حتّى مَتَى أَجْفَانُنَا عَبْرى وَإلى مَتَى أَكْبَادُنَا حَرّى
قَدْ حَلَّ فينَا يَا ابنَ بنْت مُحَمَّدٍ مَا لَم نُطقْ في حَمْلهَا صَبْرا
نَهْضَاً فَقَد كَادَت شَريعةُ أحمَدٍ تُمحَى وتَنشَأُ شرعةٌ أُخرَى
طالَ احتجابُكَ سيدي مَا آنَ أنْ نَحظَى بتلكَ الطلعة الغرّا؟!
تُغضي وتتركُ ثارَ جدّك مُذ أَتَتْ حربٌ له بجنودها تَتْرَى
وعليه حرَّمت الفُراتُ وإنَّما خُلقَ الفُرَاتُ لأُمّه مَهْرَا
فغَدَى يَكرُّ عليهم فَتَخَالُه الكرَّار مَهمَا طَالَ أَوْ كرَّا
حتَّى إذا أَفْنَى الجُمُوعَ وفَلّ بيـ ضَ الماضيات وحَطَّمَ السّمرَا
عمَدَتْ إليه يدُ القَضَا فرمَتْهُ في سَهمٍ أصابَ حشاشةَ الزَّهْرا
فهَوَى عَلَى وجه الصَّعيد مُصَافحاً في خَدّه خَدَّ الثَّرَى قَسْرا
أَفديه مَطروحَاً بعرصَة كربَلا والخيلُ منه رضَّت الصَّدرَا
أفديه مَطروحَاً بعرصَة كربَلا والقومُ لم يَدَعُوا له طَمْرَا
تركُوه عُرياناً عَلَى حَرّ الصَّفا ملقىً ثلاثاً لَم يَجد قَبْرَا
شبكة المعارف الإسلامية