أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، أن روسيا غير راضية عن سرعة تطور التعامل بين العسكريين الروس والاميركيين حول سوريا. وقالت زاخاروفا للصحفيين الاجانب: “سرعة تطور التعامل بين العسكريين لا ترضينا. ونحن نعتقد أن يجب إقامة التعامل الكامل عبر القنوات العسكرية بشكل أسرع”.
وأعادت زاخاروفا إلى الاذهان أن الولايات المتحدة تؤكد دائما أنها لا تحافظ على أي اتصالات مع روسيا، مشيرة إى أن واشنطن أصبحت رهينة موقفها. وأوضحت: “أنهم من جانب كانوا يسعون لاقناع العالم كله خلال سنتين بعدم التعامل مع روسيا، وخاصة في المجال العسكري. وهم قاموا بذلك بنظام يدوي، أي وجهوا رسائل إلى السفارات، وتحدثوا عن ذلك أثناء اجتماعات الناتو. واستخدموا كافة الساحات والامكانيات لاجبار الدول على عدم التعامل مع روسيا على الاتجاه العسكري. وفيما بعد أظهر الوضع الميداني، وخاصة في سوريا، أنه لا يمكن حل تلك القضايا من دون روسيا، وذلك ليس لأننا أقوياء، بل لأنهم ليسوا أقوياء لوحدهم”.
وأضافت أنه من جانب تضطر الولايات المتحدة للتعامل مع روسيا، ومن جانب آخر يتعارض ذلك مع “الايديولوجية التي حددتها لنفسها، والتي تسوقها إلى الخارج”. وأشارت إلى أن هذه الايديولوجية تشبه ايديولوجية الاتحاد السوفيتي، إذ أنها تتغلب على الاعتبارات البراغماتية.
مسائل التسوية السورية لا تتوقف على وجود كيري في موسكو
وبخصوص زيارات وزير الخارجية الاميركي جون كيري إلى روسيا، والتي يناقش خلالها دائما الملف السوري، أكدت ماريا زاخاروفا، أن مسائل التسوية السورية لا تتوقف على وجود جون كيري في موسكو. وقالت زاخاروفا بهذا الصدد إن “مسائل التسوية السورية لا تتوقف على وجود كيري في روسيا الاتحادية”، مضيفة أن كل شيء يمكن مناقشته هاتفيا.
وتابعت قائلة: “ثانيا، يعمل لدينا خبراء على اساس دائم. وهم يعملون عبر قنوات السفارات وفي أوروبا، وانتم تعرفون عن العمل الذي يجري حاليا بين الخبراء العسكريين والدبلوماسيين الروس والاميركيين، وخاصة في المنطقة بالذات، أي منطقة الشرق الاوسط. ولذلك فان الحوار بيننا لم ينقطع. من جانب آخر نحن لا نحتاج إلى أي شروط لتحقيق اختراق، وإنما الرغبة فقط. وفي هذا الحال يدور الحديث عن الرغبة من الجانب الاميركي”.
وأشارت إلى أن كل شيء متعلق الآن “بعجز الجانب الاميركي عن القيام بما وعدت به للعالم كله، أي الفصل بين المعارضة والارهابيين [في سوريا]”، وأضافت: “ما نراه اليوم لا يمكن أن نعتبره إلا بأنه الرغبة في الحفاظ على تنظيم “جبهة النصرة” [المحظور في روسيا وعدد من الدول] مهما كلف الثمن”.
وتجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الاميركي جون كيري قد وصل اليوم الخميس إلى العاصمة الروسية لإجراء مباحثات مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. ومن المتوقع أن يكون الملف السوري أحد اهم الملفات التي ستناقش خلال اللقاء.
روسيا لا تستعد للحرب مع الناتو
وفي معرض حديثها عن العلاقات بين روسيا وحلف الناتو، أكدت زاخاروفا أن روسيا لا تستعد للحرب مع الناتو، على الرغم من الانطباع الذي يتكون أثناء قراءة الصحافة الغربية. وقالت: “نحن لا نستعد للحرب”، مضيفة أنه عند قراءة الصحف الغربية “قد يتكون الانطباع بأن الحرب ستبدأ غدا”.
وتابعت قائلا: “ولكن لدينا مهام أخرى وحياة أخرى. ويجب أن تفهموا أنه لا يوجد للمواطن الروسي شيء أسوأ من الحرب. لقد خسرنا 20 مليون نسمة في القرن العشرين أثناء الحرب العالمية الثانية وحدها”. وشددت على أن روسيا لم تكن أبدا “دولة معتدية”، كما يحاول الناتو تصويرها، مشيرة إلى أن “الحروب الأكثر دموية على أراضينا هي كانت الحروب التي تعرضنا نحن للهجوم”.
وأضافت: “كل ما نبتغيه هو أن يتكونا وشأننا، ويسمحوا لنا بأن نشتغل بشؤوننا ونطور العلاقات مع كافة بلدان العالم على أساس القانون الدولي والاحترام المتبادل”.
يذكر، أن العلاقات بين روسيا والدول الغربية، وخاصة دول الناتو، تأزمت على خلفية الأزمة الأوكرانية وانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا في عام 2014. وتشهد العلاقات بين روسيا والناتو في الآونة الأخيرة، توترا بسبب زيادة التواجد العسكري للحلف بالقرب من الحدود الروسية، الأمر الذي تعتبره موسكو خرقا للوثيقة الأساسية للعلاقات المتبادلة مع الحلف، وخطرا على أمنها القومي والاستقرار والتوازن الاستراتيجي في أوروبا.