعيّة والنقديّة والفنّيّة…، وبالتالي يتطلّب كلّ شكل من هذه الأشكال أسلوباً خاصّاً به، له طرائقه وميّزاته. وكذلك المسرحيّة، فهي فنّ من فنون التعبير الأدبيّ، وقد تجمع المسرحيّة الواحدة بين النثر والشعر، وبالتالي تتنوّع الأساليب وفق مقتضى المشهد واللغة والحركة.

المقارنة بين أسلوبي الكتابة، العلميّ والأدبيّ

أ- من جهة الكاتب:

عندما يعرض العالِمُ لموضوعٍ ما، فإنّه يتناول حقائق الواقع بموضوعيّة وتجرّد، دون إضافة مشاعره وتصوّراته، فيكون حياديّاً، ويعرض فقط المعطيات البحثيّة التي أمامه.

أمّا الأديبُ فيصدر كلامه معبّراً عن وجدانه، ومترجماً مشاعره وأحاسيسه. ويبقى أسيراً لما يختلج في داخله من حبّ أو كره، فرح أو حزن، قوّة أو ضعف…، وبالتالي لا يَأْبَه للواقع، ولا لحقائقه وقوانينه، إلا بالقدر الذي يراه منسجماً مع ذاته، فما يهمّه هو نفسه وحقائقها الوجدانيّة ودخائلها الشعوريّة.

فإذا تصدّى عالمٌ جغرافيٌّ لظاهرة الجَزْر والمدّ- مثلاً- وكتب تقريراً في رصد الظاهرة، ثمّ عاد ودرس الظاهرة في السنة التالية، وكتب تقريره ثانيةً، كان التقريران متطابقين من حيث المعطيات والفروض والنتائج، إلّا إذا تغيّرت جزئيّة ما في المعطيات الجغرافيّة، أو الافتراضيّة، أمّا الشاعر فإنّه لو أراد وصف الظاهرة نفسها، فإنّه سرعان ما يربِط ذلك بانفعالاته ومشاعره، وسرعان ما تتغيّر مضامين النصّ الأدبيّ وأسلوبه في وقت آخر، يكون

فيه الموقف الانفعالي قد تغيّر.

ولو أنّ عالمَين اثنين كتبا عن ظاهرة المدّ والجَزر لما وجدنا بينهما خلافاً ذا شأن، فالظاهرة في تقريريهما تخضع لتحليل الأسباب وكشف العلاقات، والخُلوص إلى نتيجة متماسكة مع المقدّمات والعرض التحليليّ.

ولو أنّ أديبين اثنين كتبا عن الظاهرة نفسها لوجدنا فرقاً شاسعاً في ما كتبا، وكأنّنا أمام حالتين، أو ظاهرتين، جرّاء إسقاط مشاعرهما على ما تراه العيون، وما يخفق له القلب.

 

ب- من جهة الموضوع:

يُعنى العالِمُ بموضوعات الواقع الإنسانيّ أو الكونيّ، فيُنَقِّب في هذا الواقع باحثاً عن قوانينه وأدلّته، وعن ماهيّته، وعن المؤثّرات والعوامل الفاعلة المؤدّية إلى نتائج حسيّة مادّيّة.

أمّا الكاتب الأدبيّ فمجاله علاقته بالواقع أو علاقة الإنسان بمحيطه، وهو إذ يبحث في هذه العلاقة لا يغيب عن بحثه وتجربته ذلك الإحساس بالواقع، والتأثّر به.

ويعتمد الكاتب العلميّ الأدلّة العقليّة التي يحكمها العقل والمنطق. وأمّا الكاتب الأدبيّ فيتوسّل- للوصول إلى التعبير عن تجربته الوجدانيّة- مجموعة أدلّة عاطفيّة، كثيراً ما ينعدم العقل والمنطق فيها.

وإذا كان الموضوع العلميّ قائماً على التماسك والتسلسل، فإنّ الموضوع الأدبيّ يقوم على تشابك الأبيات أو الفِقَر والصور بعلاقات قد تكون من نسج خيال الكاتب، وإنْ كانت من الناحية الفنّيّة مُقنِعَة وصادقة، بحيث تجعلنا نتابع الأديب في ما يقوله، حتى لو كان خرافيّاً.

وقد يتخيّل العالم قانوناً أو فرضاً، لكنّ هذا لا يكون مقصوداً لذاته، إنّما يقصد به تحقيق رأي علميّ، فإنْ لم يُسٍعِفْه بالنتيجة المرجوّة الصحيحة، لم يكن لخياله أيّ قيمة. وأمّا في موضوع الأدب، فالخيال ركن أساس في تأليف الأنموذج الأدبيّ، بحيث يبقى ببقاء أنموذجه، سواء أطابق الواقع الخارجيّ أم لم يطابقه.

