اسمه: سمّاه النبي محمد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بالمحسن، قبل رحيله.
أبوه: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام).
أمّه: سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(عليها السّلام).
جدّه لأمّه: أشرف الخلائق النبي محمد(صلى اللّه عليه وآله وسلم).
جدّه لأبيه: كافل النبي وحاميه أبو طالب(عليه السلام).
جدّته لأمه: أحب زوجات النبي للنبي(صلى اللّه عليه وآله وسلم)، أم المؤمنين خديجة بنت خويلد(عليها السلام).
جدّته لأبيه: من كان النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يناديها بأمّه؛ فاطمة بنت أسد(عليها السلام).
اخوته من أبيه وأمّه: الإمام الحسن والإمام الحسين والسيّدة زينب وأم كلثوم (عليهم السّلام).
مقتله: سقط جنيناً مقتولاً مظلوماً، عند عصر الزهراء(عليها السّلام) وراء الباب وضربها، وكان له ستة أشهر، كما يدلّ عليه الحديث عن الإمام الصادق(عليه السلام) حيث قال: … وإدخال قنفذ يده لعنه اللّه يروم فتح الباب، وضرب عمر لها بالسوط على عضدها، حتّى صار كالدّملج(1) الأسود، وركل الباب برجله، حتّى أصاب بطنها وهي حاملة بالمحسن، لستة أشهر وأسقطها إيّاه(2).
وسنوافيك بتمام حديثنا حول هذا الموضوع وغيره، في البحوث القادمة إن شاء اللّه تعالى.
قاتله: عمر بن الخطّاب وجماعة، بأمر من أبي بكر بن أبي قحافة، كما سنوافيك به في الفصول الآتية بتوفيق اللّه تعالى.
مدفنه: بالمدينة المنوّرة (على ساكنها وآله أفضل الصلاة والسّلام).
____________
1- الدملج: شئ يشبه السوار تلبسه المرأة، وشبّه أثر الضربة به لبروزه وضهوره وانتفاخه فكأنّه أمر موضوع فوق الجسد.
2- البحار ج53 ص19 ب28 ح1 . والعوالم ج11 ص441 ـ 443. والهداية الكبرى للخصيبي ص392 و407 و417، وعن حلية الأبرار ج2ص652. وراجع فاطمة بهجة المصطفى ج2 ص532، عن نوائب الدهور للسيد الميرجهاني ص192.
يفتتن النّاس بالباطل الّذي يلبس لباس الحقّ، أمّا ما كان محض الباطل فلا يشتبه على أحد لوضوحه، كما أنّ محض الحق لا يزيغ عنه أحد لتجليه، أمّا من خلط بين الأمرين فأخذ من الباطل نصيباّ، وأخذ من الحق مقداراً، فإنّه يلتبس على عامّة الناس، ولذلك نجد أنّ كل أصحاب البدع لم يأتوا إلى النّاس كمبتدعين، بل جاءوهم بدعوى الإصلاح، فانجرف من انجرف تحت الشعارات المزيفة، إلاّ من هدى اللّه وسدد بفضل منه (سبحانه و تعالى) ، وهذه الخطبة من سيّد البلغاء وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)، تبيّن لنا ما هي البدعة؟ وكيف يفتتن النّاس بها؟ فتعال معي ننصت بقلوب خاشعة إلى هذا النور المنهمر:
عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: خطب عليٌّ أمير المؤمنين(عليه السلام) الناس فقال: أيّها الناس، إنّما بدءُ وقوع الفتن أهواءٌ تتَّبع، وأحكام تبتدع، يخالَف فيها كتابُ اللّه، يقلّد فيها رجالٌ رجالاً، ولو أنَّ الباطل خلص لم يَخف على ذي حجى، ولو أنَّ الحقَّ خلص لم يكن اختلاف، ولكن يؤخذ من هذا ضغث، ومن هذا ضغث، فيمزجان فيجيئان معاً، فهنالك استحوذ الشيطان على أوليائه، ونجا الّذين سبقت لهم من اللّه الحسنى(1).
