الرئيسية / الاسلام والحياة / خطوط عامة من سيرة الأئمة عليهم السلام

خطوط عامة من سيرة الأئمة عليهم السلام

الأئمة عليهم السلام ووعاظ السلاطين‏

 

صحي أن العلماء ورثة الأنبياء، وأمناء الرسل، إلا أن هذا السلك يدخله أحياناً من ليس بأهلٍ أن يتّبع، لأنه لا يكون للمستضعفين، بل يكون بوقاً للحكّام المستكبرين.

 

3- تحف العقول، الحرّاني، ص‏272، ط جماعة المدرسين قم.

4- المصدر نفسه، ص‏95.

 


وهؤلاء كانوا على مرِّ التاريخ، ولقد ابتلي بهم أئمة أهل البيت بلاءً عظيماً، وواجههم الأئمة مواجهة ساخنة، لخطورتهم على عامَّة الناس؛ إذ أن الناس تبهرهم ظواهر الأمور ولا يتطلّعون إلى عمق القضايا، وروح الحقائق.

 

يقول القائد دام ظله:

 

“… بالنسبة للزهري وأمثاله فقد وقف الإمام السجاد عليه السلام موقفاً حازماً وقاسياً جدّاً حيث يلحظ هذا من خلال الرسالة التي وجهها إليه، وقد يتساءل البعض إلى أي مدى يمكن أن تعكس “الرسالة” هذا الموقف الشديد، ولكن بالالتفات إلى شدّة اللهجة في مضمون هذه الرسالة الموجهة إلى نفس الزهري وكذلك بالنسبة للجهاز الحاكم وإنها لا تنحصر بمحمد بن شهاب بل كانت تقع في أيدي الآخرين وتنتقل عبر الألسن وتبقى عبر التاريخ…

 

بالالتفات إلى هذه الأمور، يمكن أن ندرك حجم الضربة التي وجهت للقداسة الشيطانية والاصطناعية لمثل أولئك العلماء. لقد كانت الرسالة خطاباً لمحمد بن شهاب ولكنها نالت من أشخاص آخرين على شاكلته. ومن المعلوم أن هذه الرسالة عندما تقع بأيدي المسلمين وبالأخص شيعة ذلك العصر وتنتقل عبر الأيدي فأي سقوط لهيبة هؤلاء ومكانتهم في الأعين؟

 

وهنا ننقل مقاطع من هذه الرسالة، في البداية يقول عليه السلام:

 

“كفانا اللَّه وإياك من الفتن ورحمك من النار”5.

 

في الجزء الثاني من هذه الجملة نجده يخصه بالخطاب، لماذا؟ لأن

5- بحار الأنوار، ج‏75، ص‏132.

 


كل إنسان يتعرض للفتن حتى الإمام السجاد عليه السلام بدون أن يسقط فيها، ومحمد بن شهاب يتعرض للفتنة ولكنه سقط، أما بالنسبة لنار جهنم فإنها لا تقترب من الإمام زين العابدين عليه السلام ولهذا خصّ الكلام هنا الزهري.

 

وابتداء الرسالة بمثل هذه اللهجة دليل على تعامل الإمام معه بطريقة تحقير ومعاداة.

 

ثم يقول عليه السلام:

 

“فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك بها أن يرحمك…”6.

 

ويذكر جملة من آيات القرآن ويقول أن اللَّه تعالى لن يرضى أبداً عن قصورك وتقصيرك لأنه سبحانه قد أمر العلماء بتبيين الحقائق للناس:

 

“لتبيننه للناس ولا تكتمونه”7.

 

وبعد هذه المقدمة يحمل عليه بطريقة قاسية جداً بقوله عليه السلام:

 

“واعلم أن أدنى ما كتمت، وأخف ما احتملت، أن آنست وحشة الظالم، وسهلت له طريق الغي بدنوك منه حين دنوت واجابتك له حين دعيت…”.

 

والجملة المؤثرة جداً في هذه الفقرة عندما يقول عليه السلام:

 

“أو ليس بدعائه إياك، حين دعاك، جعلوك قطباً أداروا بك رحى مظالمهم وجسراً يعبرون عليه إلى بلاياهم وسلماً إلى ضلالتهم داعياً إلى غيّهم سالكاً سبيلهم، يدخلون بك الشك على العلماء ويقتادون بك قلوب الجهال إليهم”.

6- المصدر نفسه.

7- آل عمران:187.

 


 

ثم يقول عليه السلام:

 

“فلم يبلغ أخص وزرائهم ولا أقوى أعوانهم إلا دون ما بلغت من إصلاح فسادهم”8.

 

في هذه الرسالة الشديدة اللهجة والبليغة يفضح الإمام السجاد تلك الحركة السياسية التي استغلت الفكر والعلم.

 

فأولئك الذين قبلوا مهادنة النظام أصبحوا مطالبين بالإجابة عن السؤال الذي بقي في المجتمع الإسلامي وسوف يبقى عبر التاريخ…”.

 

 

https://t.me/wilayahinfo

شاهد أيضاً

مفاجآت القرن الـ 21: ملحمة فلسطين وأسطورة إيران

ناصر قنديل يبدو القتال الأميركي الإسرائيلي والغربي عموماً لإنكار صعود العملاق الإيراني وإبهار الملحمة الفلسطينيّة ...