ولعلّ كثرة التعليلات الخياليّة في الأنموذج الأدبيّ هي أهمّ ما يفرّق بين العمل العلميّ والعمل الأدبيّ.

ثمّ إنّ حقائق العلم ونظريّاته في معرض التجديد، وهي عرضة للتغيّر، أمّا حقائق الأدب

النفسيّة فأكثر ثبوتاً وخلوداً في الحياة الإنسانيّة، فشعر المتنبي-مثلاً- ما زال أدباً رائعاً يُحتَذى في حياتنا الثقافيّة، منذ القرن الرابع الهجريّ، وأمّا معاصروه من العلماء، فإنّ نظريّاتهم في الفلك أو الطبّ، لم تَعُدْ قادرة على الثبوت والاستمرار، من دون أيّ تغيير أو تعديل، في ظلّ تقدّم علوم الفلك أو الطبّ.

 

ج- من جهة التعبير اللغويّ:

يعكس التعبيرُ اللغويّ فكرَ الكاتب، وطبيعة تصوّره عن الأشياء، ونوع الموضوع المُثار، والطريقة المتّبعة في عرض الأفكار، والأدلّة المستخدمة من حيث قصورها أو اتّساعها.

فالجملة في النصّ العلميّ جزءٌ من بنيان متماسك، يتسلسل في الفقرة الواحدة، وتتماسك الفِقر، وتتدرّج بمنطقها، في النصّ الواحد. فالجملة، هنا، ليس لها استقلال، أو وجود متميّز، بل هي ترتبط بما يتقدّمها ويتأخّر عنها ارتباط الأسباب بالمسبّبات والعِلل الحتميّة بالمعلومات. ولهذا الارتباط المنطقيّ الشديد ظاهرة نحويّة واضحة، هي كثرة حروف العطف، التي تصل الجمل بعضها ببعضها الآخر، ولاسيّما: الواو، والفاء، وبل، ويستلزم الربط بين العرض والاستنتاج استخدام الأسلوب التفسيريّ، والمقارنة والربط لتقرير المعاني، أمّا الألفاظ فتكون دقيقة الدلالة، جليّة، بلا أدنى غموض، فهي في خدمة أسلوب تقريريّ يعتمد الواقعيّة في تأدية المعاني، بعيداً عن التصوير والتزيين في أساليب الكلام.

وأمّا الجملة في الأسلوب الأدبيّ فغايتها جمال الكلمة والصورة، إضافة إلى ما تحمله من معنى، وهي في ما تحمله من دلالة وجدانيّة ومشاعر وأحاسيس ناقلة للتجربة الذاتيّة، تصبح مفعمةً بالإيحاء والرمزيّة، وتنطلق إلى رحاب الدلالة، ما يجعلها أسيرة القصور والاتّساع في آن، فقصورها ناتج من غموض دلالتها عن دقائق العاطفة، وأمّا اتّساعها فلأنّ السامع حين يسمعها، توحي إليه بمعنى لا ينحصر.

ثمّ إنّ الكلمة الأدبيّة تحمل صفة متمّمة لصفتها الرمزيّة أو العاطفيّة، وهي المعنى الصوتيّ. ومن المعروف أنّ العالم لا يفكِّر في أصوات كلماته، إنّما يفكّر في معانيها العقليّة فحسب، فالكلمة، عنده، ليس لها أيّ وظيفة سوى أداء المعنى العلميّ أو المنطقيّ. وأمّا

في الأدب، فإنّها تؤدّي إلى جانب معناها النفسيّ العاطفيّ معنى صوتيّاً يتمّمه ولذلك يُعنى الأدباء بأساليبهم عناية لا يعرفها العلماء، فالأدباء لا يستخدمون أيّة ألفاظ، ولا أيّ كلام، بل ينتخبون ألفاظهم وكلامهم، ولكلّ أديب طريقته في الانتخاب، ومن ثمّ كان لكلّ أديب أسلوبه.