نسأل اللّه (سبحانه و تعالى) أن نكون من الذين سبقت لهم من اللّه الحسنى، إنّه ولي الأمر والتدبير والتوفيق والتسديد.
وما هو الموقف عند ظهور الفتن والبدع؟
لاشك انّه لي التأييد وإلاّ لَتعدد المبتدع، بل ولا السكوت لأنّ الساكت عن الحق شيطان أخرس، ولم يقم باطل على مدار التأريخ إلاّ لخذلان المتفرجين، فقويت شوكة الباطل، وضعفت ظروف وفرص انتصار الحقّ، وتمادى الباطل في غيّه، بل لابدّ من القيام بالمسئولية الّتي أسداها الشرع المقدّس، إلى من أرادوا لأنفسهم أن ينهجوا نهج الأنبياء.
وللعالم مسئولية خاصّة، ولا يعني هذا أنّ غير العالم في حِلٍّ ، بل كلّكم راع وكلّكم مسئول عن رعيّته، وكانت هذه الأمّة خير أمّة أخرجت للناس ماداموا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
قال تعالى: {كنتم خير أمّة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر(2)}.
ومن المؤسف، نرى النّاس تجامل الباطل وتزوره وتوقره، وتبرر ذلك بالإنفتاح، وإنّ اتخاذ الموقف ضدّ المبتدع خلاف وحدة الصّف، مبررات لا يخلو منها كل فاعل حتّى من يفعل الشرّ، بل إنّ إبليس اللعين عندما عصى اللّه (سبحانه و تعالى) وتمرّد على حكمه، لم يكن ذلك بلا مبرر، بل المبرر عنده هو أنّه مخلوق من النار وآدم (على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام) مخلوق من الطين فهو أشرف خلقاً، وهو مبرر يمنعه من السجود، لكنّ الكلام في صحّة المبرر وعدمه، ولذا لا نقبل من أي أحد أن يقول لنا بوجود المبرر عنده، مادام حتى الشيطان اللعين له مبرره الغير مقبول.
فليحذر الأخوة المؤمنون، من زيارة المبتدع ومن احترامه، لأنّه هدم للإسلام، كما قال مولانا الإمام الصادق(عليه السلام): من مشى إلى صاحب بدعة فوقَّره فقد مشى في هدم الإسلام(3).
فإيّاك أخي المؤمن ثمّ إيّاك أن تحسب عند اللّه (سبحانه و تعالى) ممن هدم الإسلام من حيث لا تعلم.
إذن المسئولية العظمى تقع على عاتق رجل الدّين، وعليه بيان الحقّ للناس، وتنبيه كلّ غافل قد ينعق مع كلّ ناعق، يرى في ظاهر الشخص لباس الصّلاح الخادع، وإن كان يختفي تحت الثياب شيطان رجيم، وحقّاً إذا فسد العالِم فسد العالَم.
ولقد وردت الروايات في الحث على أنّ العالم عليه أن يظهر علمه إذا ظهرت البدع، وإن لم يفعل فأقلّ ما يقال في حقّه أنّه مؤاخذ.
روي عن النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلم) انّه قال: إذا ظهرت البدع في أُمّتي فليظهر العالم علمه، وإلاّ فعليه لعنة اللّه والملائكة والنّاس أجمعين(4).
ومن يقوم بواجبه الشرعي، فينقذ الناس من براثن النواصب، وفخاخ إبليس اللعين، فأولئك هم الأفضلون كما عبّرت الرواية الآتية:
روي عن علي بن محمّد الهادي(عليهما السلام) أنَّه قال: لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم(عليه السلام) من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه، والذابين عن دينه بحجج اللّه، والمنقذين لضعفاء عباد اللّه من شباك إبليس ومردته، ومن فخاخ النواصب، لما بقي أحد إلا ارتد عن دين اللّه، ولكنّهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها، أولئك هم الأفضلون عند اللّه عز وجل(5).
