الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ، لاَ ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ، وَلاَ ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ

كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ، لاَ ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ، وَلاَ ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ

ابن اللبون ولد الناقة الذكر- إذا استكمل السنة الثانية ودخل في الثالثة- ويقال للأنثى ابنة اللبون- وذلك لأن أمهما في الأغلب ترضع غيرهما- فتكون ذات لبن- واللبون من الإبل والشاة ذات اللبن- غزيرة كانت أو بكيئة- فإذا أرادوا الغزيرة قالوا لبنة- ويقال ابن لبون وابن اللبون- منكرا أو معرفا- قال الشاعر
و ابن اللبون إذا ما لز في قرن & لم يستطع صولة البزل القناعيس‏\n- .

وابن اللبون لا يكون قد كمل وقوي ظهره على أن يركب- وليس بأنثى ذات ضرع فيحلب- وهو مطرح لا ينتفع به- .

وأيام الفتنة هي أيام الخصومة- والحرب بين رئيسين ضالين يدعوان كلاهما إلى ضلالة- كفتنة عبد الملك وابن الزبير- وفتنة مروان والضحاك- وفتنة الحجاج وابن الأشعث ونحو ذلك- فأما إذا كان أحدهما صاحب حق- فليست أيام فتنة كالجمل وصفين ونحوهما- بل يجب الجهاد مع صاحب الحق وسل السيف- والنهي عن المنكر وبذل النفس في إعزاز الدين- وإظهار الحق- .

\nشرح‏ نهج‏ البلاغة (ابن أبي‏ الحديد)، ج 18، صفحه‏ 83
قال (ع) أخمل نفسك أيام الفتنة- وكن ضعيفا مغمورا بين الناس لا تصلح لهم بنفسك ولا بمالك- ولا تنصر هؤلاء وهؤلاء- .

وقوله فيركب فيحلب منصوبان لأنهما جواب النفي- وفي الكلام محذوف تقديره له وهو يستحق الرفع- لأنه خبر المبتدإ- مثل قولك لا إله إلا الله- تقديره لنا أو في الوجوداللغة. 


أقول: ابن اللبون ولد الناقة إذا استكمل سنتين و دخل في الثالثة لأنّ أمّه على الأغلب قد وضعت ولدا غيره فهي ذات لبن.


المعنى
و قد أمر أصحابه في زمن الفتنة أن يتشبّه بابن اللبون، و أشار إلى وجه الشبه بقوله لاظهر. إلى آخره. و أراد أنّه يكون في زمانها خامل الذكر ضعيفا غير مستكثر من المال كيلا يصلح لمعاونة الظالمين بنفسه و لا بماله، و لا ينتفع به في الفتنة.


كابن اللبون لا ينفع بظهره و لا لبنه. و ظهر مبتدأ خبره محذوف تقديره: له. و يركب عطف على الجملة. و روى منصوبا بإضمار أن في جواب النفى، و كذا قوله: فيحلب.