إنّ ما تقدّم من فروق لا يعني أبداً انقطاع الصلة بين العلم والأدب، أو بين العلم والفنّ، فإنّهما يسيران في مراحل متماسكة متلاحقة تُوصل إحداها إلى الأخرى. وإنّ المتتبّع تدرّج المعلومات الإنسانية يرى أنّها بدأت على صورة فنون عمليّة تجريبيّة، ثمّ تدرّجت في مراحل الرقيّ، ففكّر الإنسان فيها، وعُني بتفهّمها حتى وصلت إلى النظام العلميّ، ليعود الباحثون إلى وضع الأصول للفنون، ثمّ يحاولوا أن يضعوا لها قوانين تقرّبها من العلوم وتُخضعها لقواعدها.

وفوق هذا، نجد أنّ بعض العلوم الثقافيّة لها ناحيتا العلم والفنّ، فالتاريخ علم وفنّ، والتربية علم وفنّ. وكذلك كثير من النواحي الثقافيّة تُعالج بالطريقتين العمليّة والعلميّة.

وقد ننظر إلى الحقيقة الواحدة بمنظاري العلم والفنّ، فنرى مظاهر مختلفة في الحالين، ننظر إلى القمر-مثلاً- من الناحية العلميّة، فنبحث في أجزائه وتكوينه وموقعه من الشمس وباقي النجوم، ثمّ ننظر إليه من ناحية شعريّة، أو أدبيّة خالصة، فنرى ما فيه من جمال ومنظر رائع في هلاله وبدره، وما يتركه في الرائي من إيحاءات تبعث على التأمّل، وتملأ القلب والعين والروح إعجاباً وارتياحاً، فالنظرة الأولى هي نظرة العالِم، والثانية هي نظرة الأديب.

 

تطبيقات في اختلافات الأسلوبين العلميّ والأدبيّ

نورد في ما يأتي نصّين اثنين، يجمعهما موضوع واحد، هو “ضوء القمر“، وتتجلّى فيهما اختلاف النظرة والطريقة في التفكير والتصوير والتعبير، لكلّ من الكاتب العلميّ، والكاتب الأدبيّ:

 

أ- النصّ الأوّل (= العلميّ):

“القمر جسم مظلم كروي، تابع للأرض، يبعد 386952 كلم تقريباً عن الأرض، ويبلغ

قطْره 3400 كلم. تضيء أشعّة الشمس نصفه المقابل لها، ويتغيّر الجزء المستضيء من القمر من يومٍ لآخر في الحجم والشكل. وفي أوّل الشهر القمريِّ يتوسّط القمر بين الأرض والشمس، ونقول: إنّه في المُحاق، ولا يمكن حينئذٍ رؤية القمر، ثمّ يظهرُ لنا خطٌّ رفيع من النور، ويُدعى الهلال، ثمّ يأخذ الجزء المستضيء في الازدياد، حتى إذا مضت سبعة أيّام تحوّل شكله إلى نصف دائرة، ثمّ يأخذ في الازدياد عن نصف الدائرة، وفي اليوم الخامس عشر تتوسّط الأرض بين الشمس والقمر، فيظهر لنا القمر على شكل دائرة كاملة، ويُدعى البدر، ثمّ تتكرّر الأوجه السالفة، ولكن على عكس ما سبق. ويستغرق القمر في الدوران حول نفسه 3/1 27 من الأيام. وليس للقمر غلافٌ هوائيّ، وتختلف الحرارة فيه بين 215 و250 درجة فهرنهيت”.

 

ب. النصّ الثاني ( = الأدبيّ):

ضَوْءُ قَمَر

“نشرَ البدرُ على الأرضِ ظِلالاً

راجفاتٍ، وعلى البحيرةِ، آَلَا

تَخفقُ الأوراقُ في الدَّوجِ على

نَغَمٍ، في هَدْأةِ الليلِ، تَعَالَى

بُلْبُلٌ يَتَّمَهُ شَوْقٌ إلى

وَرْدَةٍ، في الرَوْضِ، تَجْفُوْهُ دَلَالَا

فالدَرَارِي مُصْغِياتٌ والرُّبَى

في خُشُوعٍ، تَرْتَدِي الصمتَ جَلَالَا

ويَدَاهَا في يَدَيَّ أَلْقَتْهُمَا

عَنْ ذُهُوْلٍ سَدَرَتْ فِيْهِ وَطَالَا

زَادَهَا البَدْرُ شُحُوْباً فاتِنَاً

رَوْعَةُ الرُوْحِ عَلِيْهَ تَتَلَالَا

صُورَةُ العَذْرَاءِ في بَحْرَانِهَا

لَوْنُهَا، مِنْ قِدَمِ الأَيَّامِ، حَالَا

أبعدت عَيْنَاكِ، يَا هِنْدُ، تُرَى

تَبْتِغِيْ عَيْنَاكِ بِالغَيْبِ اتّصَالَا

المُنَى، يَا هِنْدُ، نَجْوَى ملَك

يُلْبِسُ الأَوْهَامَ نِعمى وَجَمَالَا

غَمَرَ الكَوْنُ بِلَوْنٍ مُبْهَمٍ

شُبُهَاتُ الظَنِّ فِيْهِ تَتَوَالَى

وَجْهُكِ الشَاحِبُ مِرْآَةٌ، عَلَى

صَفْوِهَا، يَخْتَلِجُ الحُلْمُ خَيَالَا”