بل أكّدت الروايات أنّه لا يكتفى بالمناقشة والرّد الهادئ كما يُدّعى، بل لابد من إظهار البراءة منهم، وسبّهم بما يليق بالمؤمن، والوقيعة فيهم، ومداهمتهم حتّى يرى تكالب الإعتراضات والرّفض عليه، فلعلّه يكون ردعاً له أو عبرةً لغيره، ممن تسوّل له نفسه المريضة أن يحذو حذوه، ولا يكتفى بالمناقشة معه كما صنع البعض، كما يروي لنا الشيخ الكليني(رحمه الله) في الكافي(6) فقال:
____________
1- البحار ج2 ص315 ح83 .
2- سورة آل عمران 3\110 .
3- البحار ج2 ص304 ب34 ح45.
4- البحار ج57 ص234 .
5- الإحتجاج ص455 .
6- الكافي ج2 ص375 .
الحمد لله الّذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا اللّه (سبحانه و تعالى) ، أحمده وأستعينه على إحقاق حقّه وحقّ أوليائه، وأفوض أمري إليه، إنّه بصير بالعباد.
والصلاة والسلام على أشرف خلق اللّه محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين، الّذين من نصرهم فقد نصر اللّه، ومن خذلهم فقد خذل اللّه.
في هذه الآونة الأخيرة، نرى المآسي المهولة التي لا تصدّق، لأنها أقرب إلى الخيال من الواقع، فمتى يقتل المؤمن أخاه المؤمن!!! ويدمر سكنى الأبرياء، ومن يُدّعى أنهم القادة، هم في بروجهم العاجية مع أولادهم وأصهارهم وأحفادهم، تجارة بالدماء، إما المغفلة البريئة أو المصلحيّة، فذهبت الدماء بإزاء المصالح الشخصية والأغراض الدنيوية.
والعجب كل العجب أنّه باسم الدين، حتى وصل الحال بأن ترفع إحدى الفئتين شعار الحسين صلوات اللّه وسلامه عليه، والأخرى ترفع شعار المهدي عجّل اللّه تعالى له الفرج.
ولو وقف الأمر عند هذا الحدّ لقلنا هذا ما جنته أيديهم، وحساب اللّه آتٍ لا محالة، وعند الصبح يحمد القوم السرى، إلاّ أنهم جاوزوا الحدّ بالتجري على الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء، بنت أشرف الخلق محمد صلوات اللّه وسلامه عليهما وعلى آلهما.
نعم… أرادوا إخفاء ظلامة الزهراء صلوات اللّه وسلامه عليها، من حين مَنعِها من البكاء على أبيها، إلى هذا الحين حيث يُدَّعى أنّه لم يهجم على دارها أحد.
ذكر الدولابي في كتابه الذرّية الطاهرة
(1)قال: بالإسناد إلى ابن إسحاق إنّه قال: ولدت فاطمة بنت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) لعلي بن أبي طالب: حسناً وحسيناً ومحسناً فذهب محسن صغيراً، وولدت أم كلثوم وزينب.
وذكر الرواية مرّة أخرى في ص155 رقم 207 .
____________
1- الذرّيه الطاهرة للدولابي ص90 رقم81. ودلائل النبوة للبيهقي ج3 ص
وذكر الطبري أيضاً في ذخائر العقبى
(1)في مقام تعداد أولاد أمير المؤمنين(عليه السلام)، فقال: الحسن والحسين ومحسن مات صغيراً أمّهم فاطمة بنت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) … إلى أن يقول: وأم كلثوم الكبرى، وزينب الكبرى، شقيقتا الحسن والحسين.
____________
1- ذخائر العقبى ص117 .
وذكر الطبري في ذخائر العقبى
(1)عن الليث بن سعد قال: تزوج علي فاطمة، فولدت له حسناً، وحسيناً، ومحسناً، وزينب، وأم كلثوم، ورقيّة فماتت رقيّة ولم تبلغ، وقال غيره: ولدت حسناً، وحسيناً، ومحسناً فهلك محسن صغيراً، وأم كلثوم، وزينب، ولم يتزوّج عليها حتّى ماتت(عليها السلام)، ولم يكن لرسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) عقب إلاّ من بنته فاطمة(عليها السلام) وأعظم بها مفخرة.
