الرئيسية / كلامكم نور / جامع السعادات – ان في السماء ملائكة موكلين بالعباد

جامع السعادات – ان في السماء ملائكة موكلين بالعباد

ذم الكبر

الكبر آفة عظيمة وغائبته هائلة، وبه هلك خواص الانام فضلا عن غيرهم من العوام، وهو الحجاب الاعظم للوصول إلى أخلاق المؤمنين، إذ فيه عز يمنع عن التواضع، وكظم الغيظ، وقبول النصح، والدوام على الصدق، وترك الغضب والحقد والحسد والغيبة والازراء بالناس، وغير ذلك. فما من خلق مذموم إلا صاحب الكبر مضطر اليه، ليحفظ به عزه، وما من خلق محمود إلا وهو عاجز عنه. خوفاً من فوات عزه. ولذا ورد في ذمه ما ورد من الآيات والاخبار، قال الله سبحانه:
” وكذلك يطبع الله على كل قلبٍ متكبر جبار “[5].

وقال: ” سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون “[6]. وقال: ” والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم… إلى قوله: وكنتم عن آياته تستكبرون “[7]. وقال: ” ادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين “[8]. وقال: ” فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرةٌ وهم مستكبرون “[9]. وقال: ” إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين”[10]. وقال: ” إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه “[11].

وقال رسول الله (ص): “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر “[12]، وقال: ” من تعظم في نفسه واختال في مشيته، لقي الله وهو عليه غضبان “. وقال (ص): ” لا ينظر الله إلى رجل يجر ازاره بطراً “. وقال (ص): ” قال الله. الكبرياء ردائي والعظمة ازارى، فمن نازعني في واحد منهما ألقيته في جهنم “. وقال (ص): ” لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب في الجبارين، فيصيبه ما أصابهم من العذاب “.

وقال (ص): ” يخرج من النار عنق له اذنان تسمعان وعينان تبصران ولسان ينطق، يقول وكلت بثلاثة: بكل جبار عنيد، وبكل من دعا مع الله إلهاً آخر، وبالمصورين “. وقال (ص): ” لا يدخل الجنة جبار، ولا بخيل، ولا سيء الملكة “. وقال (ص): ” ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك جبار، ومقل مختال “. وقال (ص): ” بئس العبد عبد تجبر واعتدى ونسى الجبار الاعلى، بئس العبد عبد تبختر واختال ونسى الكبير المتعال، وبئس العبد عبد غفل وسها ونسى المقابر والبلى، بئس العبد عبد عتا وبغى ونسى المبدأ والمنتهى “. وقال (ص): “ألا اخبركم بأهل النار: كل عتل جواظ جعظرى متكبر “[13].

وقال (ص): ” ان أبغضكم الينا وابعدكم منا في الاخرة الثرثارون المتشدقون المتفيهقون ” أي المتكبرون. وقال (ص): ” يحشر المتكبرون يوم القيامة في مثل صور الذر، تطأهم الناس ذراً في مثل صور الرجال، يعلوهم كل شيء من الصغار، ثم يساقون إلى سجن في جهنم يقال له (يولس)، تعلوهم نار شر أنيار[14]، يسقون من طينة الخبال وعصارة أهل النار “. وقال (ص): ” يحشر الجبارون والمتكبرون يوم القيامة في صور الذر تطأهم الناس لهوانهم على الله تعالى “، وقال: ” ان في جهنم وادياً يقال له (هبهب)، حق على الله ان يسكنه كل جبار “، وقال: ” ان في النار قصراً يجعل فيه المتكبرون ويطبق عليهم “، وقال: ” إذا مشت امتى المطيطاء وخدمتهم (فارس) و(الروم) سلط الله بعضهم على بعض “، والمطيطاء: مشية فيها اختيال. وقال عيسى بن مريم: ” كما ان الزرع ينبت في السهل ولا ينبت على الصفاء، كذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع ولا تعمر في قلب المتكبر، ألا ترون انه من يتشمخ برأسه إلى السقف شجه، ومن يطأطىء أظله وأكنه “.

ولما حضرت نوحا الوفاة، دعا ابنيه فقال: ” إني آمركما باثنتين وأنهاكما عن اثنتين: أنهاكما عن الشرك والكبر وآمركما بلا إله إلا الله وسبحان الله وبحمده”. وقال سليمان بن داود يوماً للطير والجن والانس والبهائم: ” اخرجوا، فخرجوا في مائتي الف من الانس ومائتى الف من الجن، فرفع حتى سمع زجل الملائكة بالتسبيح في السماوات، ثم خفض حتى مست اقدامه البحر، فسمع صوتاً يقول: لو كان في قلب صاحبكم مثقال ذرة من كبر لخسفت به أبعد مما رفعته.
وقال الباقر (ع): ” الكبر رداء الله، والمتكبر ينازع الله رداءه “.

وقال: ” العز رداء الله والكبر ازاره، فمن تناول شيئاً منه أكبه الله في جهنم ” وقال الصادق (ع): ” إن في جهنم لوادياً للمتكبرين يقال له (سقر) شكى إلى الله شدة حره وسأله ان يأذن له ان يتنفس، فتنفس فاحرق جهنم “. وقال (ع): ” ان المتكبرين يجعلون في صور الذر، يتوطأهم الناس حتى يفرغ الله من الحساب “.

وقال (ع): ” مامن رجل تكبر أو تجبر إلا لذلة وجدها في نفسه “، وقال (ع): ” ان في السماء ملائكة موكلين بالعباد، فمن تواضع رفعاه، ومن تكبر وضعاه “. وقال (ع): ” الجبار الملعون من غمض الناس وجهل الحق “، قال الراوي: اما الحق فلا أجهله، والغمض لا أدري ماهو قال: ” من حقر الناس وتجبر عليهم فذلك الجبار “.

وقال (ع): ” ما من عبد إلا وفي رأسه حكمة وملك يمسكها، فإذا تكبر قال له: اتضع وضعك الله، فلا يزال أعظم الناس في نفسه وأصغر الناس في أعين الناس، وإذا تواضع رفعها الله ـ عز وجل ـ ثم قال له: انتعش نعشك الله، فلا يزال اصغر الناس في نفسه وارفع الناس في أعين الناس “.

شاهد أيضاً

في رحاب الولي الخامنئي – الإمام علي عليه السلام 04 \ 17

الفصل الرابع:   الحكم عند أمير المؤمنين عليه السلام مزايا الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ...