الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / 164 الشهيد أحمد ‌عبدالوهاب الساعدي – أبو‌ حكمت الساعدي

164 الشهيد أحمد ‌عبدالوهاب الساعدي – أبو‌ حكمت الساعدي

ولد عام 1960م في مدينة الصدر في العاصمة بغداد، في أسرة مؤمنة ربت أبناءها على الايمان والصلاح، وأشبعتهم الحب والحنان والرفض لحزب البعث وأفكاره اللقيطة.
اتجه لدراسة علوم أهل البيت، فكانت مدينة النجف الأشرف محط رحاله، حيث تتلمذ على يدي فضلائها، واتخذ من مدرسة اليزدي الصغرى سكنا له. كان طالبا مجدا في الدرس والمباحثة، يغتنم فرصة وجوده في تلك المدينة للتزود من تلك العلوم، فكان يتردد على بيت المرجع الشهيد محمدباقر الصدر، ليتزود من العلم والمعرفة ويستلهم معاني التحدي والصمود.

عن تلك الأيام يقول السيد غني شهيد علي الموسوي( ) «تعرفت عليه في مدينة النجف الأشرف خلال إحدى العطل الصيفية، التي كنا نقضيها هناك لدراسة مقدمات الحوزة، فسكنت معه في غرفته، وكان بجوارنا شيخ صباح وشيخ سهل وشيخ علي البدر( )، الذين استشهدوا في سجون الطاغية صدام… لقد كان شديد الانكباب على الدرس، ويهتم به كثيرا بل يعتبره مقدسا فقد كان مواظبا على حضوره ومهتما أشد الاهتمام بالمطالعة والمذاكرة .
كان له نشاط في توعية الشباب، وكانت له وإخوته غضبان وعلي وعبد الكريم علاقات مع المؤمنين الرساليين، لهذا أصبحوا عرضة لانتقام حزب البعث الدموي، فألقي القبض على إخوته الثلاثة وسجنوا وعذبوا ثم أعدموا، أما أحمد فبعد مضايقات جلاوزة صدام وملاحقتهم، قرر الهجرة عن طريق هور الحويزة فكانت رحلة محفوفة بالمخاطر، كاد يلقى القبض عليه، لولا أن أنجاه الله من أيديهم، وعن ذلك تتحدث زوجته أم حكمت، نقلًا عنه فتقول:
كان طالبا في حوزة النجف، وكان يتردد بينها وبين محل سكنه في حي جميلة في بغداد. في الأشهر الأولى لعام 1980 أصبح متخفيا وحذرا في تحركه لأن عيون أزلام حزب البعث بدأت تلاحقه، وبعد اعتقال الشهيد محمد باقر الصدر واشتداد الحملة الشرسة على المؤمنين، لم يكن أمامه إلا اتخاذ قرار الهجرة إلى أرض الله الواسعة، لهذا ذهب إلى مدينة العمارة، وإستقل سيارة أحد معارفه إلى أطراف الأهوار، لكن إحدى دوريات الأمن كانت تلاحقهما، فقال له سائق السيارة إنزل وانجو بنفسك، فترجل وهرول مسرعا باتجاه الأهوار، لكنهم ألقوا القبض على سائق السيارة وسجن وعذب ثم أعدم.
وصل الشيخ أحمد إلى الجمهورية الإسلامية بواسطة أبناء القرى الساكنة في الجانب العراقي لهور الحويزة، ثم انتقل إلى مدينة قم المقدسة لمواصلة دراسته في حوزتها العلمية. وعن أيام دراسته هناك يقول السيد غني الموسوي الذي هاجر بعده « إزدادت علاقتي به واستمر في دراسته الحوزوية وكان طلب العلم من الركائز الأساسية في حياته، ولكنه كان يتحرى وينتقي الأساتذة الأتقياء الورعين وينتقي الأصدقاء الذين يتباحث معهم… كان يتقرب من رجال العلم الصالحين الورعين ليتزود من نفحاتهم الروحية، وكان كثيرا ما يتردد على مجالسهم ويستمع لنصائحهم… كان ورعا لايقبل ذكر الآخرين بسوء ولا يسمح بذلك، وكان شديد الاهتمام بالشعائر الحسينية، وكان من المشاركين في زيارة أبي‌عبد الله الحسين عليه السلام وفي ما يعرف بركضة طويريج، ولم يكن يبالي بمخاطر ذلك في ظل حزب البعث وإجرامه، بل كان يتمنى الشهادة في سبيل الله وذلك ما سمعته منه مرارا.
وعن إيمانه وأخلاقه، تقول زوجته أم حكمت « عشت معه ستة سنوات، لم أسمع منه كلمة كذب، وكان ذا أخلاق عالية، وشديد الخوف من الله سبحانه وتعالى، وكان لا يترك صلاة الليل، ودائم الذكر للمظلومين في العراق. سافر مع مجموعة من أصدقائه لزيارة الإمام الرضا عليه السلام، وبعد الزيارة، سافرت المجموعة لشمال إيران للترفيه، لكنه رفض أن يرافقهم، وعندما سألت عن سبب ذلك، قال كيف لي أن أقضي وقتا ممتعا في غابات الشمال وإخواني المؤمنين في سجون صدام. كان يعمل في البناء لتأمين العيش الكريم لنا، وعلى الرغم من حالته المادية الضعيفة، كان يدع المجاهدين لتناول الطعام في بيتنا… نعم كان يدرس ويعمل ويجاهد ويبني علاقات سليمة مع الآخرين وكان يعين الفقراء من أصدقائه.
التحق بصفوف قوات بدر مبلّغًا ومقاتلًا بتاريخ 15/4/1985م، وبعد أشهر عاد إلى الدرس، وقبل عمليات حاج عمران في شمال العراق، التحق بالمجاهدين ثانية، وأصر على أن يكون ضمن مجاميع الصولة( )، حيث أبلى بلاءًا حسنًا واستشهد بتاريخ 01/09/1986م إثر إصابته بشظايا في رأسه وباقي جسده الشريف.
كان رحمه‌الله مثالا للمبلغ الرسالي الواعي بتواضعه وأخلاقه الحميدة، ومصداقًا للآية الشريفة ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللهَ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا﴾( ).
شيّع في قم المقدسة ودفن في مقبرة الشهداء( ) فيها، ليكون قدوة حسنة لطلاب العلوم الدينية في الإيثار والتضحية من أجل المبادئ الحقة.
ترك الشيخ أحمد ولدين، ينقل ولده محمد علي ما أوصى به والده فيقول ” كلما أحسست بالابتعاد عن الطريق المستقيم، تذكرت وصية والدي بالاستقامة على طريق الإمام الخميني والشهيد محمد باقر الصدر…
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًّا

 

أضغط على هذا الرابط للاشتراك ..https://t.me/wilayahinfo

شاهد أيضاً

اليوم النوعي للمقاومة الإسلامية.. إما يذعن العدو الآن أو الآتي اعظم

عبد الحسين شبيب حتى تاريخه؛ يمكن القول إن الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 ...