الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / 203 الشهيد عبدالكريم هادي فاضل الزبيدي _ أبو أسراء الهادي

203 الشهيد عبدالكريم هادي فاضل الزبيدي _ أبو أسراء الهادي

ولد في مدينة بغداد عام 1959م ونشأ وسط أسرة مؤمنة ربته تربية إسلامية.
أكمل المراحل الأولى من دراسته ثم قبل في الجامعة التكنولوجية، قسم هندسة الإنتاج والمعادن، وكان خلال دراسته في الجامعة قدوة لزملائه وهاديًا لمن ضل منهم، فقد امتاز بنشاطه الإسلامي الواسع، لهذا كان عرضة لأفراد ما كان يسمى بالاتحاد الوطني الذين عجزوا أن يقفوا بوجهه خلال النقاش والحوار، فراحوا يكيدون به ويرفعون التقارير إلى دوائر الأمن…
لما كان في المرحلة الثالثة أحس بالخطر فترك دراسته عام 1981م، وبقي متخفيًّا إلى ان سنحت له فرصة الهجرة للجمهورية الإسلامية وبعد رحلة طويلة وشاقة من مدينة أربيل ثم السليمانية إلى ان وصل إلى هدفه في 01/10/1984م.
نقل من الحدود الإيرانية إلى مخيم اللاجئين في مدينة كرج غربي العاصمة طهران وبعد مدة قضاها هناك، قرر الالتحاق بأخوته المجاهدين في قوات بدر بتاريخ 26/03/1985م؛ وبعد إنهاء دورة تدريبية، التحق بفوج الشهيد الصدر الذي اشترك في عمليتي القدس وعاشوراء اللتين نفذهما مجاهدو قوات بدر للسيطرة على بحيرة أم النعاج والممرات المائية والمناطق المحيطة بها وكان له دور فعال فيها.
بتاريخ 01/09/1986م، اشترك مع فوج الشهيد الصدر في القاطع الشمالي فخاض مع أخوته المجاهدين ملحمة حاج عمران على مرتفعات گردمند وگردكوه وهناك أبدى شجاعة فائقة ذكّرت المجاهدين بأبطال كربلاء من أنصار الإمام الحسين عليه‌السلام، وهناك سقط جريحًا بعد ان أصيب في أماكن مختلفة من جسمه نقل على أثرها إلى مستشفى الإمام الرضا في مدينة مشهد المقدسة وبقي هناك سبعة أشهر يتلقى العلاج وكان صابرًا محتسبًا لما أصابه من جراح في سبيل الله والمستضعفين من أبناء وطنه الذين تركهم يرزحون تحت وطأة نظام القتل والجريمة نظام البعث الفاسد فقد كان مصداقًا للآية الكريمة: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (الأحزاب:23).
شفي فعاد مرة أخرى إلى ميادين الجهاد ليواصل الطريق ويشارك أخوته المجاهدين الذين عاهدهم ان لايترك طريق العزة والكرامة حتى النصر أو الشهادة.
لقد اختار الله له الشهادة في عمليات تحرير مدينة حلبچة حيث سقط مضرّجًا بدمه الطاهر في 15/03/1988م، فحلقت روحه من هناك ورجعت إلى ربها راضية مرضية لتكون في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
شيع ودفن في مقبرة الشهداء في مدينة قم المقدسة( ).
من وصيته رحمه‌الله:
وفاءًا للعهد الذي قطعناه لله…
وفاءًا لدم شهيدنا الغالي محمد باقر الصدر المظلوم…
وفاءًا لدماء الشهداء التي صبغت أرض الإسلام الطاهرة…
قررت الالتحاق بركب المجاهدين في سبيل الله، والانتقام من أعداء الأمة الظالمين والانتصار للإسلام العزيز… لقد كان واجبا حتميّا عليّ أن أبذل ما في وسعي كما أوصانا شهيدنا المذبوح محمد باقر الصدر من أجل نصرة الإسلام الحبيب، ولا أرى في وسعي شيئا أكبر من بذل وجودي وإحراق كياني وفناء ذاتي وتقديم نفسي هدية وقربانًا لله تعالى لألتحق بمواكب الشهداء السعداء وأكون ضمن تلك النخبة الخيرة الذين اصطفاهم الله أولياء لنفسه وارتضاهم أحباء له في السابقين السابقين الذين بشرهم بالجنان وهي تفتح أبوابها مستقبلة إياهم وتقدمهم على طريق أبي‌الأحرار وسيد الشهداء الإمام الحسين عليه‌السلام.
