الرئيسية / من / طرائف الحكم / 18 إلى وَلَدِيْ – شرح وصيّة العلامة الحلي رحمه الله

18 إلى وَلَدِيْ – شرح وصيّة العلامة الحلي رحمه الله

(ومجالسة العالم عبادة) وقال  عليه السلام: “من زار عالماً فكأنّما زارني، ومن صافح عالماً فكأنّما صافحني، ومن جالس عالماً فكأنّما جالسني، ومن جالسني في الدنيا أجلسه الله معي يوم القيامة في الجنّة”97. وفي وصيّة أمير المؤمنين  عليه السلام  لابنه الحسن  عليه السلام: “يا بنيّ جالس العلماء، فإنّك إن أصبت حمدوك، وإن جهلت علّموك، وإن أخطأت لم يعنّفوك، ولا تجالس السفهاء فإنّهم خلاف ذلك”98. وفي وصايا لقمان: جالس العلماء، وزاحمهم بركبتيك، فإنّ الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل السماء99.

97-ابن مراق، تنزيه الشريعة: ج 1، ص 272.

98-لم نعثر على مأخذه.

99-النيسابوري، روضة الواعظين: ص 11.

(وعليك بكثرة الاجتهاد في ازدياد العلم والتفقّه في الدين) فما ازداد الإنسان علماً إلا ازداد شرفاً وكرماً، فإنّ الله تعالى قال لنبيّه  صلى الله عليه واله وسلم: ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا100. وعنه  صلى الله عليه واله وسلم: “أفضلكم أفضلكم معرفة”101. وعنه  صلى الله عليه واله وسلم: “منهومان لا يشبعان: طالب علم، وطالب دنيا”102.

 

(فإنّ أمير المؤمنين  عليه السلام  قال لولده) الحسن  عليه السلام: (و) تفقّه في الدين103 ، ولمحمّد بن الحنفية (تفقّه في الدين، فإنّ الفقهاء ورثة الأنبياء104  وإنّ طالب العلم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتّى الطير في جوّ السماء، والحوت في البحر، وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً به)105 .

100- طه: 114.

101-محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار: ج 3، ص 14، ح 38.

102-الكليني، الكافي: ج 1، ص 46، ح 1.

103-نهج البلاغة: ص 393، الكتاب 31.

104-الأحسائي، عوالي اللآلي: ج 4، ص 60، ح 5.

105-الصدوق، الأمالي: ص 58، ح 9.

قيل: كنّا نمشي في أزقّة البصرة إلى باب بعض المحدّثين فأسرعنا في المشي وكان معنا رجل ماجن، فقال: ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة كالمستهزئ، فما زال عن مكانه حتّى جفّت رجلاه. وقيل: إنّ خليعاً لمّا سمع الحديث جعل في رجليه مسمارين من حديد، وقال: أريد أن أطأ أجنحة الملائكة، فأصابته الآكلة في رجليه. وقيل: فشلّت رجلاه وسائر أعضائه.

https://t.me/wilayahin

00

شاهد أيضاً

شرح نهج البلاغة – ابن أبي الحديد – ج ١

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (586 – 656) الجزء الأول تحقيق محمد أبو الفضل ...