(يوسف غصوب، المجموعة الشعريّة الكاملة)

الأفكار الرئيسة

1- الأسلوب هو طريقة التفكير والتصوير والتعبير، واختيار الوسائل المؤدّية إلى تحقيق الغرض والمقصد.

2- يتناول العالِمُ موضوعاً ما ببيان حقائق الواقع بموضوعيّة وتجرّد، من دون إضافة مشاعره وتصوّراته، أمّا الأديبُ فيصدر كلامه معبّراً عن وجدانه، ومترجماً مشاعره وأحاسيسه.

3- يُعنى العالِمَ بموضوعات الواقع الإنسانيّ أو الكونيّ، أمّا الكاتب الأدبيّ فمجاله علاقته بالواقع أو علاقة الإنسان بمحيطه.

4- يعتمد الكاتب العلميّ الأدلّة العقليّة التي يحكمها العقل والمنطق، أمّا الكاتب الأدبيّ فيتوسّل مجموعة أدلّة عاطفيّة، كثيراً ما ينعدم العقل والمنطق فيها.

5- يقوم الموضوع العلميّ على التماسك والتسلسل، أمّا الموضوع الأدبيّ فيقوم على تشابك الأبيات أو الفِقَر والصور بعلاقات واهية.

6- لا يستغرق العالِم كثيراً في الخيال، أمّا الأديب، فالخيال بالنسبة إليه ركن أساس في تأليف الأنموذج الأدبيّ.

7- حقائق العلم ونظريّاته في معرض التجديد، وهي عرضة للتغيّر، أمّا حقائق الأدب النفسيّة فأكثر ثبوتاً وخلوداً في الحياة الإنسانيّة.

8- الجملة في النصّ العلميّ جزءٌ من بنيان متماسك، أمّا الجملة في الأسلوب الأدبيّ فغايتها جمال الكلمة والصورة.

 

فكّر وأجِب

1- عرّف الأسلوب، مبيّناً قسميه العلميّ والأدبيّ ووجوه الفرق بينهما؟

2- بيّن بنحو تطبيقيّ وجوهَ الاختلاف بين النصّين، العلميّ والأدبيّ في موضوع.

مطالعة

 

من توجيهات الإمام القائد الخامنئي دام ظله في مجال الكتابة (4)

 

الحرب فرصة للإبداع في الكتابة

لقد أضحت الحرب ساحةً لبروز الاستعدادات على هذا الصعيد. أنتم تعلمون، إنّ الشدائد هي من الأشياء الّتي تفتّح الاستعدادات الفنّيّة والأدبيّة في أيّ بلد، ومنها الحروب.

إنّ أجمل الروايات وأفضل الأفلام، وربّما أسمى القصائد الشعريّة قد أُنشدت وأُلقيت وأُلّفت وظهرت في الحروب ومن وحي الحروب، وهكذا كان الأمر في حربنا أيضاً.

 

الإبداع في الكتابة يكمن بمحاكاة الواقع ونقله للآخرين

قلت يوماً لأحد الكتّاب الجيّدين، اذهبْ إلى أحد المراكز الصحّيّة التابعة لمؤسّسة الجرحى، اذهبْ وارتدِ اللباس الأبيض كالممرّضين، واخدمْ في ذلك المركز الصحّيّ، وأنا أحصّل لك إذناً. اذهبْ وامكُثْ هناك لمدّة شهر، فرّغ وعاء الجريح، أطعمه بيدك، اجمع ملاءته، وتعرّف على معاناته ومشاكله، وتعرّف من هو الجريح. أنا وأنت لا نعرف من هو الجريح وماذا يعاني. إنّنا نرى جسد الجريح، لكن كيف لنا أن نعرف أحاسيسه! قلت، اذهب وتعرّف على الجريح بتلك النظرة الفنّيّة، ومن ثمّ ارجع واكتب رواية حول مشاعر الجريح وأحاسيسه، وخفّف بهذه القصّة آلامه وبلسم جراحه.

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...