الرئيسية / تقاريـــر / أنظمة العار تتسابق الى الجحيم – أبو تراب كرار العاملي

أنظمة العار تتسابق الى الجحيم – أبو تراب كرار العاملي

كيف تجري أنظمة الحكم في بعض الدول العربية؟ من يخالف نظام الحكم يُساق الى الإعدام وتُزهَق روحه؟ البارحة الشيخ “نمر النمر” في السعودية واليوم ثلاثة شبان في البحرين، وغداً الله أعلم من ستكون الضحية.
يتميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية بأن الله وهبه موهبة عظيمة تسمى “العقل”، وعلى أساسها يجب أن يكون المجتمع البشري مجتمعاً مركباً تركيباً منظماً، تحكمه قوانين عادلة، تسعى لإعطاء كل ذي حق حقه.
نعم، ليس من السهل أن يسود العدل في أرجاء دولة ما، وليس الموضوع بهذا اليسر، ولكن كما نقول بتعبيرنا اللبناني العامي “شي وْمِنّو”. فيمكن أن نرى بعض المخالفات التنظيمية والتشرذمات المسلكية في سياسة حكم عند نظام ما، ويمكن أن نسمع بين وقت وآخر ببعض الثغرات الفسدوية التي تفتك ببنيان دولة ما، فالنفس أمارة بالسوء، ميالة الى حب الدنيا وعبادة موادها الفانية، وإن تظاهرت بالعكس. ولكن أن تصل المسألة الى حد أن هتك الأرواح يصبح كشربة ماء – أو ألذ من ذلك – فهذا يعني أن هؤلاء المرتكبين لم يعودوا في مجتمع بشري، إنما أصبحوا يضاربون على شريعة الغاب وينافسونها في غرائزها الشهوية.

بعد أن طبع النظام الحاكم في السعودية على جبينه وسام العار، بعد الإقدام على ارتكاب جريمة بشعة نكراء تمثلت بإعدام الشيخ “نمر النمر”، وإذ بجاره – النظام الحاكم في البحرين – يمضي على نهجه النتن ومساره الطغيوي ويعدم بدوره ثلاثة إخوة بحرينيين، ليتوج نفسه نظاماً فاسداً وحاكماً رديئاً، ويظهر ما في جعبته من أساليب حكمٍ مشينة بحق شعب مظلوم مضطهد يطالب بحقوقه بطرق سلمية.

إِذاً، نحن أمام سلسلة من الإضطهادات الجاحفة بحق شعبَيْن مظلومَيْن في السعودية والبحرين: حبس الشيخ “نمر النمر” وإعدامه، حبس الشيخ “علي سلمان”، الكلام في سحب جنسية الشيخ “عيسى قاسم”، إعدام الإخوة البحرينيين، وغيرها من أعمال القمع التهوري البعيد كل البعد عن المجتمع الإنساني الحضاري، الذي يحترم الرأي الآخر المخالف لرأيه.

فماذا يحصل يا ترى للنظامَيْن في السعودية والبحرين، هل يتسابقان لمحاولة الوصول قبل الآخر الى مزبلة التاريخ، أم يتصارعان مع بعضهما البعض لانتزاع لقب أظلم نظام حاكم، أم يبحثان عن زواريب استبدادية ليزينوا تيجانهما الملكية بزخرفات تهبط بهما الى وادي الأذلاء، أم يعتقدان أنهما بمحاولاتهما – المخسوئة – سيسكتان كلمة الحق ويردمانها من خلال قهر أهلها وتصفيتهم، أم يشدان الرحال لسرعة الوصول الى قعر الجحيم الذي سيسلخ جلودهما عن عظامهما ويشوي وَجهَيْهِما لتفح منهما رائحة نتنة وتتشكل منها سحابة تمطر عليهما صواعق تجرفهما الى الهاوية المهلكة التي اختاراها بأفعالهما المعيبة وخياراتهما الكارثية؟

رحم الله الشهداء الإخوة في البحرين، شهداء كلمة الحق والوقوف بوجه الظالمين، ونسأل الله أن يجعل دماءهم الزكية مشعالاً لكل مظلوم ينتفض بوجه الظلم، وأن يجعلها بداية العد العكسي لزوال حكم الطغاة وتحرر الشعب البحريني الشقيق. فتحية الى هذا الشعب الحبيب والمقاوم والصامد، تحية الى أهالي الشهداء، والويل لهذا النظام الذي لا بد له من يوم يندم فيه على أفعاله الخسيسة: إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا.
“ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون” .

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...