الوقت- فرضت الشرطة الإسرائيلية، الجمعة، إجراءات خانقة حول المسجد الأقصى، و منعت الفلسطينيين دون سن الـ50 من دخول المسجد الأقصى لأداء الصلاة وسط حالة توتر شديدة قبيل ساعات من احياء “جمعة الانتصار”.
وقال بيان صادر عن شرطة الاحتلال “يجري تقييم الوضع الأمني وهناك إشارات بحصول اضطرابات وتظاهرات اليوم”، وأضافت “سيسمح فقط للرجال فوق الخمسين والنساء من كل الأعمار بالدخول. وسيتم إغلاق عدد من الطرقات حول المدينة القديمة، كما يجري اتخاذ كل الإجراءات الأمنية الضرورية لمنع أي أعمال عنف أو التصدي لها”. حسب تعبير البيان.
بدوره طلب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو من الشرطة فرض قيود على دخول المصلين للقدس، وتعزيز الوجود العسكري في باحات الأقصى وخارجه وفي البلدة القديمة، بينما نشرت المواقع العبرية تقارير تحدت عن أن قوات الجيش الاسرائيلي استدعت المزيد من قواتها في الضفة الغربية، وانتشرت هذه القوات في المناطق المحاذية لمدينة القدس ومناطق التماس التي تشهدت مواجهات مع الفلسطينيين، فقد دفعت بمزيد من قواتها الى المدخل الشمالي لمدينة القدس “حاجز قلنديا العسكري” والمدخل الجنوبي “حاجز 300″، وكذلك في عدد من المناطق في الضفة الغربية التي قد تشهد مواجهات وفقا لتقديرات الجيش وجهاز “الشاباك”، في حين نشر الجيش الاسرائيلي كتيبة اضافية من قواته لحماية عدد من المستوطنات في الضفة الغربية.
نتنياهو يتوعد
وخلال زيارة قام بها رئيس الوزراء الكيان الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الى منازل القتلى الثلاث الذين قضو طعنا بالسكين يوم الأحد المنصرم في مستوطنة حلميش بقضاء رام الله، دعا الى اعدام الفلسطينيين، و بحسب موقع الخاص لرئاسة الوزراء الاسرائيلية على فيسبوك قال نتنياهو،”آن الأوان لفرض حكم الإعدام على الإرهابيين. تم إرساء ذلك بالقانون.
مسؤولون اسرائيليون: نتنياهو مسؤول عن الضعف والذل
وهاجم عدد من المسؤولين الاسرائيليين، بنيامين نتنياهو، معتبرين بأنه المسؤول عن حالة “الضعف” و “الذل” التي ألمت في إسرائيل في أعقاب إزالة البوابات الإلكترونية في المسجد الأقصى، واحتفال الفلسطينيين بالانتصار التاريخي على إسرائيل في القدس، مؤكدين إن نتنياهو تراجع لمطالب الحركة الإسلامية والمرابطين في إسرائيل وأخفق في فرض سيادة إسرائيل في الحرم القدسي الشريف في أعقاب عملية أودت بحياة شرطيين إسرائيليين. ووصف هؤلاء خطوة إزالة البوابات الإلكترونية بأنها جلبت العار على إسرائيل أمام العالم، وأجمع محللون ينتمون إلى اليمين الإسرائيلية على أن نتنياهو فشل في إدارته الأزمة حول الحرم القدسي وبدل كسب النقاط أمام الجهات المتطرفة من الحركة الإسلامية والمرابطين، انهزم وتراجع، وجعل اليهود يسيرون مطأطئين الرأس في القدس.
كذلك هاجم وزير الدفاع في السابق، موشيه يعلون، بنيامين نتنياهو، معتبراً أنه المسؤول المباشر عن التراجع الذي توصلت إليه إسرائيل في الأٌقصى، قائلا إنه كان جدير بنتنياهو أن يعرف التاريخ المتعلق بالأقصى، وكان يجب أن يستشير الجهات المعنية بالأٌقصى قبل نصب البوابات الإلكترونية وليس بعد نصبها.
الاحتلال يعتقل عشرات المرابطين في الأقصى
وأدى الآلاف من المقدسيين أمس الخميس صلاة المغرب والعشاء، داخل باحات المسجد الأقصى وخارجه وبالقرب من الأبواب، وذلك بعد 12 يوما من إغلاقه والصلاة خارج باحاته، رغم منع الاحتلال لمئات الشبان الفلسطينيين من الدخول لأداء الصلاة، ما دفعهم لأدائها قرب البوابات وبالشوارع خارج الأقصى.
وتجددت، ليل الخميس، الاشتباكات بين المصلين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في باحات المسجد إثر اقتحامها من قبل عناصر الجيش الإسرائيلي لإخلاء المعتصمين بداخله. وقامت باعتقال نحو 120 مرابطا، بالإضافة إلى إطلاقها الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية، ما أدى إلى إصابة العشرات بجراح، بينهم إصابة خطيرة، أعلن الهلال الأحمر عن إصابة اكثر 100 مواطنا برصاص الجنود الاسرائيليين الذي استهدف المصلين في محيط باب الأسباط والمسجد الأقصى، وأضافت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، “تعاملت طواقمنا مع 96 إصابة خلال مواجهات باب حطة وباب الأسباط، وتنوعت الإصابات ما بين اعتداء بالضرب أدت إلى كسور وإصابات مطاط وإصابات بغاز الفلفل وبقنابل الصوت“.
وفي سياق متصل، دعت لجنة التنسيق الفصائلي والحراك الوطني المسيحي، الفلسطينيين لأداء صلاة الجمعة على المدخل الشمالي لبيت لحم، كما دعت جهات أخرى إلى شد الرحال إلى القدس والصلاة في مراكز المدن.
وامتنع الفلسطينيون منذ أسبوعين عن دخول المسجد الأقصى احتجاجا على تركيب بوابات إلكترونية على أبوابه واستمروا في تظاهراتهم حتى أجبروا السلطات الإسرائيلية على إزالة تلك البوابات، وسيتمكن المسلمون من تأدية صلاة الجمعة اليوم في الحرم القدسي، للمرة الأولى منذ أسبوعين، بعد حرمانهم من ذلك في الجمعتين السابقتين، مما يجعل هذه الجمعة استثنائية.
الولاية الاخبارية