اعلن قائد شرطة الانبار اللواء هادي رزيج، عودة الهدوء والاستقرار الكامل لأغلب اقضية ونواحي المحافظة، مبينا ان المواطنين وبالتعاون مع القوات الأمنية، تمكنوا من تفويت الفرصة على عصابات “داعش” الارهابية لخلق حالة من الفوضى والارباك وافتعال الازمات المجتمعية بعد اكتمال تحرير مناطق المحافظة وطرد الارهاب منها. مشاكل سياسية اللواء رزيج وصف، في تصريح لـ”الصباح”، “واقع الاهالي في المحافظة قبل احتلالها من قبل عصابات “داعش” الارهابية بأنه “جيد اجتماعيا واقتصاديا في ظل حياة طبيعية، لكن حراكا سياسياً مغرضاً اقلقها، بمشاكل افتعلها سياسيون من أجل مصالحهم الشخصية، ارتدت سلبا على المجتمع، لأنهم اتخذوا المواطنين أدوات لمنفعة ذاتية، على حساب المصلحة العامة”، مشيرا الى ان “عصابات “داعش” الارهابية اغتصبت البشر والأرض اضطهادا لعقولهم ووطنيتهم، وترك وراءه، بعد طردهم من تلك المناطق، خرابا متعمدا.. شمل الممتلكات الشخصية والعامة على حد سواء، فتعطلت الحياة وتهجرت العائلات الى مخيمات لم تكن معتادة عليها، ما سبب لهم عناءً كبيرا؛ تسبب بتحولات حادة، في المنظومة القيمية”. واضاف انه “وبعد ان عادت العائلات الى مناطقهما المحررة، لم تجد الا بيوتاً مهدمة وأملاكا مستباحة من قبل الارهابيين، وحياة فقر وعوز، كما برزت حالات الثأر، لا سيما ان اغلب من تعذبوا بارهاب العصابات التكفيرية كانوا يعرفون بعض اولئك العناصر وافعالهم إلاجرامية بحق أقربائهم، لكن بالروح الوطنية للمواطنين، وبمساعدة القوات الامنية، تمت السيطرة على الاوضاع ، وسارت الأمور وفق التكييف القانوني الذي يعطي كل ذي حق حقه، وعادت الحياة لتدب من جديد في تلك المناطق”.
التغلب على الآثار وبشأن الاستعانة بخبراء اجتماعيين ونفسيين للتعامل مع الواقع الاجتماعي الجديد للمواطن، أكد اللواء بانه بحاجة “لجهود دينية واجتماعية من علماء الدين والنفس والاجتماع، لنشر الوعي الجديد وتفتيت العقد التي سببها “داعش” للأطفال واليافعين والشباب، وتجاوز العقبات التي خلقها الإرهاب أمام خطط التنمية، وإزاحة التبعات المترسبة في النفس البشرية، جراء ما عاشه المجتمع الأنباري من بشاعة اقترفها العدو بحقه”. واضاف ان “الحكومة عملت بعد تحرير المحافظة من دنس “داعش” على توفير فرص عمل وتعويض المتضررين، ومساعدتهم في اهم الجوانب، ومنها تدعيم روح التسامح، بغية طي صفحة الماضي، وتفعيل دور القانون والمحاكم الجزائية بقوة؛ كي لا تتحول المدن الى شريعة غاب، بتبادل الثارات الجاهلية، خصوصا ان الجميع ادرك فخ الخدعة التي لوح بها بعض السياسيين المغرضين، لخلق حالة من الارباك والفوضى وقلب الاوراق في المحافظة” .
تحديات أمنية وبشأن أبرز التحديات التي واجهتها القوى الأمنية، اوضح مدير شرطة المحافظة ان ” ابرز تلك التحديات تكمن في كيفية مقاتلة الداعشي وهو مستتر بمواطن عراقي مدني، لكننا أنجزنا المهمة وحررنا الأرض من دون خسائر كبيرة، إذ تحاشى مقاتلونا أن ينجروا الى ما أرادهم “داعش” اي استهداف المواطنين”. ولخص صورة المجتمع المحلي في الأنبار، بالقول:”المواطنون الانباريون الان ما زالوا متكاتفين، وتشدهم الولاءات التراتبية المتأصلة للدين والوطن والعشيرة، أقوياء يصنعون الأمل من قسوة الظروف ويبتكرون حلولا ترتقي بواقعهم المر، ويعمرون بيوتهم ومدنهم، ساعين للنهوض بالمستوى الإجتماعي العام، ومتعاونين مع خطط الحكومتين المركزية والمحلية ومنظمات المجتمع المدني والدولي لإعادة الإعمار النفسي والمادي والعمراني”. وبين اللواء ان ” تطهير المناطق من رجس “داعش” لم يأتِ من دون خسائر، إذ قدمت الأنبار 1486 شهيداً و1100 جريحٍ وهدمت البنى التحتية لشرطة الأنبار وفقدت آليات وأثاث ومعدات ما زالت تعيق كفاءة أداء العمل”.
https://t.me/wilayahin