الصراعات بذور ينثرها الإرهاب والتطرف وتجنيها الشعوب وتتكبدها الحكومات، فإذا كان لكل صراع بداية، فحتما لكل صراع نهاية، هذا ما تأمله الشعوب والأوطان، بعد نشر معلومات تحدثت عن وجود آمال في أن تكون الزيارات المتبادلة بين السعودية وإيران بداية لحل الخلافات بين البلدين، عبر قنوات اتصال مباشرة، عوضا عن الاتصالات التي تتم عبر وسطاء.
ربما يحدث ذلك بعد قرار الدولتين بتبادل الزيارات لوفدين من كلا البلدين سيقومان أولا، بتفقد المقرات الدبلوماسية في طهران والرياض تمهيدا لعودة العلاقات بين البلدين إلا أن الموعد الدقيق لم يتحدد بعد.قال مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات، أنور عشقي، إن التواصل بين المملكة العربية السعودية وإيران لم ينقطع، لكنه ظل في أدنى مستوياته، بعد قرار قطع العلاقات بين البلدين، وكانت هناك اتصالات بين البلدين بخصوص الحج، ووافقت إيران على شروط السعودية التي تعم جميع الحجاج، والتزمت إيران هذه المرة وكانت هذه بادرة حسنة من إيران.
وأكد عشقي أن السعودية لن تعيد العلاقات مع إيران، إلا إذا أوقفت إيران تدخلها في الدول العربية، وانسحبت من سوريا والعراق وغيرها وتوقفت عن زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وتوقفت عن إثارة الصراع الطائفي، عندها ستقوم السعودية بتطبيع العلاقات مع إيران، وإن عملية تفقد السفارة لا يعني تطبيع العلاقات. بحسب حديث عشقي لبرنامج “ملفات ساخنة” على أثير إذاعة “سبوتنيك”.وأشار مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات، إلى أن السعودية إذا أرادت إعادة العلاقات مع طهران فسوف تنسق هذا مع دول مجلس التعاون الخليجي، وبشروط المملكة المذكورة، موضحا أن إيران الآن في وضع حرج ومستعدة لتقديم بعض التنازلات، منوها إلى أن العلاقات القديمة الجيدة مع إيران كان لها مردود إيجابي خاصة في لبنان، بالضغط على “حزب الله” في مواقف معينة.وعن طلب السعودية من دولة قطر قطع علاقاتها مع إيران، قال اللواء السعودي السابق،
إن المملكة العربية السعودية لا تفرض على أي دولة علاقاتها مع الدول الأخرى، لكنها لا تريد من قطر أن تتحالف مع إيران لصالح إيران ولصالح القضايا الأخرى.وأكد المتخصص في العلاقات الدولية والإقليمية، محمد شمّص، أن هذه الزيارات “تأتي في إطار السياسة الخارجية الإيرانية وهي “سياسة إزالة التوتر” مع دول الجوار العربية، لا سيما مع المملكة العربية السعودية”.وأشار إلى أن هذا التقارب وهذه الخطوة السعودية في اتجاه إيران جاء نتيجة للإخفاق السعودي في المنطقة وفي ساحات الإقليم المختلفة، سواء في سوريا أو العراق أو اليمن.وأوضح في حديثه لبرنامج “ملفات ساخنة” على أثير إذاعة “سبوتنيك”، أن هذه الخطوة ستلقى ترحيبا من جانب الجمهورية الإسلامية، وسوف تذهب العلاقات إلى أن تكون شبه طبيعية، ليصبح استئناف العلاقات الدبلوماسية أمر محتمل وقريب جدا، مشيرا أنها لن ترقى لأن تكون جيدة بين الطرفين خاصة أن السعودية لا يزال لديها مشروعها في المنطقة، الذي يتعارض مع المصالح الإيرانية وحلفائها في المنطقة.
ونوه إلى أن عودة العلاقات الدبلوماسية سيؤثر إيجابا على تخفيف حدة التوتر في الملفات الإقليمية العالقة محل الاشتباك السياسي والعسكري غير المباشر، لكنها لم تفتح آفاق نحو حلول جذرية للمنطقة، خاصة أن ما يحدث في المنطقة هو قضية عالمية بامتياز وتحديدا في سوريا، وليست السعودية وحدها أو إيران وحدها لاعب في المنطقة، هناك دول إقليمية ودول عالمية مؤثرة ولديها دور كبير في المنطقة.وأوضح أنه في موضوع سوريا مثلا والمفاوضات في أستانا وجنيف، قد تجد السعودية وإيران خطوة لنقاش جدي وإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وأيضا تفاهم في العراق ما بعد الموصل، وما بعد تحرير العراق من تنظيم “داعش”.وقال إن المنطقة تسير نحو هدوء تدريجيا وحلول سياسية نتيجة التقدم والإنجازات الميدانية وانتصار المحور الروسي الإيراني السوري على الإرهاب في سوريا، ما يضعنا على بداية حلول سياسية في المنطقة.