ومن الواضح أنّ قول الليث بن سعد فيه خطأ حيث عدّ أولاد فاطمة(عليها السلام) ستة، وهو خلاف المتفق عليه بين المؤرخين، كما قرأت وتقرأ، فروايته هذه شاذة نادرة لا اعتبار بها، ويمكن حمل اشتباهه على أنّ رقيّة أمّها هي أمّ حبيب الصهباء التغلبية، كما ذكر هذا الطبري نفسه في نفس الكتاب ص117 .
___________
1- ذخائر العقبى ص55 .
وقال ابن شهراشوب في المناقب
ولدت الحسن(عليه السلام) ولها اثنتى عشرة سنة وأولادها: الحسن والحسين والمحسن سقط، وفي معارف القتيبيّ أنَّ محسِناً فسد من زخم قنفذ العدوي. وزينب وأمُّ كلثوم(1).
وقال ابن شهراشوب أيضاً في المناقب:
كناها أُم الحسن وأمّ الحسين وأمّ المحسن وأمّ الأَئمّة وأمّ أبيها(2).
وذكر أبو عبد اللّه بن مندة الأصفهاني في كتاب المعرفة:
أنَّ عليّاً تزوَّج فاطمة بالمدينة بعد سنة من الهجرة، وبنى بها بعد ذلك بنحو من سنة، وولدت لعليّ الحسن والحسين والمحسن وأُمَّ كلثوم الكبرى وزينب الكبرى(3).
___________
1- المناقب لابن شهرآشوب ج3 ص407. البحار ج43 ص233 ب9 ح10. والعوالم ج11 ص539.
2- البحار ج43 ص16 ب2 ح15 .
3- البحار ج43 ص214 ب7 ح44 .
وذكر سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص
(1)عند تعداده لأولاد أمير المؤمنين(عليه السلام) فقال: وذكر الزبير بن بكار ولداً آخر من فاطمة بنت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) اسمه محسن، مات طفلاً.
_______
1- تذكرة الخواص لسبط بن الجوزي ص54 .
واعترف ابن الأثير في أسد الغابة
(1)بوجود المحسن لفاطمة الزهراء(عليها السلام)، حيث أفرد له ترجمة في باب الميم، وقال: وتوفي المحسن صغيراً.
___________
1- أسد الغابة لابن الأثير ج4 ص308. والكامل لابن الأثير ج3 ص397. وتاريخ الأمم والملوك ج5 ص153.
قال الشّيخ المفيد في الإرشاد
(1)أولاده خمسة وعشرون، وربما يزيدون على ذلك إلى خمسة وثلاثين، ذكره النسّابة العمريّ في الشافي وصاحب الأنوار، البنون خمسة عشر والبنات ثمانية عشر، فولد من فاطمة(عليها السّلام) الحسن والحسين والمحسن سقط وزينب الكبرى وأمّ كلثوم(2)…
____________
1- الإرشاد للشيخ المفيد ص242 .
2- البحار ج42 ص91 ب120 ح20 .
وذكر العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي(رحمه الله)
في كتاب مرآة العقول، الذي شرح فيه أخبار أصول الكافي والروضة، قال: فضرب قنفذ -غلام عمر- الباب على بطن فاطمة(عليها السلام) فكسر جنبها، وأسقطت لذلك جنيناً كان سماه رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله) محسناً(1).
وسنوافيك أيضاً في الفصل القادم ببعض ما يدل على أنّ النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلم) هو الّذي سمّى أسباطه(عليهم السلام) بتسمية الله (سبحانه و تعالى) ، وأرجأناه إلى هناك دفعاً للتكرار، وروماً للاختصار.
____________
1- مرآة العقول ج5 ص318 . هناك دفعاً للتكرار، وروماً للاختصار.