أخوتي وأحبتي، لقد جاء الإسلام غريبًا وعاش غريبًا ويعود اليوم غريبًا فطوبى للغرباء، فلن ترحل هذه الغربة ولن تتجلى الهموم عن صدور المسلمين ولن تنقشع سحب الظلام عن سماء بلادنا الإسلامية إلا بالتضحيات والدماء، لقد عاشت أمتنا الإسلامية كل ألوان المرارات، وذاقت طعم كل أنواع الآلام ولا يتسنى لها النجاة إلا بالجهاد الحقيقي والمصداق الصحيح للجهاد هو التضحية وبذل النفس، فالمجاهد لايكون مجاهدًا ما لم يضح، يضحي لله لالأجل الرياء والسمعة، بل بالإخلاص الحقيقي لله وحده.
إن معالم النصر وعلامات النجاح ودلائل الخلاص تظهر بتضحيات المخلصين ودماء الشهداء أولئك شموع المحافل البشرية، وستبقى أمتنا تسبح في بحر الدماء حتى تصل إلى ساحل الإسلام… إلى الإسلام.
أعزائي وأحبائي أوصيكم جميعًا بما يلي:
1. أوصي جميع أبناء أمتنا الإسلامية والمسلمين بالالتزام بكلمة الإخلاص وهي الإسلام كلمة واحدة، وجهاد واحد هو مواجهة الطواغيت والعمل ضدهم وعلى كافة الجبهات…
2. عليكم يا أعزائي بمزيد من التضحيات وبذل النفوس فإنها طريق النجاة الوحيد لأمتنا، فقد انتهى عصر الأقوال وجاء عصر الأعمال ووحدة الأفعال ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، والتضحية أول دلائل هذا التغيير، فهيّا أسرعوا فإن الإمام المهدي في انتظاركم — ولستم أنتم في انتظاره — فاستعدوا وعجّلوا ببناء الجيش العقائدي الواحد المخلص والمضحي.
3. إياكم… إياكم والغرور فإن ظاهره جميل كالورد، لكنه قصير العمر، إياكم… إياكم والرياء والعمل للذات، تجاوزوا ذاتكم وكونوا موضوعيين في قصدكم مخلصين لله في أعمالكم.
4. أوصي جميع أخواتي المؤمنات بالالتزام بالإسلام الثوري الحقيقي وبالعفة الظاهرية والقلبية لأن عفة القلب تعني الإخلاص لله والقرب منه تعالى وعليهن أداء دورهن الحقيقي بالتوعية والإرشاد، ليصبحن مجاهدات من وراء الستار ويعملن كالجندي المجهول يدفعن برجالهن وأبنائهن وإخوانهن وآبائهن إلى الجهاد في سبيل الله، ويسلكن درب الزهراء عليه‌السلام وزينب بطلة كربلاء ودرب شهيدة العصر بنت الهدى( ) (رضوان الله تعالى عليها).
وفي الختام أسأل الله تعالى النصر للإسلام العزيز وأذكركم بكلمة شهيدنا الغالي الصدر حيث يقول «إن يقظة هذه الأمة تحتاج إلى دم كدم الحسين عليه‌السلام وبما إننا لانملك مثل هذا الدم فيجب أن نقدم مجموعة من الدماء.
رب لاتذر على الأرض من الكافرين ديارًا،
إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرًا كفارًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جندي الإسلام الصغير أبوإسراء الهادي
سلام عليك أباإسراء يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيًّا

203 203-1

الشهيد أبو اسراء الهادي الثاني على اليمين

 

https://t.me/wilayahinfo

0

شاهد أيضاً

قصيدةُ [ ضَرَبَتْ إِيرانُ صُهْيُونَ اللَّعِينْ ]

قصيدةُ [ ضَرَبَتْ إِيرانُ صُهْيُونَ اللَّعِينْ ] إقرأ المزيد .. الإمام الخامنئي: القضية الأساسية في ...