ذابوا في الله تعالى فنسوا ما دونه وانتهجوا درب الحسينعليهالسلام لأنهم علموا أنه أقصر الطرق وأسرعها للوصول إلى رضا الربّ الغفور، وساروا خلف قيادة الإمام الخميني الرشيدة باعتبارها صمام الأمان لمسيرتهم التضحوية، لايكلّون ولا يملّون، وعلى الله يتوكلون، والشاب حيدر هو أحد مصاديق هؤلاء الحسينيين الفدائيين.
ولد عام 1967م في كربلاء المقدسة وتربى في أحضان أسرة حسينية غذته روح التضحية، والفداء على طريق الحسينعليهالسلام.
فتح عينيه على مرقدي الإمام الحسين وأخيه أبيالفضل عليهماالسلام، فواظب على زيارتهما مستلهما منها ما يرسّخ روح الشجاعة والإيثار من أجل القيم وفي سبيل الله سبحانه.
أمثال هكذا أسر مؤمنة تكون هدفًا لبطش الملحدين، والمنافقين من أتباع عفلق الصليبي الحاقد على الإسلام وأهله، فقام جلاوزة صدام باقتحام منزلهم بطريقة وحشية، بعد أن انتشروا على أطراف المنزل، مرعبين النساء والأطفال لالشيء إلا لأنهم إنتهجوا خط الحسين عليهالسلام رافضين أفكار حزب البعث، لذا تم تهجيرهم وإخراجهم من وطنهم ظلمًا وعدوانًا في الأشهر الأولى لعام 1980م.
التحق بصفوف قوات بدر بتاريخ 26/06/1986م ضمن الدورة الواحدة والعشرين في معسكر الشهيد الصدر.
عرف بين أصدقائه وإخوته المجاهدين، بإخلاصه وتدينه، ووعيه الإسلامي، وثقافته الجيّدة، رغم أنه لم يكمل الابتدائية.
بعد انتهاء الدورة التدريبية انضم إلى الفوج الثالث من أفواج المجاهدين، ولم تمض أسابيع على وجوده في الفوج حتى نال وسام الشهادة بتاريخ 01/09/1986م في أول عمليات اشترك فيها لتحرير قمم گردكوه وگردمند في حاج عمران بعدما أبلى بلاءًا حسنًا متأثرًا بشظية قذيفة مدفع، استقرت في رأسه الشريف.
شيع جثمانه الطاهر ودفن في مقبرة الشهداء في أصفهان.
من وصيته رحمهالله:
والدي العزيز: يا حبيب القلب، يا مصدر الإيثار والتضحية في سبيل إسلامه ودينهِ؛ يا والدي إنّ الإسلام يمر بمرحلة خطيرة قد تكالبت عليه الأعداء والاستكبار العالمي من كل مكان، فيجب علينا الدفاع عن مقدساتنا وحرماتنا.
والدتي العزيزة: إذا سمعت باستشهادي فلا تحزني لأن حزنك سوف يحزنني، ويحزن قلبي وأسأل الله تعالى أن يعطيك ووالدي العزيز الصبر والسلوان.
فحشرك الله ياأباكرار مع الشهداء والصديقين، وحسن أولئك رفيقًا